الجمعة، 10 مايو 2013

المواطن الجنوبي البريء متهم حتى تثبت براءته ؟!


الاثنين 29 أبريل 2013 11:50 مساءً

قال الرئيس السابق علي ناصر محمد في مقابلة مع صحيفة عدن الغد (ليوم أمس 28 أبريل 2013) أنه نصح علي عبدالله صالح بعد الحرب ولكن الذي حدث كان المكابرة والعمل على عكس النصح تماماً ،ونظراً لما تحتويه المقابلة من لبس في المفاهيم ، فأن الموضوع يتطلب التدقيق فيه خطوة بخطوة وسؤال بسؤال ، وقد يتطلب مننا وقت طويل ، ولذلك اقتبست واحد من الأسئلة التي طرحتها عليه الصحيفة مع الإجابة :

س: سيدي الرئيس في الأعراف القانونية يقولون أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولكن في الجنوب البريء متهم حتى تثبت براءته، ماذا يقول الرئيس علي ناصر محمد حول تلك المقولة ؟

ج: بطبيعة الحال عندما تختل المعايير تسود المفاهيم الخاطئة والمعكوسة وتصبح أمراً واقعاً بفرض القوة والهيمنة ، ومن جانبي فقد سارعت بعد حرب 1994م مباشرة للقول وعبر حوار صحفي وعدد من الرسائل الموجهة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقلت له فيها "أن المنتصر في هذه الحرب مهزوم وأن الانتصار العسكري لايعني الانتصار السياسي ولا أحد ينتصر على شعبه فيمارس العقوبات عليه بل أنه هناك فرصة مواتية لفرض العدالة ودولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ومعالجة آثار الحرب وترميم النفوس وإعادة الحقوق"، ولو تم ذلك في حينه واتجهت الإرادة السياسية نحو تثبيت الوحدة بالعدالة وليس بالدم والظلم، لكنا أمام واقع مختلف ولكن الذي حدث كان المكابرة والعمل على عكس النصح تماماً وترك الحبل على الغارب للقتلة والمفسدين والمخربين وتكريس ثقافة الكراهية، وفي ظل هذه الأجواء أصبح المواطن البريء متهم حتى تثبت براءته كما ذكرت.

ومن هذه الإجابة تنشأ أسئلة أخرى :

1 - هل الشعب الجنوبي كان شعب علي عبدالله صالح بعد الحرب ، ولذلك نطلب منه أن لا يمارس العقوبات عليه ؟!

2 - كيف كانت الحرب فرصة مواتية لفرض العدالة ودولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ؟! .. ألم يقال: "فاقد الشيء لا يعطيه" ؟!

3 - أليس القصد من عبارة (لو تم ذلك في حينه واتجهت الإرادة السياسية نحو تثبيت الوحدة بالعدالة وليس بالدم والظلم) هو إعتراف من علي ناصر بأن واقع ما بعد الحرب مباشرة هو وحدة كان يجب تثبيتها ؟! ..

4- لماذا كانوا يشجعون القوي لفرض إرادته السياسية على الشعب الجنوبي بالقوة ؟! .. هل كان شعب الجنوب لا يعرف العدالة والنظام والقانون ؟!

5 - ولكن ، كيف أصبح المواطن الجنوبي البريء متهم حتى تثبت "براءته" ، كإجابة لسؤال الصحيفة ؟! .. فهذا هو السؤال الوحيد الذي لم أجد له تفسير !!

6 - لا شك أن الشعب الجنوبي قد أصبح متهماً نتيجة تكريس ثقافة الكراهية ، وربما هذا لا يزال مستمر .. لكن من ذا الذي كان عليه أن يثبت براءة الشعب ويحميه لولا إرادة الله سبحانه التي وضعها في إرادة شعب الجنوب في ظل غياب القيادات السابقة التي كانت ولا زالت "متهمة" ؟!



وإذا كانت نصائح القيادات الجنوبية السابقة غير مجدية لمصلحة تثبيت الوحدة ، فإن شعب الجنوب صاحب الإرادة الذي قدم آلاف الشهداء منذ بدء الحرب عليه، له مصلحة واضحة في التخلص من تلك الوحدة أو أي مشاريع وحدوية أو نصائح أخرى .. والشعب نفسه هو الذي نصح وطالب القيادات السابقة ولا يزال ، بالعودة إلى الصواب للإلتحاق بثورته وترك الدوافع التي جعلتهم يصرون على الإستمرار بالوصاية على الشعب الجنوبي، حتى لا يبقى الشعب " متهماً " إقليمياً ودولياً بأي اتهامات لم يعد لها وجود .






اقرأ المزيد من عدن الغد | المواطن الجنوبي البريء متهم حتى تثبت براءته ؟! http://adenalghad.net/news/48535/#.UYz5arWpoZk#ixzz2StgVVUIu

21 مايو المقبل .. إحياء للذكرى .. وقرار شعبي للاستقلال !!



يستعد الشعب الجنوبي هذه الأيام لإحياء الذكرى الـ 19 لإعلان قرار فك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية ، الذي جاء بعد انقضاء 4 سنوات على فشل إعلان "وحدة اندماجية" بينهما في عام 1990 باتفاق بين الحزب الاشتراكي اليمني بقيادة أمينه العام علي سالم البيض والمؤتمر الشعبي العام بقيادة رئيسه علي عبد الله صالح اللذان وقعا على " اتفاق 30 نوفمبر " عام 1989 في عدن لقيام وحدة بين الدولتين . لكن تلك الفترة لم تشهد عملاً وحدوياً بقدر ما شهدته صنعاء من أعمال مناقضة للوحدة ، بالإضافة إلى ما اتسمت به الفترة من إرهاب فكري وسياسي وبدني .

لم يكن قرار فك الارتباط في 21 مايو 1994م من جانب قيادة الجنوب مفاجئاً مثلما كانت مفاجأة فتح الحدود بين الدولتين . فالاتفاق على الوحدة كان في غفلة من الشعب الجنوبي  الذي  رَسَخَت  لديه القومية العربية - كنهج أيدلوجي -  خلال أكثر من عقدين من الزمن .. وربما هذا ما جعل الجماهير تفترض أن القيادة قد أدركت الوقت المناسب لبدء المسيرة نحو تحقيق الحلم العربي لاسيما مع ظهور وضع دولي جديد ؛ أما  قرار فك الارتباط  فقد اقترن بأهوال الحرب التي رافقها  صمت عربي تجاه تدمير الجنوب في حرب  تكفلت  بالقضاء على  الحلم العربي ، ولذلك خرج الشعب في الجنوب مبتهجاً بالقرار ومؤيداً له .

لقد كان من المفترض أن يكون قرار فك الارتباط  نتيجة طبيعية لفشل اندماج نظامين مختلفين وثقافتين مختلفتين ، ولفشل نظام صنعاء في الحفاظ على "القومية العربية"  لدى الشعب الجنوبي التي  جعلته  يقف موقفاً سلبياً من قرار الوحدة  رغم أن كفة السلطة كانت ستميل بالنتيجة لصالح الطرف الآخر بحكم زيادة نسبة السكان في الشمال عنه في الجنوب بواقع ( 5 : 1 )، بالإضافة إلى أن قرار الوحدة يعتبر تنازلاً عن مكتسباته الثورية خلال الفترة منذ  قيام دولته الجنوبية .. لكن القرار أصبح - للأسف – نتيجة مباشرة للحرب التي انتقمت  بها  صنعاء من هذا الشعب العربي العظيم  بمشاركة عناصر الإرهاب المعروفة .

ومع ذلك فقد جاء القرار قبل أن تكتمل تفاعلات الوحدة ، حيث كانت  مؤسسات ومنشآت الدولة الجنوبية - المدنية والعسكرية - لا تزال قائمة ، والمواطن محتفظ بعملته الوطنية الجنوبية ووظيفته سواءً في القطاع العام  أو الخاص ، ومحتفظاً بحقوقه  السياسية والاجتماعية ، إلى جانب احتفاظه بثقافته الوطنية الجنوبية .. لهذا فقد كان "الافتراض" أن يكون فك الارتباط – قبل الاحتلال - ليس أكثر من مجرد  تراجع قيادة دولة الجنوب عن قرار الوحدة واستعادة الشكل الإداري للدولة الجنوبية مع ترتيب أوضاع سياسية جديدة لمصلحة شعب الجنوب ، ولمصلحة وحدة مستقبلية أفضل .

إن صنعاء قد أخطأت في  حساباتها  وتقديراتها  للاستحواذ على الجنوب .. ولم ينفعها  تزوير التاريخ  أو خلق  وتأجيج  الصراعات السياسية ، ولا الحرب العدوانية المدمرة للجنوب ، ولا طمس الهوية  والثقافة ، ولا أساليب التجهيل أو خلق الفتن والثارات وتشريد الشباب ، ولا تدمير البنية التحتية وإفقار الجماهير ؛ فالجنوب  قد  أثبت  للعالم خلال الست السنوات الأخيرة  من الثورة أنه شعب  حيٍ وقوي الإرادة ..
و في 21 مايو  القادم سيؤكد شعب الجنوب  من جديد  بحشوده الملايينية  شرعية قرار فك الارتباط ، وجعلها مناسبة تاريخية للإعلان أمام العالم عن اتخاذه  قرار الاستقلال شعبياً ! .

د. عبيد البري

4 مايو 2013م 

العصيان المدني الجنوبي .. وعصيان المهاتما غاندي


يُقصَد بـ"مدنيَّة" العصيان أن طبيعة الفعل ذاته سلمياً حضارياً .. لكنه لا  يقتصر على  المدنيين دون العسكريين ، أو على  فئات أو طبقات دون أخرى ، لأن أهدافه  في أي زمان  ومكان تحمل  أبعاداً  وطنية  وسياسية  واجتماعية  لمصلحة  أي مجتمع بشري .

ووفقاً  للمواثيق الدولية  لحقوق الإنسان ، فالعصيان المدني هو  وسيلة  مشروعة  ولا يجوز للحكومات قمعه . وهذا ما  جعل  جمال  بن عمر يصرّح  أمام  مجلس الأمن الدولي عن وجود عصيان مدني متصاعد  في الجنوب يستقطب أعداداً  كبيرة من الشعب  وتتزايد معه الدعوة  إلى  الانفصال .

فعندما تقوم كل فئات الشعب  بالعصيان المدني ، لا تستطيع الحكومة أن  تقمع حركة الشعب كله . ومع هذا فواقع الحال في  الجنوب  هو  أن  الحراك الثوري الشعبي لا  ينتمي إلى دولة قائمة  ولا تعنيه  قوانين سلطة صنعاء ، وخاصة أنها  لا  تحترم  قوانينها  والقوانين الدولية ؛ وهذا ما جعلها عبارة عن عصابة نهب همجية  تمارس فساداً سلطوياً .. ويهدف العصيان المدني بقيادة الحراك الثوري الجنوبي إلى رفض وجودها في الجنوب .

بيد أن  المهاتما غاندي الذي  قاد  العصيان  المدني في  بلاده  الهند ،  أشتهر بمقولته : " لو أن الرجل  يشعر أنه  ليس من  الرجولة  طاعة  القوانين الجائرة ، فلن  يستطيع أي طاغية أن يستعبده " .. وخاطب  بريطانيا  كقائدٍ  ورمزٍ  للعصيان المدني  الهندي في سبيل الحرية والاستقلال  قائلاً : "نريد نفس الحرية التي يريد تشرشل من البريطانيين أن يموتوا في سبيلها" .

ومن نافلة القول ، تتشابه  حركة  العصيان الثوري في الجنوب مع حركة غاندي  في هدف  نيل الاستقلال سلمياً ، لكنهما  تختلفان في  أن الهند  كانت  تستعمرها حكومة  الإمبراطورية  التي لم تغيب عنها الشمس ، بينما  الذين غزوا  الجنوب  هم  العصابة  التي  لم  يفارقها  الظلام  . وتتشابه  أطماع  الغزاة  في  نهب  خيرات  المستعمرات ، إلا  أن  بريطانيا  جاءت  إلى  الهند من خلف البحار ،  والجنوب  غزته  عصابة  النهب  من  البلد  الجار .

في عام 1919 أعلن غاندي القطيعة  مع المحتل  ودعا  إلى العصيان المدني ، فاستقال الموظفون وأضرب الطلاب وهجر المتقاضون المحاكم ، ودعا  إلى المقاطعة  الشاملة  للبضائع  البريطانية  والمنسوجات القطنية  لأن  الشركات البريطانية كانت تشتري القطن الهندي بثمن بخس ثم تبيعه  للهنود قماشاً  بأثمان باهظة ؛ وشجع العمال على غزل القطن في أوقات فراغهم لتتعطل مصانع بريطانيا فينتفض العمال ضد ملاك المصانع ، حتى تطورت الفكرة إلى إحراق الأقمشة البريطانية باعتبارها  رمزاً  للاستعمار .

وفي عام 1930 بدأ غاندي  بـ"مسيرة الملح" عندما احتكرت الحكومة البريطانية  استخراج وبيع الملح ، فقاد  المئات من الهنود  في اتجاه  البحر مسافة 320 كم  سيراً على الأقدام لاستخراج الملح  من أجل مقاطعة الحكومة . وبهذا  نبَّه غاندي  الشعب إلى اقتناص الوقت المناسب للقيام بالعصيان عند  ممارسة المحتل طغيانه ، ليكون عصياناً  شاملاً  ومؤثراً  تتردد أصداؤه على أوسع نطاق محلياً وعالمياً .

وهكذا  استمر المهاتما غاندي في سياسة الـ "لا عنف" بأساليبه المتنوعة مثل المقاطعة والعصيان المدني والاعتصام  والقبول  بكثافة  الاعتقالات  وعدم الخوف  من الموت ؛  لأن الهدف هو  إبراز الظلم  لتأليب الرأي العام عليه  ومحاصرته والقضاء عليه .

لكن غاندي لم  يدعو  يوماً  إلى قطع الطرقات العامة  مثلما يحصل في بعض مناطق الجنوب ، بل وجَّه  الأنظار نحو  تعطيل شركات المحتل التي تنهب ثروات بلاده ، فكانت النتيجة حصول الهند على استقلالها عام 1947 لتصبح كبرى ديمقراطيات العالم .

د. عبيد البري

الأربعاء، 8 مايو 2013

مرض الملاريا في عدن ومكافحته في حجة !!



حددت جمعية الصحة العالمية   25 أبريل   "يوم الملاريا العالمي"  كمناسبة للاعتراف بالجهود التي تُبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحة الملاريا بفعالية ؛ ولكن ما  الذي يعنيه هذا اليوم بالنسبة لليمن التي لم تقدم شيئاً للسكان الذين يفتك بأرواحهم مرض الملاريا يومياً نتيجة انتشار البعوض الناقل للمرض ، خاصة أن اليمن  حصلت على ما  يقرب من 28 مليار دولار من الصندوق الدولي لمكافحة الملاريا والأيدز والسل ؟! . فإذا كانت مكافحة الأيدز توعوية  وإحصائية ، ومكافحة السل توعوية وعلاجية (على حساب المنظمة الدولية) ، فإن مكافحة الملاريا يتطلب بذل جهوداً توعوية وعلاجية وإحصائية وميدانية أيضاً .
 ويعد الملاريا  - مع فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز  والسل - واحد من التحديات الرئيسية للصحة العامة باعتبارها  تعرقل التنمية في البلدان الأكثر فقرا في العالم فمرض  الملاريا  ينتشر على نطاق واسع بين الذين يعيشون في البلدان الأكثر فقرا في العالم ؛ ويتعرض لخطر الملاريا ما يقرب من 40٪ من سكان العالم .  واليوم تم العثور على الملاريا في جميع أنحاء المناطق المدارية وشبه المدارية من العالم حيث يسبب أكثر من 300 مليون حالة مرض حادة ، ومليون حالة وفاة سنويا على الأقل . ومعظم الوفيات يحدث  بين الأطفال الصغار ... فعلى سبيل المثال ، يقتل هذا المرض طفلا أفريقيا كل 30 ثانية ! .
 أما الأطفال الناجين من الموت بسبب الملاريا الحادة  فقد يعانون من عاهات أو تلف في  الدماغ  . وتعد  الحوامل  والأجنة  في بطونهن  عرضة بشكل خاص للإصابة  بالملاريا  الذي هو أحد الأسباب الرئيسية لوفيات ما حول الولادة ، وانخفاض الوزن عند الولادة  وفقر الدم  لدى الأمهات .
 وطفيل الملاريا  لن يعيش إلا  في تبادل مستمر بين الإنسان والبعوض .. فالمرض يسري  إلى الإنسان  عندما  تأخذ منه بعوضة الأنوفيلس المصابة وجبة الدم .  وفي داخل الإنسان  تخضع الطفيليات لسلسلة من التغييرات كجزء من دورة حياة معقدة . وفي مراحل مختلفة يسمح للطفيليات التهرب من الجهاز المناعي فيصيب الكبد وخلايا الدم الحمراء ، فيتطور إلى شكل يمكن أن يكون قادرا على نقل العدوى لبعوضة مرة  أخرى عندما تلدغ شخص مصاب في وقت لاحق (10 إلى 14 يوما أو أكثر) ، وفي داخل البعوضة ينضج الطفيل حتى يصل إلى مرحلة  يمكن للبعوضة  أن تصيب إنسان آخر عندما تأخذ لها وجبة الدم .
 أما أعراض الملاريا فتظهر بعد حوالي أسبوع إلى أسبوعين من لدغة البعوضة المعدية ، وتختلف مع اختلاف أنواع الملاريا . ومن أهم الأعراض : الحمى والصداع والتقيؤ وغيرها التي قد تكون  شبيهة بأعراض الانفلونزا . وإذا كانت العقاقير غير متوفرة لتلقي العلاج ، يمكن للعدوى التقدم بسرعة لتصبح مهددة للحياة . فالملاريا يمكن أن يقتل عن طريق إصابة وتدمير خلايا الدم الحمراء ( فـقر الدم) ، وانسداد الشعيرات الدموية التي تحمل الدم إلى الدماغ (الملاريا الدماغية) أو إلى  الأعضاء الحيوية الأخرى .
 إن مكافحة البعوض هي الأسلوب الرئيسي للوقاية والحدّ من الملاريا على صعيد المجتمع ، حيث تكفل بخفض سريان المرض من أعلى  مستوياته  إلى مستويات  قريبة من الصفر . أمّا بالنسبة للأفراد ، فإنّ الحماية الشخصية من لدغات البعوض تمثّل خطّ الدفاع  الأوّل للوقاية من المرض . وفي بعض الحالات يؤخذ دواء وقائي عند السفر إلى مناطق موبوءة .
وتتدخل السلطات - بمساعدة البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا – من خلال تدخلين رئيسيين يضمنان مكافحة البعوض مهما تنوعت الظروف ، هما :
(1) توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول في إطار برامج الصحة العمومية ذات الصلة ؛
(2) الرشّ بمبيدات الحشرات في الأماكن الداخلية بما لا يقلّ عن 80% من المنازل في المناطق المستهدفة . ويضمن هذا الرشّ فعالية لفترة تتراوح بين 3  و6 أشهر ، حسب المبيد المستخدم ونوع المسطحات التي يتم رشّ المبيد عليها .
 وبينما يعاني سكان عدن ولحج وأبين من انتشار الملاريا ، لوحظ نشاط الجمهورية اليمنية  فقط  عند إعلانها  في يوم 20 فبراير الماضي عن حملة  توزيع الناموسيات المشبعة  بالمبيد  ذي الأثر المديد  لمكافحة الملاريا  في محافظة حجة . وربما أن معظم سكان اليمن – وبالذات في المناطق التي يتكاثر فيها البعوض - لم يعرفون أو حتى يسمعون حتى اليوم عن ذلك النوع من الناموسيات .
 هذا على الرغم من أن إجمالي ميزانية المنحة المقدمة لليمن من الصندوق العالمي لمكافحة الملاريا والسل والأيدز ، للفترة من 2008 إلى 2013 ، قد بلغت  27,862,946 دولار أمريكي ، ومع ذلك لم  يرَ  سكان عدن والمدن المجاورة خلال هذه الفترة  أدنى  إجراء لمكافحة البعوض الناقلة لهذا المرض الخطير أو الاهتمام بالمرضى ، بل أن مياه المجاري التي تغطي معظم الشوارع ، تبدو مشروعاً "نموذجياً"  لتنمية البعوض بدلا عن مكافحته في عدن .

د. عبيد البري

الملاريا في يومها العالمي



يصادف يوم  25 أبريل  مناسبة  "يوم الملاريا العالمي" الذي حدّدته جمعية الصحة العالمية  في دورتها الستين في مايو 2007 م  مناسبة للاعتراف بالجهود التي تُبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحة الملاريا بفعالية .

فالملاريا هو أحد الأمراض الشائعة الأكثر فتكاً بحياة الإنسان ، ويعد  الملاريا - مع فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ، والسل - واحد من التحديات الرئيسية للصحة العامة التي  تعرقل التنمية في البلدان الأكثر فقرا في العالم وقد جاءت تسمية ملاريا - في أزمان سابقة - من كلمة لاتينية (mal aria أي الهواء الملوث بالمرض) بسبب شيوع الإصابة به  بالقرب من المستنقعات النتنة ؛ لكن العلماء اكتشفوا عام 1880 أن السبب الحقيقي للملاريا هو طفيل  يسمى "بلازموديوم " ؛ وفي فترة لاحقة اكتشفوا أنه ينتقل من شخص إلى آخر بواسطة أنثى نوع من البعوض يسمى "الأنوفيليس" .

 ويتعرض اليوم لخطر الملاريا ما يقرب من 40٪ من سكان العالم ، ومعظمهم من أولئك الذين يعيشون في البلدان الأكثر فقرا في العالم . وكان هذا المرض منتشر على نطاق واسع لكن تم القضاء عليه بنجاح في العديد من البلدان ذات المناخ المعتدل خلال منتصف القرن العشرين .  واليوم تم العثور على الملاريا في جميع أنحاء المناطق المدارية وشبه المدارية من العالم حيث يسبب أكثر من 300 مليون حالة مرض حادة ، ومليون حالة وفاة سنويا على الأقل .

من بين الوفيات الناجمة عن الملاريا ، 90%  تحدث في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، ومعظمها بين الأطفال الصغار ... فالملاريا هناك تقتل طفلا أفريقيا كل 30 ثانية ! . أما الأطفال الناجين من الموت بسب الملاريا الحادة فقد يعانون من عاهات أو تلف في الدماغ . وتعد  الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد أيضا عرضة بشكل خاص للإصابة بالملاريا  الذي هو أحد الأسباب الرئيسية لوفيات ما حول الولادة ، وانخفاض الوزن عند الولادة وفقر الدم لدى الأمهات.

ومن بين الأربعة أنواع من الطفيلي المسبب للمرض ، يعتبر الـ (بلاسموديوم فلسيبارم) النوع الأكثر فتكا والأكثر شيوعا في أفريقيا واليمن ، وهو ما يمثل الجزء الأكبر من سبب الوفيات المرتفعة للغاية في هذه المناطق . وهناك أيضا مؤشرات مثيرة للقلق من انتشار هذا النوع من الملاريا  في مناطق جديدة من العالم ، وعودة ظهوره في المناطق التي تم القضاء عليه فيها .

يدخل طفيل الملاريا إلى الإنسان  عندما  تأخذ منه بعوضة الأنوفيلس المصابة  وجبة الدم .  وفي داخل الإنسان المضيف  تخضع الطفيليات لسلسلة من التغييرات كجزء من دورة حياة معقدة . وفي مراحل مختلفة يسمح للطفيليات التهرب من الجهاز المناعي فيصيب الكبد وخلايا الدم الحمراء ، فيتطور إلى شكل يمكن أن يكون قادرا على نقل العدوى لبعوضة مرة  أخرى عندما تلدغ الشخص المصاب في وقت لاحق (10 إلى 14 يوما أو أكثر) ، وفي داخل البعوضة ينضج الطفيل حتى يصل إلى مرحلة  يمكن للبعوضة  أن تصيب إنسان آخر عندما تأخذ لها وجبة الدم .

تظهر أعراض الملاريا بعد حوالي أسبوع إلى أسبوعين من لدغة البعوضة المعدية ، وتختلف مع اختلاف أنواع الملاريا . ومن الأعراض ، الحمى والصداع والتقيؤ وغيرها التي قد تكون  شبيهة بأعراض الانفلونزا . وإذا كانت العقاقير غير متوفرة لتلقي العلاج ، يمكن للعدوى التقدم بسرعة لتصبح مهددة للحياة . فالملاريا يمكن أن يقتل عن طريق إصابة وتدمير خلايا الدم الحمراء ( فـقر الدم) ، وانسداد الشعيرات الدموية التي تحمل الدم إلى الدماغ (الملاريا الدماغية) أو إلى  الأعضاء الحيوية الأخرى .

وللوقاية من الملاريا ، فإن مكافحة البعوض هي الأسلوب الرئيسي للحدّ من الملاريا على صعيد المجتمع ، حيث تكفل بخفض سريان المرض من مستويات عالية  للغاية  إلى مستويات  قريبة من الصفر . أمّا بالنسبة للأفراد ، فإنّ الحماية الشخصية من لدغات البعوض تمثّل خطّ الدفاع  الأوّل للوقاية من المرض . وفي بعض الحالات يؤخذ دواء وقائي عند السفر إلى مناطق موبوءة .
وتتدخل السلطات - بمساعدة البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا – من خلال تدخلان رئيسيان يضمنان مكافحة البعوض مهما تنوعت الظروف ، هما :
(1) توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول في إطار برامج الصحة العمومية ذات الصلة ؛
(2) الرشّ بمبيدات الحشرات في الأماكن الداخلية بما لا يقلّ عن 80% من المنازل في المناطق المستهدفة . ويضمن هذا الرشّ فعالية لفترة تتراوح بين 3  و6 أشهر ، حسب المبيد المستخدم ونوع المسطحات التي يتم رشّ المبيد عليها .

وفيما يعاني سكان عدن ولحج وأبين من انتشار الملاريا ، لوحظ نشاط الجمهورية اليمنية  فقط  عند الإعلان في يوم 20 فبراير الماضي عن حملة  توزيع الناموسيات المشبعة  بالمبيد  ذي الأثر المديد  لمكافحة الملاريا  في محافظة حجة . وربما أن معظم سكان اليمن – وبالذات في المناطق التي يتكاثر فيها البعوض - لم يسمعون بعد عن ذلك النوع من الناموسيات .

وبالرغم من أن إجمالي ميزانية المنحة المقدمة لليمن من الصندوق العالمي ، للفترة من 2008 إلى 2013 ، قد بلغت  27,862,946 دولار أمريكي ، فلم  يرَ  سكان عدن والمدن المجاورة خلال هذه الفترة ، أدنى  إجراء لمكافحة البعوض الناقلة لهذا المرض الخطير أو الاهتمام بالمرضى ، بل أن مياه المجاري التي تغطي معظم الشوارع ، تبدو مشروعاً "نموذجياً"  لتنمية البعوض بدلا عن مكافحته .

د. عبيد البري
http://www.14october.com/news.aspx?newsno=3049774


الجمعة، 3 مايو 2013

الملاريا في ضيافة عدن وأخواتها

 الملاريا في ضيافة عدن وأخواتها


يمثّل 25 أبريل - يوم الملاريا العالمي - مناسبة للاعتراف بالجهود التي تُبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحتها بفعالية . وهو مناسبة أمام البلدان في الأقاليم المتضرّرة لاستخلاص الدروس من تجارب البلدان الأخرى ودعم بعضها البعض في ما تبذله من جهود ؛ وأيضاً أمام الجهات المانحة الجديدة للانضمام إلى شراكة عالمية لمكافحة الملاريا ؛ ومناسبة أمام مؤسسات البحث والمؤسسات الأكاديمية لتبيان إنجازاتها العلمية للخبراء وعامة الناس على حد سواء ؛ وكذلك  أمام الهيئات الشريكة الدولية والشركات والمؤسسات لإبراز جهودها وبلورة أساليب  تعزيز النُهج التي أثبتت فعاليتها.
تأتي هذه المناسبة وعدن تعاني - مع أخواتها محافظات الجنوب - من أسوى الأوضاع  الصحية ، لاسيما انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض الذي يتكاثر في عدن والمدن المجاورة بسبب فيضانات مياه المجاري إلى شوارع وأزقة المدن نتيجة عدم قيام السلطات الرسمية بمهامها . والبعوض لا ينقل الملاريا فقط ، بل ينقل أيضاً الكثير من الأمراض الخطيرة المنتشرة في هذه المنطقة .
فازدهار البعوض وتفشي الأمراض المعدية ، ليس إلا جزءاً من الإهمال الشامل لهذه المنطقة التي أصبحت معزولة عن البرامج الصحية التي تقدمها منظمة الصحة الدولية لكافة شعوب العالم . وتأتي هذه المناسبة والملاريا وغيره من الأمراض التي ينقلها البعوض قد حصدت العديد من أرواح سكان عدن وعلى الأخص الأطفال والشيوخ والحوامل ؛ ولا يزال يهدد معظم سكان المحافظات المجاورة وعلى الأخص الفقراء منهم .
ومرض الملاريا هو أحد  الأسباب الرئيسية للموت في العالم ، وهو عبارة عن عدوى ناجمة عن طفيلي يوجد في لعاب أنثى  البعوض من نوع الأنوفيليس المصابة  عن طريق لسعها لجسم الإنسان فيتغلغل الطفيلي في مجرى الدم ، ثم ينتقل معه ليصل الى الكبد ، وهناك يمر بالعديد من الانقسامات داخل خلايا الكبد ، وفي نهاية الأمر تستمر هذه الانقسامات في الحدوث في كريات الدم الحمراء فيؤدي إلى تدميرها وإطلاق مواد سامة إلى مجرى الدم ، وهذه المواد تسبب حدوث رد فعل مناعي ، وبالتالي تؤدي لظهور أعراض الملاريا .
وبالرغم من وجود أنواع معينة من طفيليات الملاريا  التي بإمكانها أن تبقى في الكبد في حالة سبات ، دون أن تسبب ظهور أعراض مرضية  لأشهر وحتى لسنوات من لحظة  التعرض للسعة البعوض ، فإن الأكثر انتشاراً في بلدنا الجنوب  وبلدان أفريقيا هو النوع الذي يوصف بالخبيث ويسبب ظهور أعراض فورية بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين .
أعراض ومضاعفات الملاريا وخطر غياب برنامج المكافحة :
قد تظهر أعراض الملاريا خلال الأسبوعين من لحظة التعرض للطفيلي فيذهب المريض لزيارة أكثر من عيادة تخصصية نتيجة تشابه أعراض المرض مع الأعراض المصاحبة  للأنفلونزا أو أمراض المفاصل أو الجهاز الهضمي أو الدوري أو العصبي أو غير ذلك ، لكن شكلها الغالب هو الحمى والرجفة التي  ترافقهما القشعريرة ، وانخفاض مفاجئ بدرجة الحرارة يمكن أن يترافق مع  تعرق شديد . أو صداع وتعب غير مبررين ، وأيضا آلام في العضلات  والبطن وصعوبة في الهضم وغثيان وتقيؤ ، والشعور بالإغماء عند الجلوس أو الوقوف السريع .
وتزيد الخطورة إذا  لم يتم تشخيص المرض في الوقت المناسب ، ولم يتم إعطاء الدواء في الوقت المناسب ، فقد تتفاقم حالة المريض وربما تقود مضاعفات المرض إلى تأخر معرفة سببها ،  مثل : تلف الأنسجة الرخوة في الدماغ ، مما يؤدي إلى الإفراط في النوم ، فقدان مؤقت في الوعي ، وقد يصل الأمر إلى الغيبوبة ، واحتقان السوائل في  الرئتين وفشل كلوي وفقر دم خطير فيصبح لون بشرة وجه المريض  ومناطق أخرى في الجسم صفراء ، مع انخفاض نسبة السكر في الدم . وقد يعود خطر حدوث هذه المضاعفات وغيرها – بما فيها الموت – إلى تأخر التشخيص والعلاج بسبب غياب برنامج مكافحة الملاريا .
تشخيص الملاريا :
يتم التشخيص عن طريق التاريخ الطبي للمريض (خاصة إذا تواجد بالمناطق المعروفة بكثرة الإصابات بالملاريا) ، والأعراض التي يشعر بها المريض . ويمكن بالفحص الجسدي الكشف عن تضخم الطحال (هذه الظاهرة معروفة بأنها احد علامات الملاريا) . يمكننا فحص الدم البسيط من الكشف عن وجود الطفيلي في الدم . وبالإضافة إلى ذلك ،  يجب فحص القدرة على تخثر الدم ، مستوى الصفائح الدموية وكريات الدم الحمراء ، ووظائف الكبد والكلى .
فإذا كان لدى المريض أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا وكان قد تواجد في المناطق المعروفة بكثرة الإصابات بالملاريا  وتعرض للسع البعوض لكن الفحوصات لا تدل على وجود طفيلي الملاريا بدم المريض ، عندها يجب إجراء الفحوصات 3-4 مرات إضافية من اجل التأكد من أن المريض غير مصاب بالملاريا .
علاج الملاريا :
ليست كل الأدوية فعالة بنفس الدرجة ، ولكن قسما من الأدوية ناجعة في الوقاية من مرض الملاريا وعلاجه ، كما انه توجد بعض الأدوية التي لا يوصى باستعمالها اليوم . يتعلق نوع الدواء الذي يجب أن يتلقاه المريض بنوع الملاريا ، وبوجود المضاعفات من عدمها . ومعظم الأدوية المعتمدة من منظمة الصحة الدولية تمكن من السيطرة على أعراض الملاريا . لكن ماذا عن الأدوية المصنعة في اليمن ؟!.
الوقاية من الملاريا :
استطاعت بعض دول العالم تطبيق مفهوم "الوقاية خير من العلاج" بشكل نموذجي ، فتخلصت نهائياً من المرض بإتباع الطرق والوسائل العلمية لمحاصرة المرض في كل مراحله لدى المصابين والبعوض الناقل له .
إن مكافحة البعوض هي الأسلوب الرئيسي للحدّ من الملاريا على صعيد المجتمع ، حيث تكفل بخفض سريان المرض من مستويات عالية  للغاية  إلى مستويات  قريبة من الصفر . أمّا بالنسبة للأفراد ، فإنّ الحماية الشخصية من لدغات البعوض تمثّل خطّ الدفاع  الأوّل للوقاية من المرض . وفي بعض الحالات يؤخذ دواء وقائي عند السفر إلى مناطق موبوءة .
وتتدخل السلطات - بمساعدة البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا – من خلال تدخلان رئيسيان يضمنان مكافحة البعوض مهما تنوعت الظروف ، هما :
(1) توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول في إطار برامج الصحة العمومية ذات الصلة ؛
(2) الرشّ بمبيدات الحشرات في الأماكن الداخلية بما لا يقلّ عن 80% من المنازل في المناطق المستهدفة . ويضمن هذا الرشّ فعالية لفترة تتراوح بين 3  و6 أشهر ، حسب المبيد المستخدم ونوع المسطحات التي يتم رشّ المبيد عليها .
فأين عدن وأخواتها من هذا ؟!
وفي ظل هذا الإهمال فإن وطننا الجنوب في أمس الحاجة إلى إنشاء برنامج وطني لمكافحة الملاريا بالتنسيق مع منظمة الصحة الدولية ليوكل إليه :
(1) صياغة السياسات والخطط الوطنية المرحلية والإستراتيجية ووضع خطة طوارئ الملاريا
(2) صياغة المعايير والنظم والبروتوكولات الفنية وضوابط الجودة لأدوية الملاريا
(3) تأسيس برامج مكافحة الملاريا بالمحافظات والإشراف عليها وتقييمها
(4) إعداد التقارير الوطنية إلى منظمة الصحة الدولية
(5) تعزيز التعاون المشترك مع مختلف القطاعات ذات الصلة 
(6) تعزيز مكافحة  الملاريا من خلال إنشاء إدارات دائمة في المناطق الموبوءة وتزويدها بكل وسائل الوقاية والمكافحة  المستمرة
(7) إقامة نشاطات وفعاليات دورية لكافة المختصين بمكافحة الملاريا لتبادل الخبرات وتقييم العمل .
ومن أجل نجاح البرنامج الوطني لا بد من وجود الأقسام التالية :
(1) قسم مكافحة البعوض يُعنى بـ :
- رسم السياسات والخطط العامة والتدخلات المناسبة للوقاية بما يتناسب واختلاف النطاقات الوبائية للملاريا  
- وضع الأسس والمعايير الخاصة بأنشطة مكافحة البعوض ووضع الموجهات العامة لاستعمال المبيدات وتحديد الكفاءة والاحتياجات لمعدات الرش
- التنسيق مع الجهات ذات الصلة مثل الزراعة والري والشئون الهندسية ومياه المدن والريف والإشراف على قيام وحدة المكافحة على مستوي المحافظات والمديريات
- إمداد المحافظات باحتياجات أقسام مكافحة البعوض
- الإشراف على جمع وتوفير المعلومات الأساسية لأنشطة المكافحة بمحافظات الجنوب  وتقييمها 
- تحديد ومتابعة مؤشرات الناقل للملاريا لقياس مدى انتشار المرض ووبائيته
- بناء القدرات للعاملين في مجال مكافحة الأمراض
- المشاركة في إجراء البحوث مع المراكز البحثية والمعاهد والجامعات
 (2) قسم تأكيد جودة التشخيص والمعالجة  يُعنى بـ :
- التخطيط والإشراف على متابعة تنفيذ السياسة العلاجية للملاريا  والمساعدة على إنزالها على ارض الواقع وتقييمها
- تأكيد التزام المعالجين والمرضى بالسياسة العلاجية وإزالة العقبات أمامها
- تزويد المعالجين والفاحصين بالمستجدات من خلال تحديث وسائل التشخيص والمعالجة حسب المستجدات في كل محافظة
- تأكيد الالتزام بالمعالجة القياسية لحالات الملاريا الخبيثة
- تأكيد مطابقة معامل الملاريا للأوضاع والإجراءات القياسية في القطاع العام والخاص  للحرص على جودة ودقة وحساسية الفحص المجهري   
(3) قسم المتابعة والتقييم الذي يُعنى بـ :
- متابعة تنفيذ التخطيط  المرحلي والاستراتيجي  والسياسات الوطنية لاحتواء الوباء في الجنوب      
- توضيح المعلومات الأساسية المتطلبة لإدارة برنامج مكافحة الملاريا والجهات المانحة   
- تطوير منهج الإشراف والمتابعة والتأكد من تنفيذ الإشراف والزيارات الإشرافية وفقا لخطة العمل
- تحليل البيانات الخاصة بالرصد المرضي الواردة من المحافظات على أساس أسبوعي وشهري بالإضافة إلى إعداد تقارير شهرية على مستوى الجنوب
(4) قسم التثقيف الصحي يُعنى بـ :
- الإعلام عن أنشطة مكافحة الملاريا وتعزيز صحة المجتمع فيما يتعلق بمرض الملاريا والتوعية عنه عبر الاتصال المباشر وغير المباشر واستخدام الوسائل الإعلامية المتوفرة  
- إنشاء برتوكولات التعاون على كل المستويات الرسمية والغير رسمية  
- الاهتمام بتنمية القدرات والمهارات على مستوى المحافظات والمديريات
 (5) قسم بناء المقدرات في المحافظات لمكافحة الوباء يٌعنى بـ :  
- تأسيس إدارات مكافحة الملاريا بالمحافظات  ومتابعة أدائها   
- متابعة وضع وتنفيذ خطط المحافظات ، استقطاب مصادر الدعم وتوزيعه على المحافظات  
- تنسيق أنشطة الإدارات المختلفة بالمحافظات وتزويدها بمعينات العمل  
- متابعة التوفر والإمداد السليم والفعال للعلاجات  
- بناء مقدرات المحافظات والمديريات  في مجال التقصي المرضي والرصد والتحليل والاستجابة
- الاتصال بالجهات ذات الصلة في المحافظات والتخطيط معهم لتقوية نظام التقصي المرضي ونظم المعلومات ودحر الوباء .
د. عبيد البري