الاثنين 29 أبريل 2013 11:50 مساءً
قال الرئيس السابق علي ناصر محمد في مقابلة مع صحيفة عدن الغد (ليوم أمس 28 أبريل 2013) أنه نصح علي عبدالله صالح بعد الحرب ولكن الذي حدث كان المكابرة والعمل على عكس النصح تماماً ،ونظراً لما تحتويه المقابلة من لبس في المفاهيم ، فأن الموضوع يتطلب التدقيق فيه خطوة بخطوة وسؤال بسؤال ، وقد يتطلب مننا وقت طويل ، ولذلك اقتبست واحد من الأسئلة التي طرحتها عليه الصحيفة مع الإجابة :
س: سيدي الرئيس في الأعراف القانونية يقولون أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولكن في الجنوب البريء متهم حتى تثبت براءته، ماذا يقول الرئيس علي ناصر محمد حول تلك المقولة ؟
ج: بطبيعة الحال عندما تختل المعايير تسود المفاهيم الخاطئة والمعكوسة وتصبح أمراً واقعاً بفرض القوة والهيمنة ، ومن جانبي فقد سارعت بعد حرب 1994م مباشرة للقول وعبر حوار صحفي وعدد من الرسائل الموجهة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقلت له فيها "أن المنتصر في هذه الحرب مهزوم وأن الانتصار العسكري لايعني الانتصار السياسي ولا أحد ينتصر على شعبه فيمارس العقوبات عليه بل أنه هناك فرصة مواتية لفرض العدالة ودولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ومعالجة آثار الحرب وترميم النفوس وإعادة الحقوق"، ولو تم ذلك في حينه واتجهت الإرادة السياسية نحو تثبيت الوحدة بالعدالة وليس بالدم والظلم، لكنا أمام واقع مختلف ولكن الذي حدث كان المكابرة والعمل على عكس النصح تماماً وترك الحبل على الغارب للقتلة والمفسدين والمخربين وتكريس ثقافة الكراهية، وفي ظل هذه الأجواء أصبح المواطن البريء متهم حتى تثبت براءته كما ذكرت.
ومن هذه الإجابة تنشأ أسئلة أخرى :
1 - هل الشعب الجنوبي كان شعب علي عبدالله صالح بعد الحرب ، ولذلك نطلب منه أن لا يمارس العقوبات عليه ؟!
2 - كيف كانت الحرب فرصة مواتية لفرض العدالة ودولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ؟! .. ألم يقال: "فاقد الشيء لا يعطيه" ؟!
3 - أليس القصد من عبارة (لو تم ذلك في حينه واتجهت الإرادة السياسية نحو تثبيت الوحدة بالعدالة وليس بالدم والظلم) هو إعتراف من علي ناصر بأن واقع ما بعد الحرب مباشرة هو وحدة كان يجب تثبيتها ؟! ..
4- لماذا كانوا يشجعون القوي لفرض إرادته السياسية على الشعب الجنوبي بالقوة ؟! .. هل كان شعب الجنوب لا يعرف العدالة والنظام والقانون ؟!
5 - ولكن ، كيف أصبح المواطن الجنوبي البريء متهم حتى تثبت "براءته" ، كإجابة لسؤال الصحيفة ؟! .. فهذا هو السؤال الوحيد الذي لم أجد له تفسير !!
6 - لا شك أن الشعب الجنوبي قد أصبح متهماً نتيجة تكريس ثقافة الكراهية ، وربما هذا لا يزال مستمر .. لكن من ذا الذي كان عليه أن يثبت براءة الشعب ويحميه لولا إرادة الله سبحانه التي وضعها في إرادة شعب الجنوب في ظل غياب القيادات السابقة التي كانت ولا زالت "متهمة" ؟!
وإذا كانت نصائح القيادات الجنوبية السابقة غير مجدية لمصلحة تثبيت الوحدة ، فإن شعب الجنوب صاحب الإرادة الذي قدم آلاف الشهداء منذ بدء الحرب عليه، له مصلحة واضحة في التخلص من تلك الوحدة أو أي مشاريع وحدوية أو نصائح أخرى .. والشعب نفسه هو الذي نصح وطالب القيادات السابقة ولا يزال ، بالعودة إلى الصواب للإلتحاق بثورته وترك الدوافع التي جعلتهم يصرون على الإستمرار بالوصاية على الشعب الجنوبي، حتى لا يبقى الشعب " متهماً " إقليمياً ودولياً بأي اتهامات لم يعد لها وجود .
اقرأ المزيد من عدن الغد | المواطن الجنوبي البريء متهم حتى تثبت براءته ؟! http://adenalghad.net/news/48535/#.UYz5arWpoZk#ixzz2StgVVUIu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق