الأحد، 8 يونيو 2014

استبدال اللجنة التحضيرية بـ "لجنة توافقية" وفقا لمزاج : "غير معروف"


تفاجأنا يوم 4 يونيو 2014 الماضي بتصريح صحفي للشيخ صالح بن فريد العولقي رئيس اللجنة التحضيرية للجامع قال فيه : "من أجل تعزيز عنصر الثقة والمشاركة الحقيقية في التحضير للمؤتمر الجامع اقترحنا "اللجنة التوافقية" التي هي الحاضن للكل" . وتزامن هذا التصريح مع اجتماع لما أسموها " لجنة التوافق " التي اختارت بدورها لجنة قيادية لها ، لتكون بديلة عن اللجنة التحضيرية حسبما ظهر أمس في نتائج اجتماعها .. والله أعلم .

وفي اعتقادي أنه قد يكون أجاب بذلك التصريح  عن الأسئلة المحيرة  لنا  - كأعضاء في اللجنة التحضيرية – عن سبب أو أسباب عدم دخول رئاسة اللجنة بأي نقاش لأي عمل تحضيري مع أعضاء اللجنة منذ تشكيلها قبل أكثر من سنة ، وعدم الأخذ بكل ما طرحناه من آراء ومقترحات لتنظيم عمل اللجنة على مدى الفترة كلها ... حيث قدمنا  أراء وأفكار مبنية على أسس مهنية وعلمية وخبرات عمل مختلفة .

لقد وضعنا مقترحاتنا من أجل أن تقوم اللجنة بدورها  وفق عمل فكري وسياسي واضح تستطيع مكونات الثورة  أن تناقشه من خلال حوارات اقترحنا طريقتها ، دون أن يستطيع أي مكون مناقضته . فقدمنا ما استطعنا من جهد لرئاسة اللجنة على شكل وثائق مكتوبة  لطرحها على أعضاء اللجنة التحضيرية للنقاش ،  مثل : مسودة الإطار العام لوضع رؤية سياسية موحدة تتشارك بها كل مكونات الثورة ، وإعداد ميثاق شرف وطني تستند عليه كافة قوى الثورة المشاركة في المؤتمر ، ووضعنا برنامج عمل للجنة التحضيرية ، فضلاً عن معايير اختيار المندوبين إلى المؤتمر ، فلم تأخذ  رئاسة اللجنة بكل هذه الجهود .

وكنا بذلك الجهد نتوقع أن رئاسة اللجنة لا تدري ما الذي تريده من المؤتمر - والأمر كذلك – أي أنها لا تعرف  ما هو الهدف الوطني الأشمل من هذا المؤتمر ، فليس المؤتمر مجرد شعار ترفعه دون أن تعلم عنه شيء ... وكنا ندرك غياب  الخبرة لديها في التحضير للمؤتمرات ، وخاصة عندما يكون الأمر بحجم هذا المشروع الوطني الكبير في ظل كل هذه التعقيدات القائمة . لكن الحقيقة لا تزال ضائعة ولا بد للجماهير من كشفها !.

وعندما دعت رئاسة اللجنة عدد من المكونات لتشكيل "لجنة التوافق" لم تأخذ برأي أعضاء اللجنة التحضيرية حتى الآن ، وفي الوقت نفسه لم يكن لدى رئاسة اللجنة أي وثائق تستطيع أن تقول بأن اللجنة قد ناقشتها أو أقرتها خلال الفترة الماضية كلها ، عدا ما أسمتها "أسس التوافق" ونشرتها للرأي العام . والحقيقة أن تلك الأسس المذكورة قد جاءت من "خارج" اللجنة  وتمت  قراءتها على اجتماع للجنة التحضيرية بدون نصاب ، وقيل عنها أثناء الاجتماع بأنها مسائل إجرائية فقط  ، الهدف منها  طمأنة بعض المكونات والشخصيات للمشاركة في المؤتمر .

والخلاصة ، أن الشيخ صالح بن فريد – بحسب اعتقادي - لم يكن يعلم بأن أعضاء رئاسة اللجنة لم ينجزوا شيئاً يذكر حتى الآن ، فكان يصرح في مناسبات سابقة بأن اللجنة قد قطعت شوطاً كبيراً في الإعداد للمؤتمر ، بينما الحقيقة أنه حتى مسودة الرؤية لم تكن موجودة ؛ وعندما جاءت بها الرئاسة إلى اللجنة لمناقشتها قبل أقل من شهرين ، اكتشفنا أنها  لم تكن تصلح نهائياً للمؤتمر الجامع ولا غيره ، فكلفت رئاسة اللجنة نفسها بإعادة صياغة رؤية أخرى ، ولكننا  لم نرها إلى اليوم .
وفي مناسبة قادمة سننشر ما تبقى من عيوب كبيرة في رئاسة اللجنة ، ومن ينكر ذلك ، فمنه اليمين ! .

د. عبيد البري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق