الأربعاء، 4 يونيو 2014

لا مؤتمر جامع قبل إعلان الرئيس والزعيم عن موقفيهما !!

الرئيس علي سالم البيض والزعيم حسن باعوم رمزان جنوبيان ... هذا ما صار متعارف عليه ... أقول ذلك رغم رأيي الشخصي في وضعهما الحالي بالنسبة إلى المستوى المتقدم الذي أحرزته جماهير الشعب الجنوبي الثائر متجاوزاً بنضاله وتضحياته الغالية كل معنى للتصنيفات القيادية ، ومتجاوزاً كل ما شوّش طريقه من تزاحم التكتلات وضوضاء المؤتمرات ومشاريع الرؤى العمياء والخطابات الجوفاء . ومع ذلك قدم كل من هذين الرجلين للثورة ما استطاع  الوصول إليه سبيلا ،  لكن لا يبدو إلى الآن أن أي منهما سمع الشعب الذي بُـح صوته منادياً "يا قيادات الجنوب اتحدوا ".

صحيح أن الشعب طالب بأن تلتـئم كل الصفوف القيادية القديمة والحديثة على أساس مبدأ التسامح والتصالح الذي أصر عليه ليكون مشروعاً شعبياً مفتوحاً وشاملاً  للمصالحة الوطنية الجنوبية ، وطبَـَّقه الشعب بنفسه منذ يوم إعلانه  لتـقتـدي به القيادات التي ضلت طريقها في يوماً ما ، لا أن يستغله البعض منها ليكون حامياً  له في ممارسات جديدة  تتعارض مع أهداف الثورة الشعبية السلمية ... وعلى الرغم من ذلك ، ليس هناك ما يمكن انتظاره ممن أعلنوا صراحةً أنهم يحملون مشاريع تتناقض مع الأسس والأهداف التي حددها الشعب .

ولم يعد سراً موضوع الاختلافات الغير منطقية في الصف القيادي ، بدءاً بـ "بيان يافع" لمجلس الحراك ، ومروراً بما  ظهر بين الرئيس والزعيم  حول عقد "مؤتمر المنصورة" وانشقاق المجلس ليشكل كل منهما محوراً وهمياً  لفريق مقابل فريق آخر مع أنهما يحملان نفس الفكر ونفس البرنامج السياسي، وينشطان في الميدان نفسه؛ وانتهاءً بما هو ظاهر في موقفهما من المؤتمر . وهنا لا بد من التنبيه بأن من صدَّق أن هناك خلافاً بينهما  فهو مخطئ ، لأن افتعال أسباب التباعد بينهما على خلفية  ما  يسمونه "ثقافة تخوين وإقصاء" أو غير ذلك من التبريرات الواهية أو الغامضة ، ليس إلا تظليلاً متعمَّداً من بعض القيادات بغرض إيهامنا بأنهما طرفان متنافران .

إن أموراً كهذا لا تحتمل السكوت عنها ، ويجب كشفها خلال الأيام القادمة – بالاستفادة من فكرة "مشروع مؤتمر جامع" - لمعرفة من يقف خلف ذرائع التهرب من وحدة الصف القيادي كأولوية يعوّل عليها الشعب للمضي بالثورة قدماً نحو التحرير والاستقلال . فإذا افترضنا أن أحدهما كان داعما لأي من أسباب التنافر، وأن الآخر كان صامتاً عليها ، أو أن كلاهما إما داعمان وإما صامتان معاً ، فعلى ما تستـند كل من الرئاسة والزعامة يا ترى ؟! .

وعليه ، وبصرف النظر عن مشاركة بقية المكونات في المؤتمر، أو عن تركيبة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع - وأنا عضوٌ  فيها ، ولي  ملاحظات وتوضيحات حول كثير من القصور والأخطاء في عمل "رئاسة اللجنة" ، سأنشرها لاحقاً - فإنه كان يحدونا الأمل أن يلتحق فريقا الرئيس والزعيم في الإعداد للمؤتمر كفريق واحد ، لكن الأمر تعقّد أكثر . وللأسف  لم  يبقى حالياً أمام  الرئيس والزعيم إلا  الفرصة الأخيرة  ليبيِّن كل منهما للشعب بكل وضوح  حقيقة موقفه وموقف تياره من الإعداد الفعلي والمشاركة في "مؤتمر وطني جنوبي" ، وإبداء ما يراه مناسباً  لإنجاحه بما  في ذلك اقتراحه عن موعد ومكان انعقاده ؛ وتفسير  المواقف المتناقضة  تجاه  المشاركة في المؤتمر .

وفي حالة امتـناعهما  عن التصريح ، أو التلاعب بالألفاظ والعبارات ، بغرض إخفاء الحقيقة ، فقد "جنت على نفسها براقش" ، ومن حق الشعب اختيار ما يراه مناسباً لهذه المرحلة ، وعلى وجه الخصوص حقه في اتخاذ القرار فيما يتعلق بمشروع المؤتمر الجنوبي الذي يأمل كل مواطن أن يكون مؤتمراً وطنياً وجامعاً يحظى بتمثيل مجتمعي على مستوى مديريات المحافظات الست ، ويستوعب في الوقت نفسه  كل ما هو قائم من تعدد في المكونات والتنظيمات السياسية الجنوبية .

د. عبيد البري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق