الأحد، 15 يونيو 2014

كيف نمضي بأمان نحو مؤتمر وطني جنوبي !


 عندما طُرحت فكرة المؤتمر الجنوبي في اللقاء الذي جمع نشطاء في الثورة الجنوبية في فندق المركيور بعدن ، من بينهم رئيس وأعضاء في الهيئة التأسيسية لتيار مثقفون من اجل جنوب جديد ، بناءاً على إشارة من جهة إقليمية تفيد  باستعدادها للتعاون في تنظيم وتمويل مؤتمر وطني جنوبي عام يوحد كلمة كافة مكونات الشعب الجنوبي بعد أن رفض الشعب المشاركة في حوار صنعاء . لم تكن الفكرة تهدف إلى إيجاد حل لظاهرة التعدد في مكونات الحراك كونها مشكلة ذاتية تتعلق بمواقف ومصالح عدد قليل من القيادات السابقة والجديدة ، بينما الهدف من المؤتمر يتعلق بالقضية الوطنية الجنوبية .

وفي اللقاء نفسه تكلف ناقل الفكرة بالإضافة إلى رئيس التيار بتحويل الفكرة إلى مشروع وطني مدروس ، بحيث يبدأ تطبيقه بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر وطني  وإعداد مندوبين إلى المؤتمر من كافة مديريات المحافظات الست بتمثيل وطني ، وبعدد يتناسب مع حجم الحدث وأهمية القضية . ولكن عندما شرع رئيس التيار بالتواصل مع قيادات الخارج والداخل ، تاهت الفكرة في دهاليز قيادات الخارج  بتحويلها إلى مؤتمر"جامع" ليجمع المكونات في قيادة جنوبية موحدة ورؤية سياسية واحدة ، فأصبحنا نخوض في أزمة القيادة القديمة – الجديدة  لتبتعد الفكرة أكثر فأكثر عن المشروع الوطني الذي كنا ولا نزال نأمل تحقيقه بمساعدة إقليمية لم نعلم عن موقفها حالياً .

وفي الواقع أن بعضاً من القيادات قد استغلوا ظاهرة تعدد مكونات الحراك والمكونات المضافة إليها - بمشاريع تهدف إلى ما هو أدنى من التحرير والاستقلال - فأوهموا القائمين على مشروع المؤتمر أن القاعدة المشتركة هي "التحرير والاستقلال" وأنهم مجمعون عليها من حيث المبدأ ، لكن معظمهم  يضمرون عكس ذلك ، ليصوروا للعالم - فيما بعد – بأن أي أسباب متوقعة لعدم التوافق  بين المكونات ما هي إلا نتيجة لاختلاف على  هدف التحرير والاستقلال ، وأن الاختلاف صفة ملازمة للجنوبيين .

لقد اقترحنا على رئاسة اللجنة التحضيرية أسهل الطرق وأكثرها موضوعية ، وهي البدء بحوارات واسعة ومكثفة بين مكونات الحراك الجنوبي للوصول إلى توافق على تشكيل ائتلاف وطني يضم غالبية المكونات القائمة - إن لم تكن كلها – وفقاً  لأسس ومبادئ  تم وضعها بشكل ميثاق شرف يخضع للنقاش والتوافق على كل نقطة فيه ، والتوافق على قيادة موحدة للائتلاف تكون ناظمة للفعل الثوري في الميدان ، بحيث يحتفظ  كل مكون  بهيكله التنظيمي إن أراد ؛ وعلى أن يساعد هذا الائتلاف اللجنة التحضيرية في الإعداد لمؤتمر وطني جنوبي تمثل فيه كافة قوى الثورة وكافة الفئات والشرائح والمكونات المجتمعية ، بالإضافة إلى تمثيل وطني لعموم مديريات المحافظات الست فيخرج المؤتمر بتشكيل كيان سياسي جنوبي يعمل بشكل مؤسسي ووفق رؤية سياسية وطنية وبرنامج سياسي يقرهما المؤتمر .

ولو أن رئاسة اللجنة التحضيرية استوعبت هذا التصور المشار إليه آنفاً كآلية  بسيطة وممكنة ، ما كان ليظهر هذا التعثر في عملها  باعتراض بعض القيادات في الداخل والخارج على المشاركة في المؤتمر بذرائع  تتراوح بين التحفظ على بنية اللجنة التحضيرية أو الهدف أو الرؤية أو المعايير أو حتى الاعتراض على الجهة الممولة . وما زاد الأمور تعقيداً تشكيل لجنة التوافق إلى جانب رئاسة اللجنة ليصبح الأمر أشبه بالمثل القائل (عمياء تخضب مجنونة) . ليس كذلك فحسب ، بل أن الشيخ بن شعيب شوَّه باللجنة التحضيرية على قناة "عدن لايف" - بعد أن حل محلها - بقوله أنها تحولت إلى لجنة مناكفات وأن لها أخطاء كثيرة ؛ وهذا الافتراء المشين على اللجنة لا يليق باسم الهيئة الشرعية على الأقل .

وأخيراً ، إن عقد مؤتمر وطني بهذا الهدف وهذه الأهمية وفي مثل هذه الظروف المحيطة وجسامة القضية الوطنية الجنوبية ، وفي ظل تخلف وطغيان المحتل ، فإن مسألة نجاح المؤتمر تتعدى موضوع التوافق إلى ما هو أهم وأخطر بكثير ، الأمر الذي يتطلب - في أحسن الأحوال – وجود جهة منظِّمة للمؤتمر تتكفل به بشكل واضح ! ، سواءً كانت دولة أو تحالفاً دولياً أو منظمة دولية ؛ ولكن هذا لا يعني عدم إمكانية تسخير عوامل داخلية متوفرة في حالة غياب العامل الخارجي .


د. عبيد البري

الأحد، 8 يونيو 2014

نريد مؤتمرا بتوافق الكل ... لا مؤتمر بالكل المتوافق



إن الوعي بالوضع القائم في الجنوب ووضوح الهدف العام لعقد المؤتمر الجنوبي الجامع هما الشرطان الواجب توفرهما قبل أي خطوة على طريق المؤتمر . فالشرط الأول يتعلق بمدى إدراك اللجنة التحضيرية للمهمة ، أما الثاني فيتعلق بالقوى المستهدفة التي لا نستطيع أن نأتي بها إلى المؤتمر قبل أن يكون الهدف واضحا لديها بأدق تفاصيله ، الأمر الذي يتطلب من رئاسة اللجنة التحضيرية أن توليه جل اهتمامها حتى لا يبقى أي سؤال عن المؤتمر ، مثل : من نجمع ؟ .. كيف نجمع ؟ .. ماذا سنفعل ؟ .. ما الذي يضمن ؟ .. ما هو الأساس ؟ .. كيف سنكون ؟ .. أو ما هو المرجع ؟.. أو غير ذلك .

وتجنباً لإطالة هذا المقال ، سأتطرق إلى  خمس نقاط ، أرى أنه يتعين على رئاسة اللجنة التحضيرية أخذها في الاعتبار :
(أولا) إن الجماهير تعلق الأمل ، بعد الله ، بأن يتحقق عبر المؤتمر الجامع ما يجمع الكل فينهي ظاهرة التناقض والتسابق والتعدد والتباعد بقدر الإمكان . ولكن لأسف بدأت رئاسة اللجنة عملها بتكريس الظاهرة نفسها بتشكيل لجنة أخرى باسم لجنة التوافق لتقوم بعمل اللجنة التحضيرية فأوجدت بذلك مشكلة من جنس ما هو قائم في الواقع .

(ثانيا) إن نجاح المؤتمر مرهون بنجاح اللجنة التحضيرية . وهذا لن يتأتى إلا إذا كانت قيادتها أكثر فهماً  للمهمة وأكثر قدرة على تنظيم العمل وعلى الإمساك بجميع الخيوط ، فضلاً عن ضرورة وجود الانسجام والتفاهم مع الأعضاء حتى يكون العمل منسقاً وإيجابياً ومبدعاً ، خاصة مع وجود كفاءات جامعية في عضوية اللجنة .

(ثالثا) إن رئاسة اللجنة أمام مشروع وطني عظيم ، ويتعين عليها – بالضرورة - أن تمتلك ولو أدنى تصور مقبول عن كيفية إنجاز كل مهمة ، سواءً كانت منفصلة أو مرتبطة بإنجاز مهام أخرى . فهدف "التحرير والاستقلال" مثلاً ، ليس شعاراً يكتب على يافطة ، وكتابة الرؤية السياسية ليست كسيناريو مسرحية ، ومهمة جمع قوى الثورة ليست كعملية حسابية ، كما أن مهمة توحيد القيادة لا تتم بالترهيب ولا بالترغيب ، إلا إن لكل قفل مفتاح لا بد من التعرف عليه إذا ما أردنا الوصول إلى كل الأبواب .

(رابعا) إن وضوح الهدف والرؤية والتخطيط السليم لإنجاز مهام التحضير للمؤتمر وتحديد موعد انعقاده في الوقت المناسب والمكان المناسب لا بد أن يرافقه قدر كبير من الشفافية والوضوح ، وقدر أكبر من العمل على تهيئة الجماهير وإعدادها للتفاعل مع المؤتمر والمشاركة في إنجاحه باعتبار الشعب هو المعني بالأمر والداعم لأي عمل سياسي ناجح .

(خامسا) إن الإعداد لهذا المؤتمر يختلف عن الإعداد للمؤتمرات الحزبية ، ولذلك يجب أن يسبقه حوارات بين كل القوى للوصول إلى التوافق على معظم القضايا إن لم تكن كلها . وفي هذا السياق ، لا يجوز أن تصر رئاسة اللجنة على التعامل فقط مع "من حضر" من المتوافقين ، بحجة عدم تجاوب بقية المكونات عبر "لقاءات شخصية" ... أليس ذلك تناقضاً مع مفهوم "الجامع" وتوجها واضحا نحو تشكيل مكون جديد مهما صدرت من تصريحات نفي ؟! ... أليس الواجب على من لا يجد نفسه مؤهلاً للقيام بالمهمة أن يترك المجال لمن يستطيع إنجازها ؟! .

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أنه يجب على رئاسة اللجنة أن توضح بما يكفي لطمأنة المشاركين عن الجهة المنظمة للمؤتمر ، وعن مصدر التمويل لتغطية أعمال التحضير وكافة تكاليف المؤتمر .


د. عبيد البري

استبدال اللجنة التحضيرية بـ "لجنة توافقية" وفقا لمزاج : "غير معروف"


تفاجأنا يوم 4 يونيو 2014 الماضي بتصريح صحفي للشيخ صالح بن فريد العولقي رئيس اللجنة التحضيرية للجامع قال فيه : "من أجل تعزيز عنصر الثقة والمشاركة الحقيقية في التحضير للمؤتمر الجامع اقترحنا "اللجنة التوافقية" التي هي الحاضن للكل" . وتزامن هذا التصريح مع اجتماع لما أسموها " لجنة التوافق " التي اختارت بدورها لجنة قيادية لها ، لتكون بديلة عن اللجنة التحضيرية حسبما ظهر أمس في نتائج اجتماعها .. والله أعلم .

وفي اعتقادي أنه قد يكون أجاب بذلك التصريح  عن الأسئلة المحيرة  لنا  - كأعضاء في اللجنة التحضيرية – عن سبب أو أسباب عدم دخول رئاسة اللجنة بأي نقاش لأي عمل تحضيري مع أعضاء اللجنة منذ تشكيلها قبل أكثر من سنة ، وعدم الأخذ بكل ما طرحناه من آراء ومقترحات لتنظيم عمل اللجنة على مدى الفترة كلها ... حيث قدمنا  أراء وأفكار مبنية على أسس مهنية وعلمية وخبرات عمل مختلفة .

لقد وضعنا مقترحاتنا من أجل أن تقوم اللجنة بدورها  وفق عمل فكري وسياسي واضح تستطيع مكونات الثورة  أن تناقشه من خلال حوارات اقترحنا طريقتها ، دون أن يستطيع أي مكون مناقضته . فقدمنا ما استطعنا من جهد لرئاسة اللجنة على شكل وثائق مكتوبة  لطرحها على أعضاء اللجنة التحضيرية للنقاش ،  مثل : مسودة الإطار العام لوضع رؤية سياسية موحدة تتشارك بها كل مكونات الثورة ، وإعداد ميثاق شرف وطني تستند عليه كافة قوى الثورة المشاركة في المؤتمر ، ووضعنا برنامج عمل للجنة التحضيرية ، فضلاً عن معايير اختيار المندوبين إلى المؤتمر ، فلم تأخذ  رئاسة اللجنة بكل هذه الجهود .

وكنا بذلك الجهد نتوقع أن رئاسة اللجنة لا تدري ما الذي تريده من المؤتمر - والأمر كذلك – أي أنها لا تعرف  ما هو الهدف الوطني الأشمل من هذا المؤتمر ، فليس المؤتمر مجرد شعار ترفعه دون أن تعلم عنه شيء ... وكنا ندرك غياب  الخبرة لديها في التحضير للمؤتمرات ، وخاصة عندما يكون الأمر بحجم هذا المشروع الوطني الكبير في ظل كل هذه التعقيدات القائمة . لكن الحقيقة لا تزال ضائعة ولا بد للجماهير من كشفها !.

وعندما دعت رئاسة اللجنة عدد من المكونات لتشكيل "لجنة التوافق" لم تأخذ برأي أعضاء اللجنة التحضيرية حتى الآن ، وفي الوقت نفسه لم يكن لدى رئاسة اللجنة أي وثائق تستطيع أن تقول بأن اللجنة قد ناقشتها أو أقرتها خلال الفترة الماضية كلها ، عدا ما أسمتها "أسس التوافق" ونشرتها للرأي العام . والحقيقة أن تلك الأسس المذكورة قد جاءت من "خارج" اللجنة  وتمت  قراءتها على اجتماع للجنة التحضيرية بدون نصاب ، وقيل عنها أثناء الاجتماع بأنها مسائل إجرائية فقط  ، الهدف منها  طمأنة بعض المكونات والشخصيات للمشاركة في المؤتمر .

والخلاصة ، أن الشيخ صالح بن فريد – بحسب اعتقادي - لم يكن يعلم بأن أعضاء رئاسة اللجنة لم ينجزوا شيئاً يذكر حتى الآن ، فكان يصرح في مناسبات سابقة بأن اللجنة قد قطعت شوطاً كبيراً في الإعداد للمؤتمر ، بينما الحقيقة أنه حتى مسودة الرؤية لم تكن موجودة ؛ وعندما جاءت بها الرئاسة إلى اللجنة لمناقشتها قبل أقل من شهرين ، اكتشفنا أنها  لم تكن تصلح نهائياً للمؤتمر الجامع ولا غيره ، فكلفت رئاسة اللجنة نفسها بإعادة صياغة رؤية أخرى ، ولكننا  لم نرها إلى اليوم .
وفي مناسبة قادمة سننشر ما تبقى من عيوب كبيرة في رئاسة اللجنة ، ومن ينكر ذلك ، فمنه اليمين ! .

د. عبيد البري

الأربعاء، 4 يونيو 2014

لا مؤتمر جامع قبل إعلان الرئيس والزعيم عن موقفيهما !!

الرئيس علي سالم البيض والزعيم حسن باعوم رمزان جنوبيان ... هذا ما صار متعارف عليه ... أقول ذلك رغم رأيي الشخصي في وضعهما الحالي بالنسبة إلى المستوى المتقدم الذي أحرزته جماهير الشعب الجنوبي الثائر متجاوزاً بنضاله وتضحياته الغالية كل معنى للتصنيفات القيادية ، ومتجاوزاً كل ما شوّش طريقه من تزاحم التكتلات وضوضاء المؤتمرات ومشاريع الرؤى العمياء والخطابات الجوفاء . ومع ذلك قدم كل من هذين الرجلين للثورة ما استطاع  الوصول إليه سبيلا ،  لكن لا يبدو إلى الآن أن أي منهما سمع الشعب الذي بُـح صوته منادياً "يا قيادات الجنوب اتحدوا ".

صحيح أن الشعب طالب بأن تلتـئم كل الصفوف القيادية القديمة والحديثة على أساس مبدأ التسامح والتصالح الذي أصر عليه ليكون مشروعاً شعبياً مفتوحاً وشاملاً  للمصالحة الوطنية الجنوبية ، وطبَـَّقه الشعب بنفسه منذ يوم إعلانه  لتـقتـدي به القيادات التي ضلت طريقها في يوماً ما ، لا أن يستغله البعض منها ليكون حامياً  له في ممارسات جديدة  تتعارض مع أهداف الثورة الشعبية السلمية ... وعلى الرغم من ذلك ، ليس هناك ما يمكن انتظاره ممن أعلنوا صراحةً أنهم يحملون مشاريع تتناقض مع الأسس والأهداف التي حددها الشعب .

ولم يعد سراً موضوع الاختلافات الغير منطقية في الصف القيادي ، بدءاً بـ "بيان يافع" لمجلس الحراك ، ومروراً بما  ظهر بين الرئيس والزعيم  حول عقد "مؤتمر المنصورة" وانشقاق المجلس ليشكل كل منهما محوراً وهمياً  لفريق مقابل فريق آخر مع أنهما يحملان نفس الفكر ونفس البرنامج السياسي، وينشطان في الميدان نفسه؛ وانتهاءً بما هو ظاهر في موقفهما من المؤتمر . وهنا لا بد من التنبيه بأن من صدَّق أن هناك خلافاً بينهما  فهو مخطئ ، لأن افتعال أسباب التباعد بينهما على خلفية  ما  يسمونه "ثقافة تخوين وإقصاء" أو غير ذلك من التبريرات الواهية أو الغامضة ، ليس إلا تظليلاً متعمَّداً من بعض القيادات بغرض إيهامنا بأنهما طرفان متنافران .

إن أموراً كهذا لا تحتمل السكوت عنها ، ويجب كشفها خلال الأيام القادمة – بالاستفادة من فكرة "مشروع مؤتمر جامع" - لمعرفة من يقف خلف ذرائع التهرب من وحدة الصف القيادي كأولوية يعوّل عليها الشعب للمضي بالثورة قدماً نحو التحرير والاستقلال . فإذا افترضنا أن أحدهما كان داعما لأي من أسباب التنافر، وأن الآخر كان صامتاً عليها ، أو أن كلاهما إما داعمان وإما صامتان معاً ، فعلى ما تستـند كل من الرئاسة والزعامة يا ترى ؟! .

وعليه ، وبصرف النظر عن مشاركة بقية المكونات في المؤتمر، أو عن تركيبة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع - وأنا عضوٌ  فيها ، ولي  ملاحظات وتوضيحات حول كثير من القصور والأخطاء في عمل "رئاسة اللجنة" ، سأنشرها لاحقاً - فإنه كان يحدونا الأمل أن يلتحق فريقا الرئيس والزعيم في الإعداد للمؤتمر كفريق واحد ، لكن الأمر تعقّد أكثر . وللأسف  لم  يبقى حالياً أمام  الرئيس والزعيم إلا  الفرصة الأخيرة  ليبيِّن كل منهما للشعب بكل وضوح  حقيقة موقفه وموقف تياره من الإعداد الفعلي والمشاركة في "مؤتمر وطني جنوبي" ، وإبداء ما يراه مناسباً  لإنجاحه بما  في ذلك اقتراحه عن موعد ومكان انعقاده ؛ وتفسير  المواقف المتناقضة  تجاه  المشاركة في المؤتمر .

وفي حالة امتـناعهما  عن التصريح ، أو التلاعب بالألفاظ والعبارات ، بغرض إخفاء الحقيقة ، فقد "جنت على نفسها براقش" ، ومن حق الشعب اختيار ما يراه مناسباً لهذه المرحلة ، وعلى وجه الخصوص حقه في اتخاذ القرار فيما يتعلق بمشروع المؤتمر الجنوبي الذي يأمل كل مواطن أن يكون مؤتمراً وطنياً وجامعاً يحظى بتمثيل مجتمعي على مستوى مديريات المحافظات الست ، ويستوعب في الوقت نفسه  كل ما هو قائم من تعدد في المكونات والتنظيمات السياسية الجنوبية .

د. عبيد البري