الخميس، 6 نوفمبر 2014

ما الذي نريده من وجود السيد عبد الرحمن الجفري بين أهله وعلى أرضه


لا شك أن الأولوية في ترتيب المهام الماثلة فيما يطالب به الشعب الجنوبي  هي إيجاد قيادة موحدة للثورة الجنوبية . وهذا ما نتمنى أن يسعى إليه السيد عبد الرحمن الجفري من خلال عودته الميمونة إلى بلده كأول الشخصيات القيادية في الخارج التي أثارت مواقفهم المختلفة من وحدة قيادة الخارج جدلاً واسعاً في الشارع السياسي .

فوحدة القيادة - بمفهومها الشعبي البسيط - ليست إلا اتفاق مرحلي بين كافة المكونات الثورية التي تناضل من أجل التحرير والاستقلال على إيجاد (مؤسسة قيادية واحدة) تمثل تلك المكونات وتعبر عن مطالب الشعب وأهداف ثورته ، وبالتالي التخلص من التعدد في البيانات ومفاجئاتها للجماهير عن ظهور تنظيمات (تضم بعضها للأسف نفس العناصر القيادية في مكونات قائمة) سواءً كانت جبهوية أو تنسيقية أو غير ذلك ، بهدف التنافس غير الشرعي بين عناصر قيادية معينة .

هذا فيما يخص المكونات الثورية التي نشأت خلال السنوات الست الماضية ؛ أما بالنسبة للأحزاب السياسية - منها الجنوبية ومنها الشمالية - فإن المهمة أصعب أمامه ، بالتعاون مع قياداتها ، في تنسيق المواقف فيما بينها على أساس الموقف من أهداف الثورة ومطالب الشعب . وباعتبارها أحزاب تختلف تنظيمياً عن المكونات الثورية - المذكورة أنفاً - لا بد من وضع حل لإرتباطات معظمها بالمركز - صنعاء - وإيجاد (تكتل حزبي) يمثل تلك الأحزاب بهويتها الجنوبية تتوافق من خلاله على قيادة سياسية موحدة للتكتل وبالتالي وضع رؤية مشتركة بين قيادة المكونات وقيادة التكتل لوحدة  القيادتين في قيادة سياسية جنوبية واحدة .

وإذا كنا نتعشم خيراً  من وجود السيد الجفري وجهوده وخبرته وجديته  للم الشمل وتوحيد الجهود وتوجيه المسار ، فإن أول ما يمكن عمله على صعيد التنسيق بين الأحزاب السياسية ليس فقط تشكيل التكتل ، وإنما دمج الأحزاب ذات الأصل  أو المنشأ  الجنوبي الواحد  ، لا سيما ما يمكن تسميته الانشقاقات الحزبية ، مثل حزب رابطة الجنوب العربي ورابطة الجنوب الحر وغيرهما ؛ فلا شك أن عملاً كهذا سيمثل أنموذجا وتشجيعاً لبقية المكونات والأحزاب والهيئات الجنوبية في التنازل لبعضها من أجل قضية الوطن ومستقبله .


د. عبيد البري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق