الجمعة، 11 يوليو 2014

الشيخ حسين بن شعيب .. وخطبة التشنج من أجل القيادة


في خطبة الجمعة بالمعلا  يوم 6 يونيو الماضي ، أستهل الشيخ حسين بن شعيب  خطبته المتشنجة بالقول : " إنني مع المؤتمر الجامع ومع من يخرج شعب الجنوب من هذا المأزق الذي وقعنا فيه ... ومن يريد أن ينقذنا من حالة الفوضى والتشرذم الذي وقعنا فيها فنقول له تفضل وعلى العين والرأس ". وسمعناه ايضاً يخاطب الرئيس علي سالم البيض بأن يحسم أمره ، وأن يحزم ما يجري من أمور مقلقة في ساحة الجنوب .

لم تكن هذه المرة الأولى التي نسمع فيهاً تشويهاً لسلوكنا كشعب ، سواءً من على منبر الجمعة في المعلا أو من على منابر أخرى ، من شخصيات دينية أو غيرها . فبدلاً من أن ننتظر من الهيئة الشرعية النصح والتروي والتهدئة ، كنا قد شاهدنا الشيخ بن شعيب قبل انعقاد مؤتمر المنصورة للحراك عام 2012م على شاشة "عدن لايف" يدلي بفتوى قال فيها : (مؤتمر المجلس الأعلى للحراك غير شرعي لأن الرئيس البيض غير موافق عليه) ..

وأثناء انعقاد مؤتمر المنصورة أجتمع بن شعيب بالمنشقين في إحدى قاعات فندق المركيور ، ثم ظهرت الاتهامات بتخوين الزعيم بشكل واضح خلال أيام قليلة بعد المؤتمر ، فأنشأ المنشقون فصيلاً أخر وعقدوا مؤتمراً آخر ثم اتخذوا لجناحهم اسماً آخر ثم تعاهد بن شعيب معهم فكانت النتيجة هي المأزق الذي يتحدث عنه في الخطبة .

وإذ جاءت خطبته هذه بعد 3 أيام من توليه رئاسة "لجنة التوافق" التي تشكلت – بتوجيه من جهة غير معروفة حتى الآن – لتكون بديلاً عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع بغرض التحكم بمدخلات ومخرجات المؤتمر بعيداً عن اللجنة التحضيرية والمضي قدماً بما سمي "خارطة الطريق" المرسومة سراً لــ(لجنة التوافق) ، والله أعلم ، فليس عدلاً إلصاق صفة الفوضى بالشعب أو الاستهانة بالثورة بالطريقة التي قالها بن شعيب : "من أراد أن يثبت كفاءته فليقدم لنا مشروعا ليخرجنا من حالة الفوضى والتشرذم والتشظي ... أي ثورة هذه التي نكيل فيها التهم لبعضنا " .

فهل نسمح بإهانة الشعب الجنوبي عامة بتعميم صفات (الفوضى والتشرذم والتشظي) على حال المجتمع الجنوبي بدون الإشارة إلى القيادات ؟! . هل يوجد من يستطيع القول أنه رأى أو سمع عن شعب بهذه العظمة وبهذه الأخلاق والانسجام والتلاحم والانتظام الذي رأيناه في 13 مليونية ؟! .. وهل قصد رئيس الهيئة في خطبته بـ"الذين هم إما غائبون عن الوعي أو يكيلون التهم لتنفيذ أجنداتهم" أنهم من خارج هذا الشعب ؟! .. لماذا لا تكون واضحة وصادقة بتحديد مواطن الفوضى والتشرذم بدلاً من تعميمها لوصم الشعب بها ولزرع الإحباط في النفوس كما يفعله الأعداء ؟!.

وأما كيف فهمنا أن من شأن هذا الخطاب إلصاق صفة الفوضى بالشعب الجنوبي بنفس الطريقة التي يريدها الأعداء ، فتكفي الإشارة إلى أنه في الوقت الذي كانت أذهاننا منصرفة إلى أن كل ما كان يتحدث عنه بن شعيب ليس إلا نتيجة واضحة لتناقضات "الزعماء الأربعة" وغيرهم ، وانعكاساتها على التابعين لهم من العناصر القيادية في الداخل ، إلا إننا سمعناه يوجه ثلاثة نداءات إلى كل من علي ناصر وعبد الرحمن الجفري وحيدر العطاس ، مؤكداً نزاهتهم بقوله : "أنتم القيادة جميعا ، ولا أحد ينال منكم إلا إنسان حاقد وخبيث" .

أخيراً ، هل يجوز أن "الهيئة الشرعية للإفتاء والإرشاد" تحول وظيفتها  تدريجياً من واجب النصيحة إلى ضرورة القيادة ؟! . وهل يجوز أن نسمع سفهاً باسم الهيئة أو لجنة التوافق مثلما أشار بن شعيب من على منبر قناة "عدن لايف" بأن لجنة التوافق تشكلت لأن اللجنة التحضيرية تحولت إلى مناكفات وأن لها أخطاء كثيرة ؟! .. من قال له هذا عن اللجنة التحضيرية التي رفض عضويتها ليحل الآن محلها ؟!.

وختاماً ، قلت قولي هذا لتهذيب خطاب الهيئة الشرعية ، والله أعلم بما في القلوب .
  
د. عبيد البري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق