د. عبيد البري
"عدن الغد
"الثلاثاء 11 فبراير 2014 04:11 مساءً
تحاول بعض قوى
المعارضة تثبيت فكرة إعادة صياغة الوحدة بين الطرفين الشمالي والجنوبي من خلال
اختزال قضية الجنوب إلى قضية الحفاظ على الجنوب في شكل "إقليم جنوبي"
ليدخل في العقد الجديد للوحدة بشهادة الدول الراعية للحوار ، وبالتالي الخروج
بشرعية جديدة لوحدة جديدة يتم فيها ضم الجنوب كإقليم بدلاً عن الفشل في ضمه كدولة
في المرحلتين السابقتين اللتان كانت أولهما وحدة بقرار الحزب الاشتراكي دون إرادة
الشعب الجنوبي ، وثانيهما بالغزو العسكري والاحتلال والمصادرة .
وفي مؤتمر الحوار
اليمني الذي شارك فيه الفريق الذي ينتمي أعضاؤه إلى الجنوب ولم يكونوا منتمين إلى
الثورة الشعبية الجنوبية - لا كفريق ولا كأفراد - لأن الدعوة إلى الحوار كانت تحت
مظلة المبادرة الخليجية والدول الراعية لها للحفاظ على وحدة "دولة اليمن القائمة بعد ضم الجنوب
إليها" .. وعلى الرغم من التظاهرات المليونية التي خرج بها الشعب الجنوبي
لتنبيه المجتمع الدولي أن من شارك في الحوار لا ينتمي مطلقاً إلى الثورة الجنوبية
والحراك الشعبي السلمي الجنوبي إلا أن سلطة صنعاء وجماعة الحوثي كانا الأكثر
اعترافاً بما سُمي "الحراك الجنوبي المشارك في الحوار" .
لقد مثل الحزب
الاشتراكي صورتين في مكونات الحوار ، الأولى كمكون حزبي ، والثانية كداعم للفريق
الجنوبي المشارك من خلال بعض قيادات الحزب في الخارج التي تسميها صنعاء بـ
"المعارضة الجنوبية في الخارج" .. وظهرت جماعة الحوثي (ممثلة بأنصار
الله وحزب الحق) داعماً آخر للفريق الجنوبي .. ذلك الفريق الذي بدا واضحاً أن مشاركته
كانت تستند إلى المؤتمر الجنوبي في القاهرة الذي دعا إليه بعض قادة الحزب
الاشتراكي السابقين .. ولقد ظهر جلياً أن الحزب الاشتراكي وجماعة الحوثي يمثلان أبرز
قوى المعارضة اليمنية اللتان تحلمان بحكم اليمن على أنقاض حكم القبيلة العسكرية
المهددة بالتآكل أو بالسقوط إذا ما استمرت الأزمة السياسية والاجتماعية بالتفاقم
بنفس الوتيرة الحالية .
أما وقد انتهى الحوار
– فاشلاً كان أم ناجحاً - فالشعب الجنوبي لا يعوِّل على مخرجات الحوار ولا على أي
تشكيك أو تخويف تروج له المعارضة من نشوء
صراع جنوبي - جنوبي نتيجة تقسيم الجنوب إلى إقليمين ، لأن ذلك لا يعني إلا تقسيم
المقسم بالفعل ، ولأن أي تقاسم جديد للجنوب لن يغير شيء في واقع الاحتلال ولا في
وحدة الشعب الجنوبي على الهدف المتمثل بتحرير أرض دولة الجنوب بحدودها المعروفة
وباستعادة الاستقلال والسيادة للدولة كما كانا قبل عام 90م ، بنظام جنوبي جديد
وقيادة جديدة .
ولا ريب أن من مصلحة
سلطة صنعاء والمعارضة معاً أن يرتبط صوت
الشعب الجنوبي أمام العالم بصوت المعارضة المطالبة فقط بوحدة الجنوب كإقليم واحد
تفترض أنه دخل من جديد – عبر الحوار - في وحدة جديدة بشكلها "الاتحادي
الجديد" ، كبديل لفشل الشكلين السابقين لما أسموه بـ"الوحدة اليمنية"
.
ولذلك نرى أن وسائل
الإعلام الجنوبية التي تنقل عن مكونات جنوبية أو قياداتها تصريحات الرفض لمخرجات
الحوار أسوة بالمعارضة اليمنية إنما تشوِّه بالهدف التحرري للثورة الجنوبية وتسيء
لصوت الشعب الجنوبي الرافض للاحتلال الحالي
قبل أي نوع من الترتيبات الإدارية للاحتلال الجديد .
د. عبيد البري
اقرأ المزيد من عدن الغد | موقف الشعب الجنوبي من قرار الأقاليم الستة ليس كموقف المعارضةhttp://adenalghad.net/news/91600/#.UvomWfl9HZU#ixzz2t1JNVYQy
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق