17 ديسمبر 2013م
الهبة الشعبية التي
دعا إليها حلف قبائل حضرموت في العاشر من ديسمبر الحالي ليست خارجة عن الثورة
الشعبية السلمية الجنوبية ولا تتناقض مع مبدأ النضال السلمي الذي تفضله جماهير
الثورة التحررية الجنوبية إلى أن تأتي مرحلة أخرى قد يقرر فيها الشعب الجنوبي
بنفسه اتخاذ الوسيلة الأنسب لتحرير الوطن من الاحتلال العسكري اليمني وفقاً
للعوامل والظروف التي ربما تفرض نفسها يوماً ما على الواقع الجنوبي .
صحيح أن احتلال الوطن
كان بالقوة ، وأن السلب والنهب والإذلال والاستبداد وممارسة الإرهاب وتنفيذ
الاغتيالات يعود إلى وجود القوة العسكرية على الأرض ، وأن القوة تستدعي المواجهة
بالقوة ، لكن الوقت لم يحن بعد ، طالما الثورة لا تزال سلمية ، وطالما الشعب موحّد
على أساس الثورة السلمية التي أثبتت نجاحها في تنمية الوعي بأهمية الاصطفاف الوطني
لتحقيق الهدف سلمياً ، بالنظر إلى غياب الدولة في صنعاء ولأهمية وجود الوصاية الدولية
حالياً على النظام .
ألم يكن التدهور
المستمر للنظام وتمزقه إلى أوصال وانهزامه إلا نتيجة الثورة السلمية الجنوبية التي
حاول النظام مواجهتها واحتواءها بانتفاضة التغيير الشبابية هناك ؟!.
وهل يوجد مواطن جنوبي
لا يعرف أن نظام صنعاء لا يمكنه البقاء إلا في ظل الحروب المعلنة وغير المعلنة ؟!
.
إن الشعب الجنوبي
يدرك أن النظام سيحاول مواجهة الهبة الشعبية بالقمع ، وأن النظام سيفشل في ذلك
مثلما فشل خلال أكثر من 6 سنوات من عمر الثورة الشعبية السلمية . ويدرك الشعب
أيضاً أنه بإمكانه تحقيق أهداف الهبة الشعبية خلال أيام قليلة طالما كان الفعل شعبياً
وسلمياً في آنٍ واحد ، مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس إلى أن تستكمل الهبة كافة
أهدافها .
وهكذا فإن قبائل
حضرموت خاصة والجنوب عامة يعرفون جيداً أن هزيمة النظام هذه المرة ستكون في جعله
يستنفر قواته العسكرية ليتكبد الخسائر بالمليارات ولتظهر التناقضات والانشقاقات في
صفوف قواته المسلحة عند عدم إعطائه الفرصة لحشدها واستخدامها - على أساس بنيتها
القبلية والمذهبية - ضد الشعب الجنوبي صاحب الحق في أرضه .
د. عبيد البري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق