الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

أهدافٌ للهبة الشعبية أولاً .. وأهدافٌ للثورة الجنوبية ثانياً

   أهدافٌ للهبة الشعبية أولاً .. وأهدافٌ للثورة الجنوبية ثانياً

حيث أن اليمن حالياً تحت الوصاية الدولية ، وحيث أن الدولة لم تقم في اليمن بعد ، وأن شعبنا يحافظ على وشائج الأخوّة مع شعب الشمال ، وأن القوات المحتلة للجنوب تمثل عصابة حاكمة ، وأن العصابة تريد من الجنوب أرضاً وثروة بلا  شعب ، وأن تمسّك العصابة بالجنوب سينتهي بانتهاء مصالحها ، وأن محاصرة المصالح التجارية للعصابة ممكناً سلمياً ..

وحيث أن حمل السلاح في الجنوب ليس إلا للدفاع عن النفس ، وأن الدعوة إلى الهبة الشعبية كانت سلمية في إطار الثورة ، وأن للهبة الشعبية أهداف محددة يجب تحقيقها أولاً ، وأن الأولوية هي السيطرة على أمن حضرموت  باعتبار أنه لا توجد قيادة مهيأة لإدارة الأمن في عموم الجنوب ، وأن العاصمة عدن هي آخر منطقة تُستلم بعد المحافظات ، وأن المقاومة المسلحة هي دفاعية في كل الأحوال ، وحيث أن الهبة الشعبية السلمية هي رافداً قوياً للثورة الجنوبية ..

فإنه يجب تحقيق أهداف الهبة الشعبية أولاً  وفقاً لتوجيه حلف قبائل حضرموت باعتبار الهبَّة جزءاً لا يتجزأ من الثورة السلمية التحررية الجنوبية ، وترك الفرصة لحلف القبائل ليقوم بدوره في مخاطبة المجتمع الدولي لتوضيح الموقف وعدالة القضية التي قامت من أجلها هذه الهبة الشعبية (الانتفاضة) في حضرموت خاصة وفي الجنوب عامة .

على أن أولوية الهبة الشعبية هي محاصرة مصالح العصابة أينما وجدت ، وتحويلها إلى مصلحة للشعب الجنوبي تحت رعاية دولية ، وبالطرق السلمية التي اتخذتها الثورة الجنوبية  منذ بدايتها ، ليتم بذلك تحقيق أهم أهدافها العاجلة في التخلص من هيمنة العصابة على مقدرات الشعب الجنوبي .. فبانتهاء مصالح العصابة في الجنوب ستنتهي الحاجة لبقاء الاحتلال العسكري وبالتالي جلاؤه أو إجلاؤه عن أرض الجنوب نهائياً .


د. عبيد البري

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

حتى لا نخطئ فهم "الهبَّة الشعبية" !!

17 ديسمبر 2013م

الهبة الشعبية التي دعا إليها حلف قبائل حضرموت في العاشر من ديسمبر الحالي ليست خارجة عن الثورة الشعبية السلمية الجنوبية ولا تتناقض مع مبدأ النضال السلمي الذي تفضله جماهير الثورة التحررية الجنوبية إلى أن تأتي مرحلة أخرى قد يقرر فيها الشعب الجنوبي بنفسه اتخاذ الوسيلة الأنسب لتحرير الوطن من الاحتلال العسكري اليمني وفقاً للعوامل والظروف التي ربما تفرض نفسها يوماً ما على الواقع الجنوبي .

صحيح أن احتلال الوطن كان بالقوة ، وأن السلب والنهب والإذلال والاستبداد وممارسة الإرهاب وتنفيذ الاغتيالات يعود إلى وجود القوة العسكرية على الأرض ، وأن القوة تستدعي المواجهة بالقوة ، لكن الوقت لم يحن بعد ، طالما الثورة لا تزال سلمية ، وطالما الشعب موحّد على أساس الثورة السلمية التي أثبتت نجاحها في تنمية الوعي بأهمية الاصطفاف الوطني لتحقيق الهدف سلمياً ، بالنظر إلى غياب الدولة في صنعاء ولأهمية وجود الوصاية الدولية حالياً على النظام .

ألم يكن التدهور المستمر للنظام وتمزقه إلى أوصال وانهزامه إلا نتيجة الثورة السلمية الجنوبية التي حاول النظام مواجهتها واحتواءها بانتفاضة التغيير الشبابية هناك ؟!.
وهل يوجد مواطن جنوبي لا يعرف أن نظام صنعاء لا يمكنه البقاء إلا في ظل الحروب المعلنة وغير المعلنة ؟! .

إن الشعب الجنوبي يدرك أن النظام سيحاول مواجهة الهبة الشعبية بالقمع ، وأن النظام سيفشل في ذلك مثلما فشل خلال أكثر من 6 سنوات من عمر الثورة الشعبية السلمية . ويدرك الشعب أيضاً أنه بإمكانه تحقيق أهداف الهبة الشعبية خلال أيام قليلة طالما كان الفعل شعبياً وسلمياً في آنٍ واحد ، مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس إلى أن تستكمل الهبة كافة أهدافها .

وهكذا فإن قبائل حضرموت خاصة والجنوب عامة يعرفون جيداً أن هزيمة النظام هذه المرة ستكون في جعله يستنفر قواته العسكرية ليتكبد الخسائر بالمليارات ولتظهر التناقضات والانشقاقات في صفوف قواته المسلحة عند عدم إعطائه الفرصة لحشدها واستخدامها - على أساس بنيتها القبلية والمذهبية - ضد الشعب الجنوبي صاحب الحق في أرضه .


د. عبيد البري

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

السعودية في مأزق !!

10 - ديسمبر - 2013 , الثلاثاء 09:26 صباحا
قد ينفرط عقد مجلس التعاون الخليجي ويتفرغ من مضمونه خلال أيام ، حيث أنه في الوقت الذي تضغط السعودية باتجاه تحويل المجلس إلى اتحاد متكامل يتستر بعباءتها ، عبر وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي عن موقف بلاده الرافض لمشروع الملك عبدالله الهادف إلى تحويل المجلس إلى اتحاد متكامل بين الدول الست ، والتهديد بانسحاب عمان من المجلس في حال نجحت المحادثات في الوصول إلى اتفاق على مشروع الاتحاد . وقد جاء هذا الموقف العماني قبل أقل من يومين فقط على انعقاد المجلس في الكويت مدوياً .. ومن المتوقع أن يمثل "ضربة قاضية" لمشروع الملك السعودي . 

ومن دون شك أن لمواقف السعودية من قضايا معينة في المحيط الإقليمي تأثيراً سلبياً عليها كدولة كان يفترض أن تقوم بدور حيوي لحفظ التوازن في المنطقة بالتعاون مع مصر وبقية الدول العربية لمصلحة الأمة العربية عامة والخليج العربي خاصة . ومن تلك المواقف ، على سبيل المثال ، تحفظها من التخلص من السلاح الكيماوي السوري ، وموقفها من المعارضة في البحرين ، وكذلك دعمها لنظام القاعدة في صنعاء ضد الثورة التحررية في الجنوب العربي ومطالبة الشعب الجنوبي باستعادة استقلال دولته المحتلة . ولربما أن السعودية قد جرّت معها مواقف بقية الدول الأعضاء في مجلس التعاون على الرغم من اختلافها مع الموقف السعودي . 

لقد نجحت السعودية في إقامة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليكون تحت هيمنتها بالتوازي مع مجلس جامعة الدول العربية الذي كانت تهيمن عليه مصر منذ تأسيسه ، لكنها لم تنجح في تحقيق أي مكاسب للدول أو الشعوب العربية في الخليج العربي عبر المجلس ولم تستطع على القيام بأي نوع من المواجهة مع التدخل الإيراني في الخليج ، أو تحرير الأرض أو المياه العربية التي تسيطر عليها إيران . ليس ذلك فحسب ، بل أن انعزال دول المجلس بالقرار والمال والموقف قد أثّر على فاعلية الدور والقرار العربي الذي كان على مجلس جامعة الدول العربية أن يلعبه خلال العقود الثلاثة الماضية . 

لكنه لا يزال أمام السعودية الفرصة لمراجعة حساباتها ومواقفها السابقة لتصحيح الأخطاء في الأهداف الإستراتيجية ، والاستفادة من دروس النموذج الإيراني الذي نجح في أسلوب المقارعة للغرب وإسرائيل لتحقيق أهدافه وفرض وجوده في المنطقة بالثبات على الموقف واستخدام الإمكانات المادية والبشرية والدبلوماسية في المواجهة على الرغم من أن إيران لا تمتلك في كل ذلك ما تمتلكه دول مجلس التعاون .

د. عبيد البري

http://al-mlab.com/news/95385