الأحد، 27 مايو 2012

سري للغاية .. إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو بعد التهديد باستخدام القوة !!


 سري للغاية .. إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو بعد التهديد باستخدام القوة !!

في البدء لا بد من التذكير بالوضع في الجنوب قبل اعلان الوحدة اليمنية ، حيث أنه ما إن أوشك العقد التاسع من القرن الماضي على الانتهاء ، تغيرت موازين القوى على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي ، وبدأت بعض ملامح تـفكك النظام الاشتراكي وبالتالي زوال الغطاء الدفاعي عن الجنوب ، وكذلك رسخت علاقات نظام صنعاء مع صدام حسين ، بالإضافة إلى نتائج صراع 13 يناير 1986 التي تمثلت بخروج ألوية عسكرية بكامل جاهزيتها القتالية مع كوادر من الحزب والدولة الجنوبية ، شكلت ما يشبه دولة داخل دولة الجمهورية العربية اليمنية ، وفي نفس الوقت وجود معارضة يسارية لنظام صنعاء تحتل مناصب عليا في قيادة الحزب والدولة الجنوبية .
وبالنظر إلى تلك العوامل المذكورة وغيرها ، كان على نظام الجنوب أن يعدل سياسته الداخلية والخارجية وفقاً للظروف الموضوعية والذاتية ، لكن نظام صنعاء أستغل تلك الفترة الحرجة للانقضاض على الجنوب باسم الوحدة . فكانت المباغتـة بوفد رئاسي كثير العدد من صنعاء إلى عدن للحصول على مستمسك قانوني أو سياسي أو غيره ، لتهييج الشعب ضد نظام الجنوب . وفي ذلك كتب الشيخ سنان أبو لحوم في مذكراته [اليمن حقائق ووثائق عشتها - الجزء الرابع- الفصل الأول (ص 17-33)] ، حيث أشار : " في 29 نوفمبر 1989 سافرنا مع الرئيس إلى عدن في وفد ضم عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية والشعبية وبدأنا الاجتماعات في نفس اليوم .. كان المشروع الذي يحمله الرئيس علي عبد الله صالح هو الوحدة الفيدرالية ، وكان مصراً على دمج وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والتربية والتعليم والإعلام والأشغال . لكن علي سالم البيض الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني ، اقترح أن تكون وحدة اندماجية وفورية " .
وتطرق أبو لحوم إلى الاجتماع المصغر (في 30 نوفمبر) للوفدين في مقر اللجنة المركزية الذي أنتهى  بعد ساعتين بدون نتيجة مشيراً إلى موقفه : " قلت : أرجو أن تقبلوا كلامي بصدر رحب ، والمثل يقول (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ويظهر أنكم ضد الخير ، وما دامت الرغبة غير متوفرة لديكم فعلى الأقل نريد منكم أن تصدروا بياناً ولو كاذباً لحفظ ماء الوجه أمام الشعب . عقب على كلامي سالم صالح وقال : علينا أن لا نيأس ، ولا بد من خير .. وعند الخروج من القاعة ، قبض علي سالم البيض بيدي وقال : لا تستعجل ستصلح الأمور إن شاء الله ، مع الصبر ".
وتابع أبو لحوم وصف ما حدث لاحقاً من ذلك اليوم التي أجتمع فيها الرئيس صالح وعلي البيض على انفراد في منزل البيض حتى التاسعة مساءاً ، واتفقا على وحدة اندماجية ، إلا أن البيض أخّر التوقيع عليها إلى أن يتم التشاور مع الآخرين رغم أن  وزيرا شؤون الوحدة راشد محمد ثابت ويحيى العرشي قد أعلنا عنها رسمياً .. ولذلك قام علي عبد الله صالح بعمل حركة (إحراج الضيف للمضيف) ، فقال إما التوقيع على الاتفاق الليلة وإما مغادرة عدن ليلاً ، وأصر أيضاً كل أعضاء الوفد (ذو العدد الكبير) على التوقيع أو السفر ليلاً ، فما كان من القيادة الجنوبية التي كانت ترفض الدمج الفوري إلا الموافقة على اتفاق الزعيمين ، على أن يؤجل الوفد السفر إلى الصباح ، فمرروا حيلتهم بـ(اتفاق مُعلن وموقع عليه .. وانتهى أمر القيادة الجنوبية) . وبالطبع كانت كل الاتفاقات في غياب شيخ الدولة القبلية الشيخ عبد الله الأحمر صاحب كلمة الفصل في القرار السياسي الذي يستطيع مناقضة أي اتفاق يبرمه الرئيس ، حيث سبق له وإن اتخذ قرار الحرب على الجنوب عام 1972 دون موافقة الرئيس اليمني الاسبق .
أحتوى اتفاق 30 نوفمبر المشهورعلى 6 نقاط فقط ، الثلاث النقاط الأولى تخص دستور دولة الوحدة المعد سلفاً لإقراره والاستفتاء عليه ، وثلاث نقاط تنفيذية . ولم يحتوي أي إشارة إلى  وضع مشروع سياسي  لتأسيس دولة حديثة ! .. وكانت المادة الثالثة من دستور الوحدة تنص على أن الشريعة الاسلامية مصدراً أساسياً للتشريع .. ولم تكن موضوع خلاف قبل التوقيع على ذلك الاتفاق ، فمناقضتها موكلة (بدهاء!) للشيخ عبد الله الأحمر والزنداني ، اللذان يستطيعان الاعتراض على الدستور بعد الاتفاق على الوحدة .
وعن الجولة الثانية من الحوار التي عقدت في بيت الرئيس في تعز بعد بضعة أيام من ذلك الاتفاق - بعد أن تم التوقيع على الاتفاق والإعلان عنه - أشار الشيخ سنان : " وفي الاجتماعات تصعد الخلاف ووصل إلى طريق مسدود حول المادة الثالثة من الدستور ، تدخلت وطرحت (مشدتي) على طريقة الأعراف القبلية ، وقلت يا جماعة المادة الدستورية التي تختلفون حولها ليست بذات أهمية لنختلف حولها ، إذا كان هناك حسن نية ، وإذا كان الشيخ عبد الله الأحمر وبعض الإخوة متمسكين برأيهم سنرضيه ونرضيهم ، حينها أنفعل الرئيس علي عبد الله صالح وقال : سنقيم الوحدة بأي شكل من الأشكال ولو بالقوة وقال كلاماً جارحاً ، قلت له : أنت لا تستحي ونحن عندك في بيتك ، انسحبت احتجاجاً على ما قاله .. قام علي محسن صالح وطرح (جاهه) لي ، وقال : أرجو أن لا يعرف أحد بما جرى ، وكذلك فعل مجاهد أبو شوارب ، وكان مصدوماً ".
وعن ما حصل في اليوم الثاني بعد مغادرة البيض وبقية الوفد تعز ، أشار أبو لحوم : " قال الرئيس : (يالله نسافر بعدهم إلى عدن نصلح الغلطة التي وقعنا فيها ، وأشكر الوالد سنان على موقفه الذي سيساعد على تخفيف ما حصل ، ويضع لنا خط رجعة للاعتذار للإخوة) .. قرر الجميع العزم إلى عدن ، فلم يستقبلهم أحد في عدن .. عاد الجميع إلى تعز .. بقينا هناك عدة أيام وكان الرئيس على اتصال دائم بأخيه البيض ، ظل الاتصال والتوسط بينهما قائماً من قبلنا ".

بقلم : د. عبيد البري
عدن 24 مايو 2012

شروط الحل التوافق السياسي والاستقرار الأمني ومعالجة المسألة الجنوبية


مقالات مقالات عامة
كتبها صبر - SBR  
الأحد, 20 مايو 2012 12:51
شروط الحل التوافق السياسي والاستقرار الأمني ومعالجة المسألة الجنوبية
حسب الجدول المقرر، سيلتقي في غضون الايام المقبلة مايسمى اصدقاء اليمن في العاصمة السعودية الرياض لمتابعة الاوضاع اليمنية على ضوء المبادرة الخليجية. وسيعقبه مؤتمر آخر لمانحي اليمن..

بين اصدقاء اليمن ومانحي اليمن ثمة خيط رفيع غير مرئي فالاثنان يشكلان فريقاً واحداً ، فأصدقاء اليمن هم مانحو اليمن الذين يضمون البلدان الخليجية (الكويت والسعودية والامارات) ثم امريكا وبريطانيا وفرنسا، اضافة الى الامم المتحدة..
في تصوري اي حديث عن منح مالية لليمن ينبغي ان يسبقه الحديث عن الاوضاع هناك، فاليمن بحاجة الى ثلاثة امور اساسية حتى يناسب الحديث عن المنح وغير ذلك، هذه الامور الثلاثة الاسياسية هي التوافق السياسي والاستقرار الامني وحل المسألة الجنوبية، بيد ان من يطلع على الاوضاع هناك يرى الاخفاقات اكثر من الانجازات خصوصاً على الصعيدين السياسي والامني، فيما المسألة الجنوبية لايبدو وارداً حلها لدى صنعاء او اقلها التخفيف من المظاهر الامنية وسحب وحدات الجيش اليمني من مواقعها في المدن الجنوبية، فالجنوبيون يرون مرابطة تلك الوحدات العسكرية على اراضيهم مظهراً أحتلالياً لا علاقة له بالحالة الامنية او مطاردة عناصر القاعدة!
ولعل معاناة هذا الشعب الجنوبي المسالم تحتاج من المعنيين بالشأن اليمني من اصدقاء ومانحين مناشدة نظام صنعاء إزاء الاوضاع غير الانسانية التي يكابدها الجنوبيون وحراكهم السلمي من اجل نيل الحركة والاستقلال. وهنا ارى من المناسب ان اضع بين يدي القراء وخاصة المعنيين بالاوضاع اليمنية ملخصاً للتقرير الذي اصدره اخيراً المرصد الجنوبي لحقوق الانسان (ساهر) حول اوضاع حقوق الانسان في الجنوب (المحتل) للعام (2011) الذي يشير الى تضاعف الانتهاكات الانسانية ثلاثة امثالها عن العام (2010) وفيما يلي ملخص لتقرير المرصد الجنوبي:
في ظل أوضاع تتعرض فيها حقوق الانسان وحرياته الأساسية في جنوب اليمن للانتهاكات الجسيمة المتفشية، وانتشار الفوضى الأمنية والمعيشية المتدهورة، يعرب المرصد الجنوبي لحقوق الانسان (ساهر) عن بواعث قلقه وشدة استيائه لما آلت اليه تلك الأوضاع وانعكاساتها على أمن واستقرار المواطن الجنوبي، الأمر الذي يدعو الى مخاوف جدية من امكانية حدوث منعطفات انحدارية قد تعرض حياة المواطنين للخطر.
وتقييما للأوضاع ذات الصلة بحقوق الانسان الجنوبي وحرياته العامة، يصدر المرصد الجنوبي لحقوق الانسان (ساهر) تقريره السنوي لعام 2011م، مبينا جملة ما احتوته تلك الأوضاع من انتهاكات جسيمة، تم رصدها وتوثيقها كجرائم ارتكبتها قوات السلطة اليمنية بحق المواطنين الجنوبيين كان لها الأثر السلبي البالغ على أوضاعهم الأمنية والمعيشية.
خلال العام المنصرم ازدادت عزيمة المواطن الجنوبي لاسترداد حقوقه وحرياته المسلوبة وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وعودة دولته المستقلة، مؤمنا بأن استرداده لحقه السياسي هذا يكفل له التمكن من استرداد حقوقه الأخرى وحرياته العامة.وادراكا لهذه الحقيقة فان المواطن الجنوبي أصبح تواقا لتقديم التضحية دون تردد أو استكانة، مدركا بأن استعادة حريته واستقلاله لن يتأتى الاّ بالمزيد من التضحيات.
ان هذا الادراك الرفيع للمواطن الجنوبي هو ما شكل باعث حقد وضغينة لدى النظام اليمني الذي ارتأى في قمع هذه العزيمة أسلوبا لاخضاع شعب الجنوب واستمرارا لهيمنته على مقدراته.وعملا بذلك فان قواته لم تتوان في قمع أي شكل من أشكال التعبير عن تلك العزيمة، مستخدمة كل ما تملكه من أدوات القهر والبطش بحق المواطنين الجنوبيين.
وعملا بتلك الأساليب القمعية فان حياة المواطن الجنوبي أصبحت في خطر، غير آمن على سكينته ولا معيشته، معانيا الأمرين من الانفلات الأمني الذي تسببت به قوات السلطة وما يتخلله من تفجيرات واطلاق رصاص عشوائي واعتداءات على المنازل والمنشآت وحالات القتل والجرح الذي تتم بحق المشاركين في الفعاليات السلمية، وما يتعرض له الناشطون السياسيون من اعتقالات تعسفية، وتعرضهم للتعذيب والحرمان من الحقوق القانونية.وعلاوة على حالات الترويع والترهيب الذي يعاني منها المواطنون، فانهم أيضا يتجرعون حسرة الحرمان من متطلبات حياتهم اليومية بما فيها شحة المواد التموينية والانقطاعات في الكهرباء والماء والوقود.ووفقا لسياسة متبعة تجاه الجنوب فان السلطات عملت على خلط الأوراق لتزيد الأوضاع زعزعة وتدهوراً، وذلك بتغاضيها عن ما ترتكبه مليشيات ما تسمي نفسها «أنصار الشريعة» من استيلاء على بعض المدن والقرى الجنوبية وعلى وجه الخصوص مدن جعار وزنجبار وشقرة ولودر وعزان، والذي لم يتأت لها ذلك الاّ بايعاز ودعم من جهات متنفذة في هرم النظام اليمني، مكنها من استمرار الاستيلاء على تلك المدن حتى اليوم.
لقد شكلت فعاليات احياء مواطني الجنوب لذكرى مناسباتهم الوطنية، فرصا لتصعيد قوات السلطة من بطشها في قمع المواطنين وارتكاب المزيد من القتل والجرح والاعتقال دون خوف أو رادع.فلم تمر ذكرى مناسبة وطنية الاّ وقوات السلطة ترتكب مجازر بحق نشطائها.وتظل جريمة قوات السلطة التي ارتكبتها في ما عرف بانتفاضة «جمعة الغضب الجنوبي «الموافق 11 فبراير وما تلتها من أيام، تظل شاهدة على وحشية أعمالها، لما حصدته من أرواح ثلاثين شابا واسالة دماء جروح 216 آخرين واعتقال 130 من نشطائها. كما ان اقتحام ساحة الشهداء الخاصة باعتصامات شباب مدينة المنصورة في محافظة عدن يوم السبت الموافق 30 ابريل قد تسبب في مجزرة أخرى، سقط خلالها أربعة شهداء من المعتصمين وجرح 24 آخرين، علاوة على اطلاق الرصاص بشكل عشوائي على منازل المواطنين واثارة الرعب والهلع بين الأطفال والنساء والشيوخ.
ورصدا لتلك الجرائم والانتهاكات فقد أستطاع المرصد الجنوبي لحقوق الانسان خلال عام 2011م ان يوثق 280 حالة انتهاك في حق الحياة عن طريق القتل خارج نطاق القضاء لترتفع نسبتها الى ثلاثة أضعاف ونصف عن العام الذي سبقه والمحددة بـ 77 حالة، كما وثق 784 حالة اصابة لترتفع نسبتها الى ثلاثة أضعاف ونصف عن العام الماضي المحددة بـ 237 حالة، كما تم رصد وتوثيق 567 حالة اعتقال تعسفي طالت ناشطي الحراك الجنوبي تعرض أغلبهم لحالات من التعذيب والاساءة الحاطة بالكرامة، كما تعرضت 174 وحدة من المنازل والمنشات المدنية لحالات أضرار متفاوتة.
جميع تلك الانتهاكات الجسيمة ارتكبت بحق المواطنين الجنوبيين وعرضت حياتهم للخطر، مما يشير الى منهجية ارتكابها، كسياسة متبعة من قبل النظام اليمني، وليس كما يصفها بالتجاوزات أو الانتهاكات التي ترتكب بصورة فردية.ان هذه السياسة هي تأكيد على عدم احترام الحكومة اليمنية لحقوق الانسان، واثبات لا لبس فيه على تخليها عن التزاماتها الدولية تجاهه.
ان المرصد الجنوبي لحقوق الانسان اذ يلفت نظر مجلسي الأمن وحقوق الانسان الدوليين الى ان الحكومة اليمنية لم تف حتى الآن بتنفيذ قراريهما رقمي 2014 لعام 2011م و(a/hrc/res/18/19) القاضية أحكامهما باجراء تحقيقات نزيهة ومستقلة وشاملة تنسجم مع المعايير الدولية ازاء انتهاكات حقوق الانسان، الأمر الذي يدعونا كمرصد جنوبي لحقوق الانسان الى مطالبة المجلسين الدوليين التدخل وعلى وجه السرعة لوضع آلية دولية كفيلة بتنفيذ قراريهما الدوليين، وذلك التزاما لواجباتهما ووفاء لتعهداتهما تجاه ضحايا انتهاكات حقوق الانسان، وتفويتا على مرتكبيها من الافلات من العقاب.
ويلفت المرصد الجنوبي لحقوق الانسان نظر مجلسي الأمن وحقوق الانسان الدوليين الى أهمية وضع حالة حقوق الانسان في جنوب اليمن تحت عنايتهما باستمرار، لما من شأن ذلك ان يعيد الثقة لدى المواطن الجنوبي بفعالية دورهما الانساني والحقوقي لنصرة الشعوب المضطهدة وحماية ضحايا انتهاكات حقوق الانسان، وهذا ما سيمكن مواطني جنوب اليمن من التعبير دون خوف عن حقهم في تقرير مصيرهم باشراف دولي باتجاه عودة دولتهم المستقلة.
وينوه المرصد الجنوبي الى ان جميع الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت بحق مواطني الجنوب ستبقى حية بانتظار انصافها مهما طال الزمن، وهو ما تم تضمينها في اثناء نشرها تقريرا شهريا أصدرها المرصد تغطية للفترة من يناير حتى ديسمبر 2011م، والتي سبق لها ان سلمت الى الآليات الدولية المعنية بحماية حقوق الانسان، لتضل شاهداً على ما يعانيه المواطن الجنوبي من اضطهاد وانتهاك في حقوقه وحرياته العامة (انتهى التقرير).
ان المنح والمعونات المالية لا تقدم للدول الا في ظل توافر الشروط اللازمة. فكيف تمنح الاموال واليمن معدودة من الدول الفالشلة وتعمها الفوضى والفساد وانتشار السلاح (70 مليون قطعة سلاح بيد الاهالي) وضياع المسؤوليات، هذه الاموال اذا منحت الى اليمن لمن ستذهب هل ستذهب الى جيوب المواطنين ام تصرف في مشاريع التنمية ام انها تذهب الى جيوب الفاسدين والنافذين في السلطة وشيوخ القبائل..
لا يصح منح اليمن اموالاً الا في ظل تحقيق المطالبات الاساسية الثلاثة وهي: التوافق السياسي والاستقرار الامني وحل المسألة الجنوبية..
حسن علي كرم
الوطن الكويتية

الجمعة، 25 مايو 2012

على السلطة تأمين الحياة في شارع المعلى .. لا التهديد باستخدام القوة ‏!


كتابات حرة
على السلطة تأمين الحياة في شارع المعلى .. لا التهديد باستخدام القوة ‏!(بقلم : الدكتور عبيد البري)PDFطباعةإرسال إلى صديق
الأربعاء, 16 مايو 2012 06:05


لا شك أن السلطة تعرف جيداً بأن المعارضة اليمنية في محافظة عدن ، ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك ، قد شاركت في الثورة الشبابية اليمنية ، مثلها مثل أي محافظة في الشمال ، مع فارق أن عدن وحدها وليس غيرها ، تعرضت لكثير من انواع التخريب منذ بداية تلك الثورة التي قامت ضد نظام الرئيس ، بما في ذلك إيقاف الدراسة والتدريس ! ، فكان الشارع الرئيسي بالمعلى أكثر الشوارع عرضة للتخريب والإغلاق ، وضل كذلك تحت مرأى ومسمع السلطة التي أهملت فتحه نحو 15 شهراً ، زاد فيه العبث ، وغطت المجاري بعض أجزائه ، والقمامة أجزاءه الأخرى . وعندما وجد الحراك الجنوبي أن السلطة أهملت فتح الشارع أكثر من سنة ، قام نشطا الحراك وأنصاره من أهالي المعلى بأكثر من مبادرة لتنظيف الشارع كمهمة اخلاقية ، وأيضاً للفت الانتباه إلى ضرورة احياء الشارع والحفاظ على حيوية ونظافة المدينة ، ولكن مع حرص الحراك السلمي الجنوبي على ألا يقع في أي احتكاك مع أي أحد ممن يرون أن في سد الشارع نوع من الضغط على السلطة لما ارتكبته من عنف ضد شباب المعلى .

لقد أنقضت 5 سنوات منذ نزول الحراك السلمي الجنوبي إلى الشارع حاملاً قضية وطن يسعى إلى تحريره وإعادة بنائه وليس لتخريب ما تبقى منه ، فـلم نلاحظ أحداً من متظاهري الحراك السلمي طوال تلك السنوات يضع حجراً في شارع أو يتلف أي شيء في أي شارع ، أكان ملكية خاصة أو عامه . والكل قد لاحظ أن ما كانت تتعرض له محافظة عدن من تخريب للممتلكات وللشوارع قد انتهى مع انتهاء ثورة الشباب التي تحولت من ثورة إلى أزمة يمنية كما أُريد لها أن تكون .. لكن الثورة الجنوبية النظيفة البيضاء مستمرة بدون أي نوع من التخريب ، وهاهو الفرق واضح !. ولكن للأسف وجّه أعداء الثورة الجنوبية تهمة سد الشارع إلى الحراك الجنوبي .

إننا سكان شارع المعلى الرئيسي ، لا شك نعاني كثيراً من الوضع الذي آل إليه الوضع في مديرية المعلى خاصة ، وأخواتها مديريات محافظة عدن عامة ، نتيجة الأزمة اليمنية التي أصبحنا ندفع ثمن تداعياتها دون ان تكون لنا أية صلة بأطرافها .. فكل ما نعانيه اليوم ضمن شعب الجنوب هو تحصيل حاصل للوحدة اليمنية التي تلتها الحرب عام 1994م ، فقط لأننا كنا الطرف المهزوم فيها !. أليس غريباً أنهم كانوا يعيبون علينا - كأهل الجنوب – بأن قياداتنا السابقة عرّضت الجنوب لصراعين مسلحين على السلطة عامي 78م و 86م ، وقد عرفنا أن سببهما كان نتيجة لـ " يمننة الجنوب " ! .. لكننا كنا نستعيد أمننا وكل أشكال حياتنا الطبيعية خلال أيام فقط ! .. وها هي 15 شهراً من معاناة سببها الأزمة ، قد ازدوجت مع معاناة أطول سببها الاحتلال . ونعتقد أن السلطة التي تخلت عن حق الجنوب في الأمن العام والأمن الغذائي والتمويني وغير ذلك من الحقوق الواجب على أي سلطة تأمينها للمواطن ، لا يهمها فتح شارع المعلى بقدر ما يهمها إيقاف أي نشاط للحراك السلمي في شارع المعلى ، وخاصة إيقاف إقامة صلاة الجمعة .

وليس غائباً عن أحد أننا لم نكن نعرف في الجنوب ، خلال ما يقارب ربع قرن قبل إعلان الوحدة ، أي من المظاهر التي تفاجأنا بها في اليمن خلال 22 عاماً ، ونراها قد تفاقمت حالياً ، مثل الإختلالات الأمنية ، أو السرقة ، أو التقلبات في أسعار السلع والعملة ، أو ظلم طبقة لأخرى ، أو ظلم شيخ لمواطن .. وكذلك لا وجود للعبـيد في الجنوب . ولم تكن المدن الرئيسية في الجنوب وخاصة عدن ، تعرف انقطاع الكهرباء أو الماء .. والأهم من كل ذلك ، لا وجود للخوف من المستقبل عند أي مواطن جنوبي ، رغم التوجه الأيديولوجي الذي اتخذته القيادة الجنوبية السابقة عن غباء ! .. بل كان الأمل في جيل قادم ، سيستطيع أن يختار الطريق الصحيح ، لاسيما وقد تجاوز المجتمع الجنوبي الكثير من اشكال التخلف ، وبالتالي سيسهل التخلص من أي تبعية سياسية أو ايديولوجية .. ولذلك وغيره من الأسباب ، لا يمكننا الاستمرار في كذبة الوحدة اليمنية التي يعتقد بها بعض من إخواننا الشماليين . ولكننا نستطيع أن نجزم بأننا لقادرين على إعادة بناء دولتنا الجنوبية المستقرة مع احترام حق إخواننا في الشمال في الأمن والاستقرار ، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي بين الجانبين ، وكل ما يكفل التواصل بين الإخوة اليمنيين ، ولا بد أن ننسى كل مآسي الماضي مع نظام صنعاء السابق .

بقلم : الدكتور عبيد البري
عدن 16 مايو 2012

انشر الموضوع على 

طارق الفضلي يدعو شباب المسلمين إلى أبين !! - شبكة الناخبي يافع

القضية الجنوبية .. وخطأ الخلط بين فك الارتباط والاستقلال


كتابات حرة
القضية الجنوبية .. وخطأ الخلط بين مصطلحي "فك الارتباط " و"الاستقلال"(بقلم : الدكتور عبيد البري )PDFطباعةإرسال إلى صديق
الجمعة, 18 مايو 2012 19:03




فك الارتباط هو المصطلح السياسي الذي يعني فك الوحدة الهيكلية والوظيفية لمؤسسات دولة ما ، تم توحيدها وفقاً لمعاهدة وحدة موقعة من طرفي دولتين أو أكثر ، لإلقاء تلك المعاهدة . كما يعني أيضا رسم الحدود الفاصلة بين تلك الدول المتعاهدة تمهيدا للانفصال حتى تتحقق لكل دولة سيادتها على حدودها ، فيكون لها نظام حكمها الخاص ورقعتها الجغرافية الخاصة ؛ بينما الاستقلال هو تحرر شعب ما من نير الاحتلال الذي فـُرض بالقوة المسلحة ، أو بأي وسيلة أخرى ، على دولة ما ، والخروج عن سيطرته .. ولذا يجب عدم الخلط بين الاستقلال وفك الارتباط . كما أن المصطلحات السياسية تعرِّف الاحتلال العسكري بأنه : " عملية استيلاء جيش دولة ما على جميع أو بعض أراضي دولة أخرى خلال فترة غزو أو حرب ، أو الاستيلاء على أراضي تلك الدولة بعد ذلك الغزو أو الحرب ، وهو أهم اشكال الاستعمار وأكثرها وضوحاً وإثارة ً للشعوب المستعمرَة ".

هناك مثالين عربيين للوحدة وفك الارتباط ، أهمهما وحدة مصر وسوريا لتكوين "الجمهورية العربية المتحدة" عام 1958، التي استمرت نحو 3 سنوات و7 أشهر ، وانتهت بانقلاب عسكري في دمشق عام 1961 ، وأعلنت سوريا قيام الجمهورية العربية السورية بينما احتفظت مصر باسم دولة الوحدة حتى عام 1971م ، رغم البيان الذي اصدره الرئيس عبد الناصر لإلقاء عضوية اليمن في تلك الوحدة العربية التي لم يكتب لها النجاح ، حيث أن الجمهورية العربية المتحدة كانت قد قبلت طلب الإمام أحمد للانضمام إليها . والمثل الثاني هو وحدة الضفتين (الضفة الغربية والضفة الشرقية لنهر الأردن) عام 1950 ، حيث أصبح مواطنو الضفة الغربية مواطنين أردنيين بعد اجراء الانتخابات بالمناصفة بين الضفتين ، وظل الأردن يعتبر الضفة الغربية جزءاً من أراضية حتى عام 1988م عندما اعلن ملك الأردن فك الارتباط بين الضفتين بعد اعلان دولة فلسطين .

ويمكننا اعتبار قرار فك الارتباط الذي اعلنه زعيم الطرف الجنوبي علي سالم البيض في الوحدة اليمنية التي تم الإعلان عنها في 22 مايو 1994م مثالاً ثالثاً لقرارات الوحدة وفك الارتباط العربية ، إذا ما اعتبرنا أنه تم إعلانه قبل أن يكتمل غزو الطرف الآخر (نظام صنعاء) لعموم الأراضي الجنوبية ، وأهمها العاصمة عدن ، حيث أعلن علي سالم البيض في 21 مايو 1994م عن قيام "جمهورية اليمن الديمقراطية" دولة عربية اسلامية مستقلة ذات سيادة ، وعاصمتها عدن ، في ظل حرب طاحنه بين الطرفين ، بعد أن سقطت فيها معظم المواقع الجنوبية وتفككت الوحدات العسكرية الجنوبية فأصبحت القوات الغازية بالقرب من عدن التي عانت حصاراً عسكرياً شديداً ، وقطعت عنها المياه والكهرباء والغذاء والأدوية والاتصالات ، فسقط الآلاف من الضحايا نتيجة للحصار ونيران القوات الغازية .

وبإعلان قيادة صنعاء في 7 يوليو 1994م عن سقوط عدن بيد قواتها العسكرية بعد النزوح الجماعي لقيادة الدولة الجنوبية والحزب الاشتراكي إلى خارج البلد ، ثم بدأت ممارسة سلطة الاحتلال بإقصاء العناصر الإدارية والكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية واستبدالها بعناصر الطرف المنتصر ، وتدمير كل ما له علاقة مادية أو ثقافية أو معنوية بمكتسبات الثورة والدولة الجنوبية ، بما فيها الممتلكات العامة والخاصة ، فلم يعد للوحدة وجود ، ولا لمفهوم " فك الارتباط " اي قيمة ، في ظل الاحتلال ، إلا عند من أراد له بخبث وابتذال أن يكون بديلاً عن مفهوم " الاستقلال " .
بقلم : الدكتور عبيد البري
عدن 18 مايو 2012م

"جنوب اليمن " .. ودول الخليج العربية


"جنوب اليمن " .. ودول الخليج العربية
الخميس 26 ابريل 2012 10:13
د . عبيد البري



 

يعرف الأخوة في دول الخليج العربية  كما يعرف إخوانهم في جنوب الجزيرة العربية عن الروابط الأخوية  التاريخية بين كل شعوب تلك المنطقة على كثير من الأصعدة ، أهمها الثقافية والاقتصادية والجغرافية ، مهما فــرّق المستعمرون والطامعون بين تلك الشعوب  المتجانسة تاريخياً وثقافياً  .. فالمسطح المائي الممتد  من الخليج العربي وبحر عمان مروراً ببحر العرب إلى خليج عدن هو القاسم المشترك لدول الخليج العربية والجنوب العربي على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمن القومي.. وهذا ما نفـهمه نحن سكان المدن والبلدات الواقعة على البحر العربي ، التي تسمى حاليا بالخطأ ! بأنها (جنوب اليمن/أو اليمن الجنوبي) ، لأنها  تقع جغرافياً شرق اليمن وليست جنوبه  ، ولا يوجد في التاريخ ما يؤكد أنها "  اليمن الجنوبي " ، وعلى الأخص مع عدم وجود تسمية تاريخية لما يقابله (افتراضياً)  بـاسم  " اليمن الشمالي " ! ،  في حين يشهد التاريخ بأنها  جزء من تاريخ وجغرافية المناطق العربية الواقعة على بحر العرب في جنوب شبه الجزيرة العربية .



وليس غائباً عن أحد أن دويلات الجنوب العربي - التي سميت فيما بعد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بدوافع قومية -  كانت عبارة عن سلطنات ومشيخات وإمارات مثلها - في فترات سابقة - مثل تلك البلدان الواقعة على الخليج العربي وبحر العرب ، لكنها كانت تشكل بمجموعها  في ظل الحكم البريطاني لعدن ، ما كان يعرف بـ " محمية عدن " ثم سميت فيما بعد " محمية  الجنوب العربي " ، وضمن تلك المحمية تم  إنشاء " الإتحاد الفيدرالي للجنوب العربي " بتصرف استعماري بريطاني في العقد الأخير قبل رحيله ، لتبقى المحميات الشرقية ( المعروفة حالياً حضرموت والمهرة ) والمحميات الغربية ( المعروفة حالياً يافع العليا ) خارج حكومة الإتحاد رافضة للاحتلال .. وكان الجنوب العربي آخر بلد عربية تستقل عن الاستعمار البريطاني بعد أن تحددت الخارطة السياسية للعالم العربي  وفقاً  لواقع الاحتلال والانتداب البريطاني والفرنسي على الأراضي العربية آنذاك ، بما فيها حدود المملكة المتوكلية اليمنية .



وفي السنوات القليلة الماضية ، سعت الحكومة اليمنية بعد ضم الجنوب إليها ، إلى التقرب من دول مجموعة التعاون الخليجي لأهداف اقتصادية واضحة ، بالاستفادة من جغرافية وتاريخ الجنوب بالنسبة لدول الخليج ، بالإضافة إلى أسباب أخرى  رفعت من أجلها شعار " الوحدة أو الموت ". ولكن على نقيض العلاقات الأخوية بين دول الخليج العربية وشعب الجنوب ، وخلفيتها التاريخية والاجتماعية ، والتجاذب والتقارب بين شعوب المنطقة ، يعتقد اليمن إن إخضاعه للجنوب سيضع دول الخليج أمام أمر واقع ، فإما قبول الكل أو حرمان الكل من ذلك التقارب التاريخي بين دول الخليج العربي والجنوب العربي  .



لقد كان دعم دول الخليج العربية الأخوي لدولة الجنوب السابقة سخياً  لولا التدخلات السياسية الدولية والمؤامرات الداخلية التي أدت بالجنوب إلى ما هو عليه في واقع الحال .. وكان موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية  من الحرب على الجنوب واضحاً في البيان الصحفي الصادر عن الدورة (51) للمجلس الوزاري لدول الخليج  في 5-4 يونيو 1994 حيث أشار : " وانطلاقا من حقيقة أن الوحدة طلب لأبناء الأمة العربية فقد رحب المجلس بالوحدة اليمنية عند قيامها بتراضي الدولتين المستقلتين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في مايو 1990، وبالتالي فإن بقاءها لا يمكن أن يستمر إلا بتراضي الطرفين، وأمام الواقع المتمثل بأن أحد الطرفين قد أعلن عودته إلى وضعه السابق وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية فإنه لا يمكن للطرفين التعامل في هذا الإطار إلا بالطرق والوسائل السلمية " .                 

إن ما حصل للجنوب في حرب عام 94م ، لا يختلف عن ما حصل لدولة الكويت  عام 90م بالرغم  من الإعلان المزيف عن الوحدة بين الطرفين الدوليين .. حيث كـُشفت النوايا   بمجرد جلوس الطرف الجنوبي على مكاتب السلطة في صنعاء . فكما غزا صدام الكويت ليعلنها " المحافظة 19 "، غزا نظام صنعاء الجنوب ليعلن النتيجة المباشرة للحرب " عودة الفرع إلى الأصل " .. وتلك إستراتيجية متبعة منذ انقلاب ثوار الإخوان المسلمين على الأمام ، الذين وضعوا نصب أعينهم ثروات الخليج العربي منذ بدايات حركتهم في اليمن .. ولم يكن طلب اليمن للانضمام إلى مجلس التعاون إلا لتحقيق ذلك الهدف .. فربما  أرادوا  بطلبهم ذلك  أن يكون أشبه بطريقة الوحدة  مع الجنوب التي اعتبرتها صنعاء خطوة  باتجاه الخليج .

ويبقى  أن نذكــّر أيضاً ، بأن السكوت عن العبث بأمن واستقرار الجنوب لا بد  أن يكون  له  تأثيرات سيئة على أمن واستقرار دول الخليج  في المستقبل القريب ، لا سمح الله . ولا يوجد شك أن جميع  قادة تلك الدول الشقيقة  يدركون  ذلك الخطر بقدر إدراكهم  لأهمية  الجنوب العربي بالنسبة  لدول الخليج العربية .
 

بؤس الذين على وحدة الحراك الجنوبي يخرصون


الحراك السلمي الجنوبي الذي يعرفه العالم هو ثورة الشعب الجنوبي قاطبة ، التي انطلقت في وجه أقسى أدوات القمع التي تمتلكها السلطات اليمنية ، وقدم فيها الشعب أغلى التضحيات من دماء الشهداء والجرحى وعذابات المعتقلين والمشردين ، وكذلك تعرض فيها الكثير من المواطنين الجنوبيين إلى فقدان وظائفهم ومصادر ووسائل عيشهم ودمار مساكنهم .. إنه الحراك الشعبي الثوري الواسع النطاق على طول وعرض أرض الجنوب .. حراك متعدد الوسائل السلمية لمختلف فئات وشرائح المجتمع الجنوبي المظلوم ضد النظام اليمني وأحزابه السياسية ؛ حيث قدم كل مواطن شريف مشاركته في الحراك حسب قدراته من أجل انتصار قضيته الجنوبية . ليس ذلك فقط ، بل إنها امتداد للتضحيات التي قدمها الشعب الجنوبي منذ عام 1994م في الدفاع عن الوطن من الغزو العسكري الهمجي على الجنوب .

لقد نشأ الحراك الجنوبي بدون قيادة في مراحله الأولى ؛ فاستطاع أن يصنع قياداته الميدانية لتنظيم وتنسيق نشاطه ؛ فكانت ولا زالت تلك القيادة عبارة عن قيادة ثورية ، وليست شرعية بالمعنى المتعارف عليه ، لكنها احتفظت بمكانتها القيادية واحترام الشعب لها نتيجة لإخلاصها للقضية الوطنية الجنوبية ، ومن خلال عطائها المواكب لحركة الشارع السياسي الجنوبي والنشاط الثوري الجماهيري . واليوم قد حان الوقت لاختيار قيادة شرعية – تشريعية وتنفيذية - للحراك الجنوبي الثوري من خلال " المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي " الذي من المتوقع أن يضم كل القوى السياسية الوطنية المؤمنة بضرورة فك الارتباط والاستقلال وإعادة بناء الدولة الجنوبية المستقلة الحديثة .

وإذا كانت السلطة قد غيرت تكتيكها لإخماد الحراك الجنوبي ، من اسلوب القمع والملاحقة ، إلى اسلوب التفكيك والدس وترك المجال لعناصر جنوبية في الداخل الجنوبي وفي الخارج ، ومساعدة تلك العناصر للتعبير عن نفسها كتيارات سياسية جنوبية من خلال وسائل الاعلام ، بالإضافة إلى قنوات فضائية عالمية وتتحرك بحرية ، بحيث يسمح لها أن تتحدث عن مظالم الجنوب بكامل الحرية ، على أن تبيّن وتؤكد في الوقت نفسه ، على عدم امكانية فك الارتباط أو الاستقلال بالشكل المباشر الذي يهدف إليه الحراك الشعبي الجنوبي ؛ ألا يدل ذلك على إفلاس السلطة ؟ .. فها هي تتوهم بأنها قد نجحت في احداث ارباكات داخل الحراك الجنوبي ، وبالتالي احداث تشويش على الشعب الجنوبي والعالم ، لتجعل منه دليلاً واهياً على وجود انقسامات سياسية في الحراك الجنوبي ، متناسية بأن الحراك هو الشعب الجنوبي الموحد بقوة ، وليس عبارة عن أشخاص .

هل لنا كمواطنين جنوبيين أن نسأل من هم أولئك الذين يجب أن يتوافقوا مع بعضهم البعض لتوحيد الحراك الجنوبي ؟ .. أليسوا عبارة عن عناصر جنوبية لا يزيد عددهم عن أصابع اليد ولا ينتمون إلى فلسفة الحراك الثوري الجنوبي ، وليس لهم أي رصيد نضالي في الحراك ؟ .. ألا نستطيع غداً ، كشعب جنوبي ، أن نحدد اسمائهم ونبيّن أفكارهم ومصالحهم ؟ .. كلا نستطيع ، فاليوم الذي يلي نجاح المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي – عاجلاً أو آجلاً - هو اليوم الذي تبيَضّ فيه وجوه وتسـوَدّ وجوه ! .

وأخيراً ، يبقى للشعب الجنوبي رجاء ! .. أتركونا ، يا من تركتمونا سنين ، فظهرتم بعد شديد المعاناة والتضحيات الجسام .. عودوا لنومكم في العسل .. ثم عودوا إلى وطنكم كمواطنين .

د. عبيد البري       

الأربعاء، 9 مايو 2012

عن وصية السلطان ناصر الفضلي رحمه الله



في بيان للشيخ طارق الفضلي نشرته كثير من المواقع الالكترونية يوم أمس ، أكد فيه أن القادم هو حكم الإسلام والإسلاميين ، قائلاً : " سأضل صامدا في خندقي وأقسم بالله إنني لن أفرط بقضية شعب الجنوب وسأضل حافظا محترما لدماء شهداء الجنوب وشهداء أبين وعلى رأسهم الشهيد المناضل البطل علي صالح الحدي ما حييت وسأستمر مع مسيرة شعبي التحرري وسأساير الواقع الموجود على الأرض دون الالتفات لمواقف المزايدين, المرتزقة الذين حملوا موقفي من أنصار الشريعة عكس ما أردته وما قلته فإذا كانوا يريدون القتال فكان الأجدر بهم أن يتم الاتفاق على إقامة جيش جنوبي حر لمقاتلة الاحتلال قبل أنصار الشريعة, وكنت حينها سأكون أول المنظمين إلى هذا الجيش إما المزايدة لقتال الإسلاميين من أنصار الشريعة فعليهم أن يروا ما يجري من حولهم, فالإسلام وشريعة الله والإسلاميين فرضوا أنفسهم بالقوة كما حصل في ليبيا ويحصل في سوريا أو بالطرق السلمية كما هو اليوم في مصر وتونس والمغرب, وعلى هؤلاء أن يعوا أن زمن حكم الشيوعية والعلمانية والعسكر قد ولا غير مأسوف عليه ودون رجعة وأن القادم هو حكم الإسلام والإسلاميين وعليهم أن يرتضوا بذلك بعد أن رفضوه طويلا وما زالوا في عنادهم وغيهم من هذا الأمر".

ويبدو لي من هذا البيان أن الفضلي قد خلط الحابل بالنابل .. فشعب الجنوب ليس امامه إلا قضية سياسية يجاهد من أجلها تختلف عن قضية " الجهاد " بمفهومه عند " القاعدة ".. وشعب الجنوب هو الذي نشر الاسلام في آسيا وأفريقيا ،  ولن يكن بحاجه لمن يعلــّمه الإسلام ، وأيضا لم يعد يرى أمامه عناصر اشتراكيين ليتبعهم ولا فكر اشتراكي ليسمعه ، وما ذلك إلا عهد قد ولـّى ، وانكشفت لكل فرد في الجنوب الإستراتيجية التي حذر منها المرحوم السلطان ناصر الفضلي وأوصى بها لأولاده !!. ولا يجوز لطارق الفضلي او غيره أن يفرض بالقوة على الشعب الجنوبي أي تجربة في أي بلد عربي  .

فـفي مقابلة أجرتها صحيفة الأمناء مع الشيخ طارق الفضلي ، وأعاد نشرها موقع عدن الغد في 3 فبراير 2011 ، رابط  http://adenalghad.net/news/722.htm ، تحت عنوان :
طارق الفضلي: علي محسن رجل جشع ومحبتي لأسامة بن لاذن لا توصف ..
بـيّن فيها الفضلي تنازله عن منصبه في الحراك السلمي الجنوبي بسبب وجود أعضاء من الحزب الاشتراكي بتاريخهم الظلامي حسب تعبيره ، وأبرز فـيها وصية - في غاية الأهمية -  لوالده السلطان ناصر الفضلي رحمه الله ، في سياق رده على السؤال التالي لصحيفة " الأمناء " :

* هذه السلطة هي من اعادت لكم امتيازاتكم بعد الهدنة ؟
- أجاب طارق : " وما الضير في ذلك انا شيخ واستلم كالآخرين من خيرات البلد لا من يد احد وعموما، أنا انضممت إلى الشعب وأيضا تنازلت عن منصبي في الحراك وتنازلت عن أي شيء آخر وعدنا إلى الشعب مواطنون أحرارا ولن أقف موقف من يتهمني فأرد عليه, فالبعض خونني وأنا اطلب منه أدلة قطعية وواقعية أما اتهامات التخوين والكلام الفاضي الذي درج عليه الرفاق طوال تاريخهم لمن يخالفهم الرأي أو لا يسير  بركبهم الظلامي على شعب الجنوب طوال مراحلهم فمنذ انضمامي للحراك وهم يتهمونني واتهاماتهم مستمرة وسوف تستمر ولن يقتنع الرفاق أبدا لأنهم هكذا مجندون تجنيدا ضد الجنوب ومع الزيود والحجرية هكذا مشكلين.
وأنا سوف أقدم لكم ولأول مرة واعتبرها وثيقة لتنشروها في صحيفتكم وصية من وصايا والدي رحمه الله يتكلم فيها عن هذا الموضوع ويقول فيها بالنص:
 "  اتفقوا أهل الحجرية والزيود على استئصال أي مراكز قوى في قبائل الجنوب ونهب ثروته واستغلوا ضعاف النفوس في ذلك ليقضموا الجنوب من أطرافه ويذرون سكرا على ضعاف النفوس ويلطخون أقوياءهم بأي تهمة " ، هذه واحدة من الوصايا الشاهدة على التاريخ وعلى حقيقة ما يدور في الجنوب بالأمس وما يدور في اليوم وما سوف نواجهه في المستقبل فالموضوع ليس سهلا ".

وفي رد الشيخ صادق على السؤالين التاليين لــ "الأمناء" ، أكد أن دولة الجنوب قد أنتهت في عام 1990 ، وربما كان يريد العلم كما هو حالياً  بدون مثلث أزرق ونجمة حمراء ، وكذلك  أراد إقصاء من كانوا أعضاء في الحزب الاشتراكي من المشاركة في الحراك :

* ألا ترى أنكم بإحراقكم علم دولة الجنوب سابقاً قد انتحرتم سياسيا؟
- أجاب طارق : " هذا ليس علم الجنوب هذا علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي انــتهت في عام  90م ".

* لكن هناك من يرفعه فوق اسوار المنازل ويناضل تحت رايته؟
- أجاب طارق : " الحرق ليس لعلم الجنوب هذه مغالطة ، الحرق كان للنجمة والمثلث الأزرق وهو الذي  يوحي للعالم أن الجماهير التي تخرج هي جماهير الاشتراكي وأن الاشتراكي هو من يقود نضال شعب الجنوب وهذه مغالطة كبرى ونحن نبحث عن الاصطفاف الوطني الجنوبي ونقف ضد كل من يحاول أن يجير تضحيات أبناء الجنوب للمشترك لتصب في نهاية المطاف في جرة سلطة صنعاء وكذلك علم الوحدة التي سقطت في حرب 94م ، وكان الاشتراكي شوكة في قدم الحراك عرقلته 4 سنوات ولم يستطع أن يعيد التجربة التونسية أو الثورة المصرية " .

* قد يقول البعض أن كلامكم مردود عليه خاصة بعد جهود التوحيد التي قادها باعوم واستقالات قيادات من الاشتراكي علنا ترد على كل كلامكم السابق انتم بهكذا تصرفات تحاولون اجهاض جهود التوحيد وخلط الأوراق ... لصالح من كل هذا؟
- أجاب طارق : " أبدا ، حركة ( نجاح ) هي من سيطرت على قيادة الحراك وتحاول جر الحراك إلى حضن الاشتراكي وبالتالي اجتماع زنجبار الاخير يعتبر لاغيا ولن أكون أنا مطية لأي فصيل سياسي أو شخص أو جهة سياسية تحاول القرصنة على نضال شعب الجنوب ".

ويدور حالياً جدل حول طارق الفضلي ، تلك الشخصية التي تعشم به  قادة الحراك خيراً بانضمامه إلى الحراك الثوري السلمي الجنوبي قبل نحو 3 سنوات ، كشخصية اجتماعية تمثل بيت السلطنة الفـضلية ذات التاريخ السياسي في أبـين على مدى عشرات العقود .. وكان من المتوقع أن تلعب دورها الريادي في أبـين أرض  السلطنة الفضلية ، كجزء هام من الجنوب العربي .
 ففي 21 ابريل عام 2009 ، أدلى بتصريح لــ "الأهالي نت" الذي نشرته تحت عنوان :
الشيخ طارق الفضلي: قال لي علي سالم سوف تسمع قريبا ما يسرك ويسر الجنوبيين .
قال الفضلي : " قررت الانضمام إلى الحراك عندما بلغ السيل الزبى ، ولا حياة لمن تنادي ، وكنت دائماً كما كان آبائي وأجدادي محسوبين على الجنوب، ولم أكن يوماً محسوبا على أحد، إلا من يجهل حقيقتنا وتاريخنا ".
وأيضا كان قد أدهشني رده على سؤال "الأهالي نت" :

 *كيف يلتقي طارق الفضلي صاحب الفكر الجهادي مع الفكر اليساري الذي حمل السلاح ضده عام 94 م في اتجاه واحد؟ 
-
 أجاب الفضلي : " لا توجد في العمل السياسي صداقة دائمة ولا عداوة دائمة وإنما مصالح دائمة، ومصلحة أبناء الجنوب جميعهم أن يقفوا صفاً واحداً ضد هذا السلوك الغاشم " .

فبالرغم من أنه لم يحاول الإنـكار في إجابته على هذا السؤال الخطير بأنه "صاحب فكر جهادي" ، وهذا هو السبب في تهمة  " الحراك القاعدي " ، التي حاول النظام إلصاقها بالحراك الجنوبي طيلة الـ 3 سنوات الماضية  منذ  انضمام طارق الفضلي إليه ، ويحاول التذكير بها  كلما أنبرى  طارق ليقول أنه ضد الاحتلال ، إلا إن ذكر  الحكمة السياسية في الإجابة " لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة ، وإنما مصالح دائمة " ، ربما  قد أوجدت عند أهل الجنوب الانطباع بأن الرجل قد أستوعب دروساً كافية في السياسة . وهذا ما سنظل نؤكد عليه  ونرجوه  من كل جنوبي !.

ويبقى أن أقول ، أنني شخصياً ربما سأكون في حرج أمام المئات من أولئك الذين سألوني عن جديّة طارق الفضلي في انضمامه إلى الحراك الجنوبي ، وكنت مدافعاً عنه بقوة بالقول أنه لا يمكن أن يفرط أبداً بمكانة أبوه المغفور له السلطان المعظم ناصر الفضلي .. فالحرج  إذا ما تأكد أن نجل السلطان صار محكوماً وتابعاً لسلطة أنصار الشريعة في أبين ، بدلاً من أن يكون حاكماً لها في إطار دولة جنوبية مستقلة ، حيث جاء في خبر على موقع "عين اليمن" ، تحت عنوان :
الفضلي : القاعدة الشيخ طارق تفرج عن نائب القنصل السعودي والمختطفة السويسرية ..
يقول فيه طارق : إننا نعيش حاليا بين يدي إمارة أبين ، وهم من يسيطرون على المدينة ، وبالضروري أن نحتكم بحكمهم حتى لو خالفناهم  في بعض آرائهم، وباعتباري من أعيان ومشايخ المنطقة ، فقد سعيت إلى إطلاق نائب القنصل السعودي ، حتى أسدد جزءا بسيطا من الجميل الذي قدمه الشعب السعودي لليمن " .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

بقلم : الدكتور عبيد البري
عدن 26 ابريل 2012 

في عهد رجل من أشراف بكيل الجوف .. كان حاكماً للجنوب !!


                          

كما هو معروف أننا أصبحنا اليوم  في حالة دفاع عن  التاريخ الجنوبي والهوية الجنوبية التي حاول الإخوة طمسهما منذ 1994م ، وذلك بعد أن كان الكثير من الجنوبيين يفضلون قراءة  بعض الكتب لتاريخ بلاد اليمن ، وليست لـ"دولة اليمن" التي ظهرت نواتها في ما عُرف بـ"ولاية اليمن" وفقاً لاتفاقية دعّان عام 1911م بين الإمام يحي والدولة العثمانية ، التي بموجبها تم انتخاب الإمام حاكماً لمذهب الزيدية في جزء محدود من ما عرف لاحقاً بـ"المملكة المتـوكلية اليمنية" ، ثم الجمهورية العربية اليمنية ... كتب خلطت تاريخ أبناء عدنان مع تاربخ أبناء قحطان ، وقبائل همدان (حاشد + بكيل) مع قبائل الجنوب العربي التي شكل كل منها في الجنوب كياناً مستقلاً بذاته في تاريخها الحديث كـ(سلطنة ، أو إمارة ، أو مشيخة) ، وتجاهلت – تلك الكتب - الصراع التاريخي على النفوذ بين المذهب الزيدي  والمذهب الشافعي بخلفـياتهما القبلية والتاريخية . ولكن، ترى هل اتخذت شخصيات من قبائل بكيل ، عدن ملاذاً لها ؟!.

جاء في مذكرات الشيخ سنان ابو لحوم [اليمن حقائق ووثائق عشتها] - الجزء الثالث 1974-1990م  (ص266–275) : "حين توتر الموقف بين الشطرين على أثر حادثة اغتيال رئيس الجمهورية العربية اليمنية  احمد الغشمي في 1987 م .. في هذا الجو المشحون بالحماس ضد نظام عدن ، استـدعانا الرئيس علي عبد الله صالح للاجتماع معه بعد ظهر يوم 22 فبراير 1979 م ، ذهبنا الشيخ احمد عبد الله المطري وأنا إلى بيت الرئيس" ... وفي هذا السياق عدّد الشيخ سنان أسماء قيادات الدولة الذين كانوا في الاجتماع ، من بينهم عبد الله الأصنج ، ومحمد سالم باسندوه ، بالإضافة إلى السفير السعودي والملحق العسكري السعودي .. وأشار :

"وجدناهم يناقشون الوضع والمخاطر الآتية من الجنوب ، وكان رأيهم بالإجماع إشعال حرب ضد الجنوب ، وقد اعترضت بشدة على هذا الرأي مبدياً مخاوفي من العواقب ، لأن الجيش في غاية الضعف بعد سلسلة من الإقصاءات . قلت للرئيس : يلزمك على الأقل 5 سنوات للإعداد والتحضير ، وإمكانيات مادية كبيرة لتأهيل الجيش وإعادة بنائه ، وإذا كان هناك حماس من قبل السعودية للحرب ورغبة في دعمها ، فعليها أولاً أن تدفع مبلغاً كبيراً (10 مليار) لتغطية تكاليف تأهيل الجيش وبنائه ثم بعد ذلك نتحدث عن الحرب" .

وبينما كان الجنوبيين يتوقعون ضغطا جنوبياً قوياً من جانب الوفد الجنوبي برئاسة رئيس الجنوب عبد الفتاح اسماعيل على نظام صنعاء للامتناع عن اشعال حرب أخرى على الجنوب ، جاء "بيان الكويت" مدوياً ، حيث احتوى على 5 نقاط  لمشروع وحدة اندماجية بين نقيضين متخاصمين ! ، ألتزم فيها الطرفان على إنجاز مشروع دستور الوحدة خلال 4 أشهر ، ثم تشكيل لجنه وزارية للاستفتاء عليه وانتخاب سلطة تشريعية موحدة للدولة الجديدة في مدة أقصاها ستة أشهر .

وقد كشف الشيخ أبو لحوم عن سر اختياره ، وأهمية وجوده ضمن الوفد الذي ترأسه علي عبد الله صالح لما يمثله من ثـقل قبلي وسياسي في قبائل بكيل كبرى قبائل اليمن ، حيث أشار : " أخبرني الرئيس باختياره لأكون الرجل الثاني في الوفد الذي سيرافقه إلى القمة اليمنية في الكويت .. بعد الانتهاء من إحدى الجلسات ، التقيت بالأخ عبد الفــتاح اسماعيل وقال : (نريد نجتمع معك) ، لبـيت دعوته والتقيت به ، ودار بيننا حديث ودي لا يعد  والمجاملات . قال لي : (أنا من أشراف الجوف ، ومن قبيلة بكيل) ".

وتابع الشيخ أبو لحوم الحديث عن جلسات القمة ، وهو أكثر من يعلم أن قيادة الحزب الاشتراكي كانت واهمة عن وجود تأثير قوي للحزب بين قبائل بكيل ، لكنه أشار : "وقد كان لأمير الكويت فضلاً كبيراً في اقناع الإخوة في الجنوب بأشياء إيجابية كثيرة بالنسبة للشمال ، فما كان من الوفد الجنوبي إلا أن بادر بوضع مقترحات أدت إلى التقارب ، ومن ذلك ما قاله عبد الفتاح لعلي عبد الله صالح : (المهم أن نتوحد ، ولتكن صنعاء عاصمة دولة الوحدة وأنت رئيسها) .. قدم وفد الجنوب تنازلات لصالح الشمال ، لكنهم بالمقابل استطاعوا أن يأخذوا أكثر من ذلك ، بحيث كانت المداولات تخدم وجهة نظرهم ، في حين كان الرئيس علي عبد الله صالح غير مقتنع بما حصل".

وهنا لا بد من التأكيد مجدداً أن الشعب الجنوبي كان ولا يزال يفخر بالتطور الاجتماعي الذي أحدثته الثورة ، حيث ذابت كل قبائل الجنوب وألقت أسلحتها طواعية لتشكل بذلك دولة ذات صفه عصريه في خلال فترة قياسية ، وعلى الأخص منذ قيام الدولة إلى أن غادر عبد الفتاح اسماعيل السلطة بسبب اندفاعه وتسرعه نحو وحدة اندماجية مع قبائل همدان . وقد تجاوزت قبائل الجنوب تلك الوحدة التي كانت ستـصبح بعدها ، بالنتـيجة ، كل مكونات قبيلة "الدولة الجنوبية" موزعة بين حاشد وبكيل ، وربما كان الغرض تقوية قبيلة بكيل المعارضة للسلطة في صنعاء باعتبار أن فرع الحزب الاشتراكي في "الشمال" مكون من قبائل بكيل ، وقائده هو زعيم الحزب الاشتراكي ورئيس دولة الجنوب العصرية ، رجل من أشراف الجوف البكيلية ! .

بقي أن نشير أن من أدخلوا كتب التاريخ السياسي التي امتلأت بها مكتبات دولة الجنوب السابقة ، وشوهوا التاريخ في مناهج الدراسة في مدارس وجامعات الجنوب بغرض "يمننة" تاريخ الجنوب قد فشلوا ، لأن التاريخ يتناول الأحداث السياسية للشعوب والأمم وليس العكس . وسيسجل التاريخ أن شعب الجنوب المواكب لحضارة العصر ، قد احتفظ بتاريخه كأساس لبناء دولة جنوبية جديدة وحديثة تستطيع أن تلحق بركب التطور والتقدم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي العالمي .

  بقلم : الدكتور عبيد البري
عدن 4 مايو 2012م