السبت، 25 فبراير 2012

محاولات ما قبل عام 1990م لضم الجنوب إلى اليمن

         محاولات ما قبل عام 1990م لضم الجنوب إلى اليمن

   من مقال للشاعر الثائر الأديب المرحوم عبد الله البردوني ، نشرته "مجلة الجيش" اليمنية عام 1972م تحت عنوان : "حين يحكمون وحين لا يحكمون" ، اقتبست منه للقارئ الكريم الفقرة التالية كشاهد على المحاولات المبكرة لنظام صنعاء لضم الجنوب إلى اليمن بالاستفادة من التوجهات القومية لمصر عبد الناصر والأحزاب اليسارية العربية التي كانت تحلم بوحدة عربية ، حيث أشار : " في يوم الـ 26 من سبـتمبر تقدمت أسماء تعلن عن تأييدها للثورة نيابة عن تنظيماتها وقدمت اقتراحاتها . وقد لوحظ يوم الثورة أن تسمى الحكم ( باسمين ) " الجمهورية اليمنية " من الساعة السادسة  حتى الثــامنة ، و" الجمهورية العـربية اليمنية" من ثامنة يوم الثورة إلى اليوم . وكان وراء هذه الظاهرة الصغيرة زحام تنظيمي على التسمية بمقدار ما كان الصراع على كيفية المسمى بعد أربع سنوات من قيام الثورة .. وقد تأخر هذا الصراع على كيفية المسمى بفعل الحروب التي تكاثرت فيها الأطراف وتزايدت فيها الأهواء ".

    وللتذكير فقط ، فقد مثلت عدن ملاذاً آمناً للثوار ضد الحكم الملكي ولكل من تضرر من تلك التقلبات في سلطة اليمن ، قبل الثورة وبعدها ، وملاذاً للهاربين من شيوخ قبائلهم ، بالإضافة إلى أنها كانت  مركز جذب للعمالة اليمنية والطلبة ، فزادت معدلات هجرة العمالة اليمنية  إلى عدن ، ومعظمها كانت على شكل عائلات ، فنشأت ظاهرة ( يمننة عدن ) لكثــافة المهاجرين إليها من الحجرية والمناطق الوسطى والبيضاء . وعندما تكونت الأحزاب السياسية التحررية في عدن ، التي شكلت الحركة العمالية رافداً لها ، كان لــ( عـدنيين اليمن ) حضورهم في النقابات العمالية ، وبالتالي في الحياة السياسية الجنوبية بخلفيتها القومية العربية ، وهذا ما أوصلهم إلى قمة الحكم في الجنوب  .
   لقد أستطاع عبد الفتاح إسماعيل الجوفي أن ينقلب على السلطة التقليدية في عدن ، في 22 يونيو 1969م ، ليظفر بزعامة التنظيم السياسي للجبهة القومية . وفي خطابه الافتتاحي لأعمال المؤتمر الخامس للتنظيم الذي أنعقد في مارس 1972م أشار"  : إن نجاح هذه المهمة التاريخية ( يقصد  المؤتمر ) لا يقـتصر على النطاق اليمني ، وإنما سيلعب دوراً أساسيا في أن يكون اليمن مركز إشعاع لساحة الجزيرة والخليج .. يرشد ويضيء طريق الثورة لجميع المناضلين والتقدميين في هذه الساحة التي تشهد مداً ثورياً زاخراً باستمرار ."وكان هذا استفزازاً واضحاً ، ليس للدولة الجارة فقط ، بل لكل الأنظمة العربية التي كانت قادرة على كسر عظم دولة الجنوب الفتية آنذاك ! .
     وبنفس أسلوب الاستعمار   القديم الذي عادة  ما  يبدأ بحرب استفزازية على البلد المراد احتلالها ، ليعقبها اتفاق ثم احتلال ، فقد كانت حرب 1972م على الجنوب ، كرد فعل على استفزاز عبد الفتاح ، وعلى  نتائج ذلك المؤتمر  ، ليعقبها لقاء عبد الرحمن الإرياني  وسالم ربيِّع  في نوفمبر 1972م في طرابلس  اللذان اتفقا على إقامة دولة واحدة تسمى الجمهورية اليمنية ، وأن يكون لها علم واحد ذو الألوان الثلاثة الأحمر فالأبيض فالأسود ( وكان ذلك هو علم الجبهة القومية ) وأن تكون مدينة صنعاء عاصمتها ، ويكون الإسلام دين الدولة ، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع .
    وللغرض ذاته ، عمد حزب حوشي في المناطق الوسطى على استفزاز نظام صنعاء من اجل اندلاع  ثاني حرب بين الدولتين بعد المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي الذي تكون من دمج الأحزاب اليسارية الشمالية الممثلة بحزب الوحدة الشعبية اليمنية (حوشي) بتنظيم الجبهة القومية ، من أجل تثبيت اتفاقية أخرى ، فتحقق المراد بلقاء عبد الفتاح وعلي عبد الله صالح في قمة الكويت في 30 مارس 1979م - وكلاهما من اليمن - للتفاوض على صيغة للوحدة بين الدولتين ،  بعد أن ثبـّت عبد الفتاح المعارضة اليسارية الشمالية في قيادة الحزب والدولة الجنوبية .
    عاد عبد الفتاح من الكويت بمشروع  وحدة اندماجية فورية  رفضته القيادات الجنوبية ، الأمر الذي أدى إلى إبعاده  من قيادة الحزب والدولة إلى المنفى . وبعودته إلى عدن بعد 4 سنوات ، وصل الصراع على السلطة أوجه في مطلع 1986م الذي انتهى بالمشروع الإستراتيجي الذي تم تنفيذه في 13 يناير لتصفية من تبقى من القيادات الشرعية الجنوبية الصلبة ليسهل بذلك الانقضاض على الجنوب وإعلان ضمه جريحاً  إلى دولة "الإسلام "على خلفية الاتفاقيات الثنائية السابقة !... والله المستعان .

بقلم: د. عبيد البري

أتركوا الجنوب .. إن كنتم صادقين!



وكالة انباء عدن (عنا) أتركوا الجنوب .. إن كنتم صادقين!

د. عبيد البري / 05:21م-الاربعاء 16تشرين الثاني/نوفمبر2011
عدن(عنا) استمعنا إلى تصريح اللواء علي محسن الأحمر ليلة عيد الأضحى عن موقف الجيش تجاه الشعب ، مؤكداً بأن قيادة الجيش كانت مخلصة للشعب والوطن عندما تبين لها أن الرئيس كان متورطاً بجريمة ( جمعة الكرامة ) تخطيطاً وتنفيذاً.. وهذا موقف وطني لا جدال فيه . وكان من الطبيعي أيضاً ، أن يكون الموقف هو نفسه في عام 94م لدى الجيش وكل القوى السياسية في أثناء الحرب على الجنوب ، لو أن شعب الجنوب  جزءاً من الشعب اليمني ، أو على الأقل وفقاً لما جاء في إعلان الوحدة  ، خاصة وأن الجنرال أشار صراحةً عن علمه بأن الرئيس قد استثمر الوحدة لخلط كل الأوراق والوقيعة بين كل الأطراف ، والدفـع بالبلاد سريعا نحو حرب 94م .. وهذا في تقديري جزء هام من الحقيقة يتناقض مع الادعاء بأن الجنوب جزء من العشيرة اليمنية .

      إذا كانت مجزرة جمعة الكرامة ، حسب ما جاء في تصريحه : " قد استفزت ضمائر كوكبة كبيرة من القيادات في المؤتمر الشعبي العام والحكومة والسلك الدبلوماسي والعلماء والأكاديميين والمفكرين والمشايخ والسياسيين والمثقفين والوجهاء والأعيان والقبائل فتبرأت من النظام ".. فأين كانت الضمائر من دماء الشعب الجنوبي في ثورته الشعبية السلمية الذي أتخذ من التظاهرات و الإعتصامات وسيلة حضارية للثورة ، عندما عمل النظام عشرات المجازر في الجنوب مشابهة لمجزرة جمعة الكرامة - وإن كان عدد الضحايا في كل مجزرة أقل نسبياً - واستخدم فوق ذلك ، مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الطيران والمدفعية والدبابات على المتظاهرين وعلى منازل المواطنين الأبرياء ، فتجاوز عدد الشهداء والجرحى عشرات الآلاف ، بالإضافة إلى عشرات ألآلاف من المعتقلين والمشردين داخل الوطن وخارجه ؟! .

       وإذا كان الرئيس ، حسب تصريح اللواء علي محسن : "  قد عمد إلى بناء أسرة متسلطة وحكَم المحافظات الشمالية بالاستبداد والمحافظات الجنوبية بالاستعمار" ، فإن على الشمال في المرحلة القادمة أن يتخلص من الاستبداد ومن آثار الحكم الاستبدادي المتراكمة على مدى قرون من الزمن ، وهذا لا شك سيتطلب عشرات السنوات من الجهد الوطني المخلص بالنظر إلى شدة التعقيدات المذهبية والقبلية وغيرها في تركيبة المجتمع في الشمال بما أضافت إليها فترة العشرين سنة الماضية من أفاعي وحيتان وديناصورات . وفي نفس الوقت على الشمال أن يدع الجنوب يتخلص من هذا الاستعمار وما خلفه في الجنوب من مآسي بحق شعب الجنوب الوفي لأشقائه في الشمال ، وما ألحقه  من ضرر بأرض وشعب الجنوب وثروته ، ومن تدمير لمقدرات الشعب ومستقبل الأجيال ، ومن عبث في العلاقات والقيم الاجتماعية .. وهذا أيضاً  سيحتاج لعشرات السنوات !! .. أي أن كل من الشمال والجنوب بحاجة لإعادة ترتيب البيتين وترك الخيار للأجيال القادمة .

      وقد أوضح اللواء علي محسن عن موقفه الجديد الواضح والشجاع من أخطاء الماضي الذي وصل فيه الرئيس علي عبدالله صالح إلى السلطة عندما أشار: " ومن باب الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير أتحمل أنا شخصيا ومعي مجموعة كبيرة من العسكريين والسياسيين والمفكرين قدرا كبيرا من المسؤولية لأننا سكتنا عن الخطيئة وقبلنا ان نكون جزءاً من النظام الذي نتج عنها " ..

     إننا نرى أن الاعتراف بالمسؤولية عن الخطأ لا يكفي بدون إصلاح الخطأ ، بقدر ما تهمنا مسؤولية المسئول في النظام لتحمل واجب إصلاح الخطأ كونه كان ولا يزال جزءاً منه ، وذلك بإعادة الحق لأصحابه والتعويض عن الإضرار والعودة إلى الطريق الصحيح ! .. وعلى الجيش الوطني أن يحمي الوطن ، مثله في ذلك مثل جيوش العالم ، أما حماية الوحدة – إن وجدت –  فهي مهمة شعبية ومرهونة بقناعة الشعب نفسه ! .

     ولم يكن اللواء علي محسن دقيقاً في قوله بأن : " وحدة 22 مايو 1990م أتاحت فرصة تاريخية لليمنيين عندما ارتبطت بالديمقراطية والتعددية السياسية ، وللأمانة والتاريخ لم تكن القيادة حينها جاهزة للديمقراطية وكانت تلك التجربة بحاجة إلى قائد وطني يرعاها ويحافظ عليها ويوفق بين أطرافها" .. إن عدم الدقة في ذلك ، ليس فقط لأن ( فرصة الديمقراطية ) تتناقض مع ( عدم جاهزية القيادة للديمقراطية ) أو مع الزعم بأن تلك التجربة كانت بحاجة إلى ( قائد وطني ) ، بل لأن الحقيقة  موجودة على الأرض وفي النفوس ، وإخفائها يزيد الطين بلـّه ، فلم تعد تلك الحقيقة غائبة حتى عن أبسط مواطن سواء في الشمال أو في الجنوب .. وهل يختلف   وزر الطامعين عن  وزر من فتح الباب لدخولهم ؟!.

      إن الأكثر إثارة في تصريح اللواء علي محسن هي البشرى التالية :

" ومن باب المساهمة في تحصين الثورة قد اعددنا رؤية عملية واضحة لم نتحيز فيها لفئة أو جهة أو حزبا ، فاليمن كلها بلادنا ، واليمنيون هم عشيرة واحدة وجميعهم سيجدون أنفسهم إنشاء الله في هذه الرؤية بما في ذلك المرأة والمهمشون ، ونطالب كل مكونات الثورة الشبابية السلمية الشعبية المساهمة في إنضاج هذه الثورة ، فاليمن بيتنا جميعاً" .

      فتلك الرؤية التي أعلن عنها الجنرال هي رؤية ( الفدرالية ) التي سبق الإعلان عنها في مايو الماضي من القاهرة من أجل وأد ثـورة الجنوب! .. لقد  أسموها : ( رؤية أبـناء الجنوب لحل الأزمة اليمنية ) بالتنسيق مع الإخوة الجنوبيين المتواجدين في الخارج منذ عدة سنوات .. لكن كيف هانت في نظرهم  دماء أهلهم الجنوبيين ، ولماذا يصرفون النظر عن قضية احتلال الجنوب عام 1994م وما رافقه من سلوك همجي ؟!.. لقد قالها الجنرال في تصريحه بصراحة بأن ما حصل كان استعماراً  . ألم يشهد التاريخ بأن كل أشكال الاستعمار تبدأ بالاتفاقيات ؟! .

     لم يكن الجنرال وبقية القوى السياسية والقبلية ، أو المعارضة اليمنية عموماً ، وحدهم من يحاول أن يصرح عن أخطاء معروفة أو يكشف المكشوف حول ما فعله نظام صنعاء بالجنوب منذ احتلاله ، بل أن من يمثل السلطة في ظل هذه الأزمة يحاول أيضاً أن يتنصل بدوره من مسئولية سلطة الجمهورية العربية اليمنية وحدها آنذاك عن جريمة إقامة حرب وفقاً لفتـوى دينية انتهكت مبادئ وأخلاق وتعاليم الإسلام والسلوك الإنساني ، وأن عصابات وشخصيات نافذة عسكرية وقبلية قد عاثت بالجنوب فساداً لا يقل عن مسئولية الدولة الغازية .

     ولأن ما حصل لم يكن له أي علاقة بالوحدة ، بل احتلال وتدمير لدولة الجنوب ومقدرات الشعب ، فإن على الأخوة الذين يدعون الصدق ووجع الضمير أن يحافظوا على ما تبقى من الوشائج الكفيلة بخلق علاقات أمن واستقرار وتعاون بين الشمال والجنوب في المستقبل والتأسيس لوحدة تكافؤ وتعاون وازدهار على أيدي الأجيال القادمة .. ولأجل ذلك أتركوا الجنوب حالاً للجنوبيين إن كنتم صادقين.


د. عبيد البري

عدن

هل حسم الفيدراليون أمرهم ؟!

وكالة انباء عدن (عنا) هل حسم الفيدراليون أمرهم ؟!


الاحد 20تشرين الثاني نوفمبر 2011

عدن (عنا) د. عبيد البري-

جاء في خبر (المؤتمر الجنوبي الأول) على موقع "اليمن الاتحادي"

(( يعقد في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأحد المؤتمر الجنوبي الأول تحت شعار “معا من أجل تحقيق المصير لشعب الجنوب” بعد تأجيله ليوم واحد بمشاركة قيادات وشخصيات من جنوب اليمن. وبرر رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر سعيد سعدان لـ”لجزيرة نت” سبب التأجيل لعدم اكتمال وصول المشاركين في المؤتمر الذي سيعقد في الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت رئاسة الرئيس السابق علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس. وأضاف سعدان أن المؤتمر يمثل “محطة على طريق وحدة الصف الجنوبي والاتفاق على رؤية سياسية للوصول إلى حل للقضية الجنوبية بما يعطي شعب جنوب اليمن الحق في تقرير مصيره”. وأوضح أن هذا المؤتمر يأتي امتدادا للقاء التمهيدي الذي عقد بالقاهرة في يونيو/حزيران الماضي، ويعتقد منظموه أن الوضع الإقليمي والدولي حاليا لا يسمح بتحقيق استقلال الجنوب مباشرة، ويبقى الحل -في نظرهم- هو الدخول في وحدة فدرالية مع شمال اليمن على أن يستمر ذلك لفترة انتقالية يجرى بعدها استفتاء يحدد خلاله شعب الجنوب مصيرهم إما بالبقاء في دولة الوحدة وإما العودة لتكوين دولتهم المستقلة. واعتقلت السلطات اليمنية اليوم في عدن الناشط واعد باذيب والسفير ياسين أحمد صالح والقيادي الاشتراكي عبد الحميد طالب ، في محاولة لعرقلة حضورهما المؤتمر ....... ))
وجاء على نفس الموقع التصريح التالي :
(( قال صالح عبيد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن "الوحدة علي طريقة علي عبد الله صالح لم تكن سوي مقامرة علي شعبنا تم خلالها السطو علي ثروات الجنوب ومقدراته، وتوزيعها كغنائم علي أتباع صالح وأقاربه". ولفت إلى أن المؤتمر يعقد بمشاركة نحو 600 شخصية يمنية من الداخل والخارج، مشددا على أن "الحراك الجنوبي السلمي قدم منذ عام 2007 آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، وكان ملهما لثورات الربيع العربي". ودعا عبيد الحكومات العربية إلي دعم "قضية شعب الجنوب العادلة" ومساعدتهم للتوصل إلي حل جذري لقضية شعب الجنوب الذي تعرض أبناؤه للظلم والتشريد علي أيدي المستفيدين من حكم الرئيس اليمني . واعتبر أن انعقاد المؤتمر في القاهرة "يعد مكسبا سياسيا للقضية الجنوبية وفرصة لتوحيد الجهود والنهوض بقضية الجنوب والدفع بها إلى الأمام وصولا إلى حل يلبي آمال وتطلعات أبناء الجنوب ".))

موقع  " اليمن الإتحادية - Federal Yemen"  كان قد تم استحداثه أثناء انعقاد ما سمي " اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب لحل  شامل للأزمة اليمنية " ، لتعريف العالم - أو التأكيد - بأن الجنوب ليست محتلة من قبل النظام اليمني !.

وكان تأكيد صالح عبيد أن المشكلة التي هم بصدد مناقشتها في القاهرة ، ليست قضية احتلال بل أراد تصويرها على أن علي عبدالله صالح وحده هو من جير الوحدة لمصلحته ولمصلحة عائلته ، قائلاً " الوحدة علي طريقة علي عبد الله صالح لم تكن سوي مقامرة (ربما يقصد مؤامرة) علي شعبنا تم خلالها السطو علي ثروات الجنوب ومقدراته ، وتوزيعها كغنائم علي أتباع صالح وأقاربه" .. فصالح عبيد بذلك يستبعد الآخرين الذين عاثوا بالأرض فساد ، في ظل الاحتلال !.

لقد اعتقد المنظمون لذلك المؤتمر ، الذين بعثوا دعوات للمشاركين أشبه بدعوات الزفاف ، أن قضية استقلال الجنوب من الاحتلال مرهون بأجندات إقليمية ودولية بحسب تصريح رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر الذي أشار : ( "ويعتقد منظموه أن الوضع الإقليمي والدولي حاليا لا يسمح بتحقيق استقلال الجنوب مباشرة، ويبقى الحل -في نظرهم- هو الدخول في وحدة فيدرالية مع شمال اليمن على أن يستمر ذلك لفترة انتقالية يجرى بعدها استفتاء يحدد خلاله شعب الجنوب مصيرهم إما بالبقاء في دولة الوحدة وإما العودة لتكوين دولتهم المستقلة".) .. فهم بذلك يريدون للثورة الجنوبية أن تتحول إلى عمل سياسي لتنفيذ أجندات خارجية !.

يجب التأكيد أن القضية الجنوبية هي قضية احتلال همجي لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية في عام 94م بدءأ بتدميرها بآلة الحرب وقتل سكانها وتشريدهم ونزوح قادة الدولة والحزب ، ثم بالعبث بكل مقدرات الشعب وتاريخه وهويته وثقافته وثروته ، وجعله غريباً عن وطنه خلال سنوات ما بعد الحرب .

الجمعة، 24 فبراير 2012

وهل ستعتبرون الشعب الجنوبي بلاطجة يوم 21 فبراير !؟

http://aden-na.info/Display.asp?page=1010&NewsID=6159#.Ui8ROcbWMrw

وهل ستعتبرون الشعب الجنوبي بلاطجة يوم 21 فبراير !؟

د. عبيد البري / الجمعة 17 فبراير 2012

لا يختلف اثنان في أن الحراك الجنوبي السلمي الذي يعمل على أرض تقع تحت نفوذ وسيطرة سلطة بكل إمكاناتها العسكرية والمالية والاستخباراتية  والإعلامية ، لم ولن يسلم من حملات مضادة من قبل تلك السلطة ، ولكن لأن الثورة التي يقودها الحراك ، قد اتخذت النضال السلمي وسيلة ، فقد استطاع الحراك أن يشل أدوات القمع العسكرية التي  بدأت بالقتل والاعتقالات للمتظاهرين وقيادة الحراك في السنوات الماضية ، فأزداد الفعل الثوري اتساعاً وترسخاً مع  استخدام أدوات القمع والعنف  ضد الشعب الجنوبي الذي أختار أن يتخذ من دم الشهداء في ميادين التظاهرات السلمية أقوى من أي سلاح فتاك . وعندما وجدت السلطة العسكرية اليمنية أنها غير قادرة على إفشال الحراك الشعبي الجنوبي السلمي بالقوة العسكرية ، لجأت إلى اختراق قيادة الحراك - وهذا ما حصل عام 2009م - من أجل أن تسمي الحراك بـ "الحراك القاعدي" ، وعملت على دس عناصر لحضور فعاليات الحراك ومدتهم بالسلاح للتهديد باستخدامه أو للقيام بأعمال قتل أو تقطع للطرقات من أجل اتخاذ مسميات أخرى مثل " الحراك المسلح " ، أو " قطاعين الطرق " .

ومن هنا ، لا نستغرب هجوم وسائل الإعلام والشخصيات السياسية ( الإصلاحية ) على شباب الحراك الجنوبي ، بعد إحراق مخيم ( الإصلاح ) في كريتر الذي اتضح فيما بعد  أن حاميها حراميها ، وأن ما حصل كان نية مبيته لغرض التشويه بالحراك السلمي .. وعلمنا كذلك عن عملية خطف !! .. ولكن عملية الخطف هذه ، كانت أسوا ما في  ذلك السيناريو المرسوم ، حيث أن الخاطف أو المخطوف ، أو كليهما ، لا بد من أن يصير في يوم  ما ، مكشوف .. ولأن عناصر الحراك تعودوا أن يكونوا مخطـوفين على مدى أكثر من 5 سنين ، ولا يملكون وسائل ومهارات الخطف أو أي وسيلة بلطجية ، فإن تهمة "بلاطجة الحراك" ، التي أطلقوها على شباب الحراك مردودة على أصحابها . فهل يمكن لعنصر في الحراك يحمل قضية كبرى أن يميل نحو أي سلوك قد يسيء لقضيته !؟ .

وما من شك في أن اختيار الحراك الجنوبي طريق النضال السلمي لا يعني أبداً بأنه محاصر بنصوص دستورية وقانونية محلية أو دولية ، يسمح له فقط التعبير عن مواقفه وأهدافه الوطنية من خلال المهرجانات والتظاهرات والندوات والاجتماعات وغيرها من الوسائل التي يفترض أن تجد تجاوباً داخلياً وخارجياً ، في ظروف غير تلك التي يمر بها اليمن حالياً ، باعتبار أن الحراك يتبنى قضية شعب ووطن يجب أن تعترف به القوى السياسية في اليمن قبل القوى الإقليمية والدولية ، بل أن أوضاع استثنائية  قد تــُفـرض على الحراك ، فيجد نفسه مضطراً للتصرف وفقاً لمطلب الشعب الجنوبي نفسه صاحب القضية .

ولعل أهم قضية مصيرية هامة وخطيرة  نتوقع أن يتجاوز فيها الشعب الجنوبي قدرات الحراك وتنظيمه ، هي القضية المفروضة عليه بانتخاب رئيس لليمن في 21 فبراير الجاري ، للالتفاف على القضية الجنوبية وجعل العملية مجرد استفتاء على الوضع القائم منذ عام 94م ، فالشعب يدرك تماماً أن مقاطعتها لا تكفي ، بل لا بد من منعها ، وربما  يستخدم وسائل غير سلمية  قد لا توافق عليها قوى الحراك .. وعندها هل ستـتهم السلطة كل الشعب الجنوبي بالبلطجة !؟ .

بقلم : د. عبيد البري
عدن 17 فبراير 2012م

وكالة انباء عدن (عنا) | اراضي عدن المنهوبه

الأربعاء، 15 فبراير 2012

ناسا: عاصفة شمسية تنهي العالم في 2012

وكالة انباء عدن (عنا) | آخر أيام الدحابشة (2)

عدن .. وفك الارتباط مع الجن

بقلم/ د. عبيد البري  
http://marebpress.net/articles.php?id=12667&lng=arabic

 الإثنين 05 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:16 م
عدن .. وفك الارتباط مع الجن

تتداول قصة مثيرة بين المثقفين السعوديين مفادها أن قاضياً سعودياً في المدينة المنورة وقع على صكوك بيع مزورة لأرض لا يملكها البائع . وعندما كشفت الجهات المعنية بعد التأكد من المالك الحقيقي ، بأن القاضي كان على علم بتزوير عقد البيع وأنه تلقى رشوة لذلك ، وجد القاضي أن الجريمة ثابتة ، فأعترف بالرشوة ، ولكنه قال أنه لا ذنب له في ما حدث لأنه مسلوب الإرادة .. وسأله المحققون كيف ؟ فقال أن جنـّي يسيطر عليه ويتحكم في سلوكه ، وهذا الجني هو الذي تقاضى المبلغ وصرفه بينما ظل هو مكبلاً لا حول له ولا قوة ! .. استعان المحققون بأحد الشيوخ المختصين بأمور الجن فانتدبوا له شخصاً مناسباً لهذه المهمة ، فقام بدوره بإجراء اتصالاته مع عالم الجن ، فـتوصل إلى النتيجة التي تــفيد أن القاضي واقع تحت سيطرت أحد الجن فـــعلاً وأنه غير مسئول عن أفـعاله .. وكانت تلك الشهادة كفــيلة بإيقاف البحث في القضية .
ومن نافلة القول ، يمكننا التذكير في ما يخص الجنوب ، أن مشاكل السحر والمس والشعوذة كانت قد اختفت بشكل شبه نهائي من الجنوب في ظل النظام الوطني بعد نيل الاستقلال من الاستعمار والجن معاً ، فقد قامت حكومة الثورة بعد الاستقلال مباشرة بحملة قاسية على رموز السحر والشعوذة وألقت كتبهم في المزبلة ، وقامت بحملة توعية شاملة من خلال فتح المدارس وصفوف محو الأمية التي وصلت إلى أبعد القرى في جميع أنحاء الجمهورية ، فـتـفرغ الكل إلى القضايا الوطنية التي كان في مقدمتها بناء الإنسان باعتباره أساس التنمية ، والسعي نحو تطوير البلد وإيجاد أسس للعدالة الاجتماعية ، بالإضافة إلى نشر الثقافة الوطنية العصرية . وبذلك لم يعد للجن أي وجود في الجنوب مع كل ذلك التزاحم ، ولا وجود لمرضى يعانون من سحر أو مس أوعين أو غيره من الآفات الاجتماعية التي عادت بقوة إلى الجنوب مع الوحدة اليمنية ، وخاصة بعد الحرب على الدولة الجنوبية .
لكن ، بعد مرور سنوات من إعلان الوحدة التي تبعها الاحتلال ، وجد شعب الجنوب نفسه يرجع إلى الخلف غارقاً في فيضان ثقافة التخلف القادمة من وراء تلك الحدود .. لقد جاء الجن إذاً إلى الجنوب ليوجدون الفتن في المجتمع . فتجد هنا من يبحث عن ثأر قديم ، وهناك من يشك بنفسه أو أهله أو مجتمعه بإيحاء من ساحر لئيم.. وهنا طاقات رجال تـُهدر ، وهناك شباب تاهوا عن مستقبلهم .. يستغرب المرء عن حال أهل الجنوب عند التأمل في ما كانوا عليه وما صاروا فيه ، وعن ســر تدفـق جماعات وعائلات إلى أبواب مراكز شيوخ العلاج بالقرآن الكريم .
إن ما يهمنا في أمر الجن والسحرة والشياطين هو الصراع القديم الجديد . فالجن هم الجن ، لكن المجتمع هو مجتمعنا والوطن وطنا، لن نقبل أن يعبث به العابثون أكانوا جناً ظاهرين أو مخفيين .. علينا أن نلاحق الجن وأفعالهم في حلهم وترحالهم ، لا أن نتركهم يلاحقونا ، وعن قضايانا الكبرى يصرفونا ، وعن تجمعنا يشتتـونا ، وعن أهدافــنا يلهونا .. فإذا استطعنا أن نعرف لماذا هم في أرضنا يتكاثرون ، وما الذي منها يريدون ، وعلى ماذا يقتـاتـون ، وبأي طريقة في عقول ناسنا يدخلون ، فبالمعرفة والحق نكشفهم ، ومن أملاكنا وثرواتنا نحرمهم ، وعن ناسنا نبعدهم . وإذا عرفنا عن أشكال مكائدهم ، فلن نتساءل بعد عن أسباب تناقضنا ، أو عما كان من أخطاءات ماضينا .
ألم يكن غريباً ما حصل في أزمة يناير 86 ، دون وجه للخصومة بين الطرفين ، التي كان ضحاياها (رحمهم الله ) هم من تبقى من أفضل القادة من الجانبين ؟! .. لقد صرح الجنرال علي محسن الأحمر بأن الرئيس هو من أشعل النار بين الإخوة المتخاصمين .. وحتى لو لم يصرح بذلك ، فقد كنا أيضا عارفين بأن الشياطين كانوا بينهم موجودين ، وإن لم نكن – أبدا -ً نحن الجماهير مع الجن مختلطين ... لكن سؤالنا لا يزال : لماذا السكوت عن كل ما جرى بالتحليل والاعتذار للشعب الجنوبي من قبل أي من أولئك الباقين ؟ أليس هذا مساً شيطانياً مسيطراً عليهم طول تلك السنين ؟! .
ألا يبدو تأثير الجن والسحر والشياطين واضحاً على بعض الإخوة الجنوبيين ، أفراداً أو جماعة ، وإلا ، لماذا معظم الذين ذهبوا إلى صنعاء صاروا مقيدين ، بل تحولوا من قادة (اشتراكيين) إلى قادة (مؤتمريين أو إصلاحيين) ؟ ... وإلى أي حد كان قد تأثر الزعيم البـيض بالشياطين ؟ .. ماذا دهاه في الفترة من 30 نوفمبر 1989 إلى 22مايو 1990 ؟ .. ولأن الكل كان يعرف أن السيد البيض لم تـُسلب قط منه إرادته ؟.. فليس غريباً أن يعترف بغلطته عندما وجد نفسه في يوما ما بصنعاء مغدوراً به ، تاركاً خلفــه الشعب الجنوبي ومكاسب ثورته ..
ويبقى السؤال المهم إلى حين : أين البيض من توحيد القيادة الفاعلة في الميادين لوضع حد لتدخل أولئك الشياطين ، ونهاية لمعاناة الشعب الجنوبي من شرور السحرة المجرمين ؟ .. بل أين الخطط الثورة لرحيل الاحتلال ؟ وأين المشروع السياسي للاستقلال ؟ .. أين الجهود الدبلوماسية لتعريف العالم بالقضية ؟ .. أين التواصل مع الشعب ؟ .. وأين تعبـئة وحشد الزعيم للجماهير الوفـــيّة ؟! ..
ويسألونك عن السيد حيدر العطاس وصحبـه ، لما لدوافع الشياطين من دلالة .. هل وصل طائر "الهدهد" إليه – من عكس اتجاهه المعلوم - بالرسالة ؟! .. فـقل ربما أن الجن قد دخلوا فــيه من جديد ، ليجد نفـــسه في القاهرة يقول ما لا يريد .. وقد يكون مسلوب الإرادة ، لو ثبت عليه أنه هو من أشار للجن إلى أولئك من أصحاب ( الريادة! ) الذين أيضاً وجدوا أنفــسهم معه في مؤتـمر بالقاهرة يقررون مصير شعب الجنوب لكن بلا سيادة .. استـبدلوا الثورة الجنوبية بـمشروع فــيدرالية ، ونصّبـوا أنفـسهم لها قيادة ! ... فهذا هو كل ما تبقى لهم من إرادة ! .. لا حول ولا قوة إلا بالله !.

صمود شباب المعلى في مواجهة مسيرة الإصلاح دليل على حتمية انتصار الحراك الجنوبي سلمياً

حياة عدن مقالات صمود شباب المعلى في مواجهة مسيرة الإصلاح دليل على حتمية انتصار الحراك الجنوبي سلمياً

  من شاهد شباب المعلى يوم الجمعة ( 3 فبراير 2012م ) في مواجهته الشجاعة للمسيرة التي رتـّب لها حزب الإصلاح اليمني لاقتحام شارع المعلى الرئيسي كاستفزاز للحراك الجنوبي ، عندما تقدم الشباب بمن فيهم من أطفال المعلى لإيقاف تلك المسيرة دون أن يهابوا  الرصاص الحي وكثافة الحجارة عليهم  ، لا بد أن تزيد لديه القناعة بأن نظام صنعاء ومن يواليه من أحزاب أو جماعات أو أفراد سواء في الشمال أو الجنوب لا يزالون يعيشون في الوهم إياه عن اختلال الموازين الذي أدى إلى سقوط عدن بنهاية حرب 94م .. وهذا الوهم والغباء  ليس إلا نتيجة لتكريس معظم إمكانيات الدولة الإعلامية والسياسية ومشروعاتها الثقافية بالإضافة إلى جزء كبير من المال العام - الذي مصدره جنوبي - من أجل إحباط معنويات الشعب الجنوبي وتمزيقه وضياع تاريخه وهويته ، فضلاً عن سياسة الرهان على جيل ما بعد عام 90م الذي أرادوا له أن ينشأ على ثقافة الفساد .

  ولكن ، ها هو جيل ما بعد عام 90م ، الذي تربى في أحضان أمهات وآباء أهل الجنوب ، يثبت أنه بالمرصاد لأي ثقافة دخيلة على المجتمع الجنوبي ، وأنه تعلـّم منهم وبالفطرة عشق الحرية ومعنى الهوية . فمشهد المواجهة يوم الجمعة بين الطرفين كان مفاجئاً جداً ، لأننا كجنوبيين قد فضـّلنا الطريق السلمي للوصول إلى استعادة ما سـُلب مننا بالحرب ، كطريق حضاري يفهمه العالم المتحضر و يستطيع أن يفهـّمه بالضرورة لمن لا يريد أن  يفهم بأن الشعب الجنوبي لا يريد إلا استعادة وطنه المسلوب وحريته المصادرة  .

  إن أبناء الجنوب العقلاء يدركون جيداً أن الشباب من الشمال والجنوب ، ليسوا إلا ضحايا أخطاء سياسات غبية سابقة تجاوزها العصر ، ويجب تجنيبهم ويلات المواجهات العنيفة .. لكن ما حصل ربما يؤسس لمواجهات قادمة بين طرفين أحدهما سالب والآخر مسلوب منه .. فشباب عدن - المعلى تحديداً - لم يستطيعوا تحمـّل مرور مسيرة للإصلاح في المعلى ، لأن حزب الإصلاح قد كشف عن نفسه باكراً عندما شارك بدور رئيسي في احتلال الجنوب عام 94م  ، وشارك  بما تلاه من ممارسات ضارة بأهل الجنوب ، ولأنه كحزب شمالي الهوية   تأسس عام 90م من أجل تدمير الجنوب ، ولا يزال يكرس ثقافة الاحتلال بين الجنوبيين بدعواته السلطوية إلى مشاركة الجنوب في الانتخابات.

  لقد استطاع شباب المعلى أن يصد مسيرة الإصلاح التي بينت للمشاهد والمقاوم معاً ، دون أدنى شك ، بأن نية العنف قد  تم الترتيب لها مسبقاً لأن نظام صنعاء يدرك جيداً أن ما يقوم به حالياً ليس إلا مجرد محاولات يائسة لاختبار مدى قوة الرفض لسياساته في الجنوب ، فلاحظنا كيف تقهقر أولئك الذين تم الدفع بهم من قبل السلطة للمشاركة في المسيرة أمام شباب وأطفال المعلى في خلال ثوان لأنهم يعرفون بأنهم ليسوا أصحاب حق ، رغم الأسلحة النارية وكثافة الأحجار ومسيلات الدموع التي استخدمها الإصلاحيين من داخل المسيرة ، لكن أبناء المعلى تمكنوا بالفعل من منعهم من دخول الشارع بمجرد استخدام أحجارهم  .

  وبالرغم من أن السلطة قد حاولت ، من خلال حزب الإصلاح ، استقطاب الكثير من شباب المعلى كغيرهم  من أبناء مدن أخرى في عدن ، فإن واقع الحال يدل على أن تأثير ونفوذ الحراك الجنوبي في صفوف الجماهير عامة والشباب خاصة ، بما يقوم به من نشاطات التوعية بالقضية الجنوبية ، قد أبطل مفعول كل سياسات السلطة ، وشل معظم تحركاتها الميدانية ، ليس فقط بما هو ظاهر من عمليات تحلل واندثار للأحزاب الموالية للسلطة في الجنوب ، و تراجع العناصر الجنوبية التي كانت موالية لها ، بل أيضاً بتعزيز جبهة المواجهة الشعبية واستعدادها للمقاومة بكل الوسائل المعبرة عن إرادة كافة جماهير الشعب الجنوبي وفي الصدارة منها الشباب .. وهذا هو الدليل على حتمية انتصار الحراك السلمي الجنوبي .

شعار حق تقرير المصير .. مؤامرة على جوهر القضية الجنوبية !


وكالة انباء عدن (عنا) شعار حق تقرير المصير .. مؤامرة على جوهر القضية الجنوبية !

د. عبيد البري - / الأربعاء 4 كانون ثاني يناير 2012
حق الشعوب  في  تقرير مصيرها ، هو المبدأ الذي تم  ابـتداعه  كأساس  لسياسة  إزالة  الاستعمار  بعد الحرب العالمية  الأولى واتخذته  الدول  الكبرى  المنتصرة  في  الحرب احتراماً  لحق الشعوب التي انفـصلت عن الإمبراطوريات  المهزومة  في اختيار مصيرها . ذلك المبدأ الذي  سبــق بكثير وضع القوانين الدولية  التي  تحتـكم لها  الدول حالياً  ، حيث  يشير في مفـهومه  إلى حق الشعوب  في تحديد طموحاتها السياسية  وحقها في اتخاذ  الأساليب  والأشكال  السياسية  لتحقيق طموحاتها  دون تدخل  خارجي من قبل  شعوب  أو  منظمات أجنبية . فهو بذلك  حق أي شعب  في أن  يختار شكل  الحكم  الذي يرغب  بالعيش في ظلـّه  والسيادة  التي  يريد الانتماء  إليها . قال الرئيس الأمريكي (ويلسون) بعد الحرب العالمية  الأولى : " ليس من الجائز مقايضة  الناس بين  سيادة  وأخرى كما  لو كانوا  أموالاً منقولة  أو حجارة  لعب ، وأن  الشعوب لا  يُسيطر عليها ، ولا  تحكم  إلا بناءاً على موافقتها ، وأي تـسوية  إقليمية  تنتج من هذه الحرب  يجب أن  تكون  لمصلحة  الشعوب ذات العلاقة " .

لقد انعقد مؤتمر الفيدراليين في القاهرة  تحت شعار " معاً من اجل تحقيق حق تقرير المصير لشعب الجنوب" ، لتنفيذ  أجندات  خارجية حسب  تصريح  سعيد سعدان  رئيس اللجنة الإعلامية  للمؤتمر  للجزيرة نت   قبل انعقاد المؤتمر ، حيث  أشار : " يعتقد منظمو المؤتمر أن الوضع الإقليمي  والدولي  حاليا  لا يسمح  بتحقيق  استقلال الجنوب مباشرة ، ويبقى الحل - في نظرهم - هو الدخول  في وحدة  فدرالية  مع  شمال اليمن "... وبذلك فالمؤتمر كان لتمرير مؤامرة  الانتـقاص  من الحق الشرعي المحدد  الواضح   للشعب الجنوبي ، كمحاولة خبيثة  لجعل القضية الجنوبية  كقضية  أي  شعب  يبحث  عن حق تقرير المصير ،  ليصبح بذلك  شأن الشعب الجنوبي  في قضيته  كشأن  الشعب  الكردي  أو شعب  الصحراء الغربية  أو غيرهما  من الشعوب التي تتنازع  قضاياها  المصيرية عدة  دول  إقليمية  أو دولية ؟! .

    إن الشعب الجنوبي ، الثابت  بأقدام  راسخة على أرضه التي عاش عليها  دون أي تمييز طائفي أو مذهبي أو عرقي ، هو  شعب عريق  بتاريخه  وبهويته  وبثـقافــته  الوطنية والإسلامية ..  وهو الشعب الذي يشهد  له   التاريخ عن دوره  الفريد - دون غيره  في المنطقة - في  نشر  دين الإسلام والثـقافـة  الإسلامية  إلى أقصى شرق  الأرض  وغربها ، ويتطلع اليوم إلى  إعادة  بناء المجتمع  الجنوبي  بما  يتناسب  مع  صيانة  مختلف الحريات السياسية  والفكرية  ، لن يسمح لكائن من كان  أن يشوش على حقيقة  أن  الشعب الجنوبي قد تحقق  له  سابقاً  كامل  الحق  في  تقرير  مصيره  على  أرض  دولته  الجنوبية السابقة  بإرادته الثورية  ووفقاً  للقوانين والمواثيق الدولية ، وكذلك لاحقاً -  بعد إعلان فك الارتباط عام 94م -  وفقاً  لقرارات مجلس الأمن الدولي  .. إنه شعب  ثائـر على كل  من ساهم في مصادرة  دولته  المعروفة  على الصعيد  الدولي ،  ولا يزال  يرفع  اليوم علمها  عالياً  في وجه قوات الاحتلال ، ولن يسمح  بالأساليب  اللئـيمة التي تتعامل  مع قضيته  كما   لو كانت  قضية  طائفـة  أو جماعة  إثـنية  أو مذهبــية  تحتاج  إلى من  يحدد  لها  حدود الأرض التي تقرر مصيرها عليها .. والله المستعان .

هل قائد الحراك الجنوبي- باعوم - في أيدي مجرمين؟!


وكالة انباء عدن (عنا) هل قائد الحراك الجنوبي- باعوم - في أيدي مجرمين؟!

د.عبيد البري / الجمعة / 4 مارس آذار 2011
عندما علمت بوجود رئيس مجلس الحراك السلمي الجنوبي ، حسن أحمد باعــــوم ، في مستشفى النقيب في عدن أتجهت مباشرة للتعرف على ذلك الرجل الصلب عن قرب . دخلت غرفته ، وعـرّفــته عـن نفــــسي كجراح عـــظام وأريد مساعدتــه لاسيما أن هذه مهمتي الإنسانية قبل أن أكون مؤيداً لقضيته الوطنية ، التي يقودها بصبر لا مثيل له ، ومحترماً لنضالاته الوطنية السابقة ، فهو مثل يحتــــذا في المواجهة الصلبة أمام أخطاء المراحل السابقة في الحياة السياسية للحزب الإشتراكي اليمني الذي كان يوجه سياسة الحكومة في الجنوب قبل إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م.

ســألتـــه: لماذا جئت إلى عدن وأنت تعرف أنك ستكون أمام أعين السلطة،  وكــــيف سمحوا لك بالمرور في الطريق من يافــــــــــع إلى عــدن؟!.

أجاب: "مررنا في نقاط كثيرة ، هم تأكدوا مننا في داخل السيارة ، سمحوا لنا ولم يسمحوا بمرور آخرين كانوا نازلين من يــافع إلى عدن . أنا لا يهــمني الذي سيحصل ، وها أناذا  وصلت لتــوّي ، قبــــــل لحظات".

حاولت أن أتدخل في القضية التي أعرف أنها تهمه أكثر ما صحته ، فــقلت له: في هذا المستشفى يوجد كثير من جرحى الإعتصامات التي قام بها الشبــــاب تضامناً مع إخوانهم في كل من تعز وصنعاء لتغيير  نظام صنعاء ، وأرى شخصياً ، ألا تطلب من الناس ، الذين أتــــوقع أن يزورونك هنا ، التــــركيز على قضية الجنوب فقط ، كون الوضع الآن يحكمه الشارع ، كإمتـــداد للشارع العربي .. فأجاب: "أنا أحترم كلامك ، لــكن الحراك قد بـــدأ بعد إحتــــــلال نظام صنعاء للجنوب مبــــاشرة وهناك شهداء وتضحيات كثــــيرة ، وعمل سياسي منظم منذ وقت مبــــــــكر بعد 7 يوليـو94 .. وهــــــؤلاء أغتـــــصبوا أرضنا   ومقدرات شعبــــــــنا"..

عرفت منه بأنه يعاني من كسر في عظم الفخذ والركبة تم علاجه بـدمج عــظمتي الفــخذ والساق معاً بواسطة ســيخ حديدي ملوّث قبـــل حوالي سنة ، أعقب ذلك حمى خطيرة نتيجة تلوث الرجل كاملة عندما كان في حضرموت بعد العملية .. وقال "وصلت الحالة  إلى الحد الذي جعل بعض الأطبــــاء في الصين يفكرون ببـتر الرجل ، لكني أستمريت في العلاج حقهم تمام ، إلا إن الحالة أنتكست بعد إعتــــقالي في الضالع". وقد تبين لي أنه يعاني أيضاً من أمراض القلب وضغط الدم وقصور في وظائف الكلى .. أقتربت منه  فشاهدت على فوطته البــيضاء التي يلبسها ، بقع الدم والصديد التي كان مصدرها  تــلك الإفـــرازات التي تخرج من تـحت  ضمادة في نهاية الفــــــخذ ، فوق   الركبة . وهذه الحالة بالنسبة لي ، كجراح عظام معروفة ، فالعظم المتأثر بإلتــــهاب مزمن يتجمع فيه وحوله الصديد إلى أن يُوجد له في الأخير فــــتحة أو أكثر إلى خارج الجسم ليستمر خروجه  عدة سنوات تــؤرّق المريض جـداً إذا لـــم يُعـــالج إلتــهاب العــظـم جـراحـياً..

وعدت المريض باعوم بأنني سأحاول مساعدته في اليوم الثاني بعد أن تجرى له  الفـــــحوصات اللازمة لتــقييم حالته وإتخاذ القرار الجراحي المــناسب ، لكنني فــــــوجئت في اليوم الثاني - 20 فبراير الماضي – بخبر يفيد أن  السلــطات اليمنية أخذت المريض إلى مستشفى باصهيب العسكري . وعلمت بعد ذلك ، من  أحد أفــــــــراد طاقم التمريض في مستـــــــشفى باصهيب الذي قال لي أنه هو شخصياً الذي كلفه الطبيب بإحضار إستــــــمارة ملف تـــرقيد المريض من الإدارة ، وعندما جاء بالإستــــــمارة ، رأى العسكر الذين أحضروا المريض إلى المستشفى يعيدونه ثـــانية إلى ظهر سيارتهم  معرضاً للشمس والريح كأنه مجرم خطير يـُقـتــــاد إلى الإعــدام . وأفادت الصحافة ، فيما بعد عن إقتـياده إلى سجن الأمـــن المركزي في صنعاء.

وفــي خلال الأيام الأربع التي تـلت ذلك التعامل اللاإنساني بحق المريض القائد باعوم ، الذي دعا مراراً وتكراراً ، سراً وعلانية ، إلى جعل الحراك الجنوبي سلمياً وحضارياً ، رأينا وسمعنا عن عدد كبـــير من الضحايا بين قتلى وجرحى من المتظاهرين في المحافظات الجنوبية على عكس ما يحصل في مثيلاتها في كل من تعز وصنعاء  وإب  رغم كثافة السكان  والمظاهرات فيها  ، حتى جاء يومها الخامس (الجمعة – 25 فبراير) ليشهد مجزرة المعلا الفظيعة وغيرها في بقية مدن عدن ، ليذكــرني  بما قاله لي باعــوم  بأن السلطة لن تـــقبل أن تـــــسمع من الجنوبيين إلا صوت الطاعة فقط !..

وهنا ، لابد من الإشارة إلى أن قضية المريض القائد ، حسن باعوم

قد تــضيع وسط  ركام الأحـــداث في الشارع اليمني والعربي ، مع غياب بعض القيم الإنســـانية ، وعدم إحتـــرام القوانين والأعراف والمواثيق الدولية عند أولــئك الذين وقع هذا المريض بأيديهم فــــحرموه من حقه فـــي العــــــلاج  ولو - على الأقل - أســــــوة  بالأسرى العرب لدى   إســــرائيل .. فــما بـــــالك  بمريض مسالم ومنهك ، في بلد إسلامي ، قد يتـــــذكر سياسيوها وعلماء الدين فيها ما جاء في تعاليم الإسلام !...

وكالة انباء عدن (عنا) | ماذا بعد لو ضعف الحراك الجنوبي في عدن؟!

وكالة انباء عدن (عنا) | عبثية المبادرة الخليجية بشأن اليمن

وكالة انباء عدن (عنا) | النكبة «جنوبية».. والثورة «يمنية»

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

وكالة انباء عدن (عنا) | أيها الأشقاء الخليجيين.. وماذا عن قضية جنوب اليمن؟!

وكالة انباء عدن (عنا) | مشروع الفيدرالية .. رؤية صنعانية !

وكالة انباء عدن (عنا) | مشروع الفيدرالية .. بجميع نقاطه .. ونقاط عيوبه

المؤتمر الجنوبي في القاهرة .. والابتذال السياسي

http://www.aden-na.org/Display.asp?page=1010&NewsID=5786#.Ui8VO8bWMrx

وكالة انباء عدن (عنا) المؤتمر الجنوبي في القاهرة .. والابتذال السياسي

د. عبيد البري / الثلاثاء 22 تشرين ثاني نوفمبر 2011

عدن (عنا)


بوسعنا القول أن رؤية الفيدراليين قد خلطت بين قضية احتلال الجنوب الهمجي وبين حروب صعده ( الحركة الحوثية ) والمشكلات التي تواجهها الدولة اليمنية ، واعتبروا ذلك تهيئة للثورة الشبابية الشعبية التي أشعلها أبناء محافظة تعز فامتدت فيما بعد إلى صنعاء وبقية محافظات الجمهورية العربية اليمنية .. وهم بذلك يكررون خطاب أحزاب اللقاء المشترك ، مقررين بأن سلطة 7 يوليو هي فقط سلطة علي عبدالله صالح المحتضرة ، أما بقية ركائز النظام الأساسية المنضوية في أحزاب اللقاء المشترك فهم ، في رأي الفيدراليين منزهون من ما حصل في الجنوب ، بل ضمهم الفيدراليون إلى جانب الحراك الجنوبي كمناوئين للسلطة !!.. وهذا ما حوته الفقرة التالية من رؤية فيدراليي القاهرة تحت عنوان


"أسباب الانهيار ... سلطة أسرية قبلية فاسدة" :



(( لقد استغلت سلطة 7يوليو الأسرية حالة التفكك والتشويش والارتباك بين أوساط القوى الوطنية المناوئة لها، والمتمثلة في أحزاب اللقاء المشترك والحراك الجنوبي الشعبي السلمي والحركة الحوثية وبقية القوى والتنظيمات السياسية عموما، فواصلت بعناد امتناعها عن إظهار ولو الحدّ الأدنى من التجاوب مع مطالب شعب الجنوب ثم التوجه نحو المعالجات الجادة والشاملة للمشكلات التي تواجهها البلاد. إن إصرار السلطة الحاكمة في صنعاء على الاستمرار في احتقار وقمع إرادة الشعب في الشمال والجنوب، أدّى إلى حالة من الانسداد السياسي الخطير، وحالة من الانهيار والتآكل لما تبقى من أطلال وهياكل صورية للدولة، نتج عنها ما نراه اليوم من الشروخ العميقة التي حدثت في بنيان ووشائج الإخاء والمحبة بين مختلف شرائح وفئات الشعب جنوبا وشمالا. وكحصيلة طبيعية لتلك الحالة غدا من المستحيل استمرار الأوضاع على ما هى عليه، فتهيأت الظروف لانطلاقة الثورة الشبابية الشعبية العارمة والمظفرة بمشيئة الله. ))



إن اللافت للنظر هو تأكيد الفيدراليين الجازم أن الانتفاضة الشبابية ضد النظام هي استمرار للثورة الشعبية الجنوبية عام 2007م ضد الاحتلال ، محاولين بذلك الخلط بين ثورة الجنوب التحررية وبين مقاومة النظام الذي تتبناه وتديره المعارضة اليمنية ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك في إطار التنافس على السلطة .. وهذا الهدف مكشوف في الفقرة التالية تحت عنوان

" النضال السلمي .. الطريق إلى الثورة " :

((وسيؤرخ المؤرخون الحقيقة التاريخية التي لا يمكن نكرانها أو تجاوزها البتة ، والقائلة بأن الثورة الشبابية والشعبية اليمنية استلهمت نهج النضال السلمي الدءوب والمثابر الذي بدأه الحراك الجنوبي الشعبي السلمي عام 2007م )) .



وبوسع المحلل الحصيف أن ينظر إلى ما جاء في رؤية الفدراليين من حصافة في نظرتهم الثاقبة إلى مسار الأحداث ويوميات الثورة التي تفيد أن حل معضلة الوحدة هي السبيل الضامن لإسقاط النظام ، ويتجلى ذلك من خلال الفقرة التالية في رؤيتهم :



(( إن أية قراءة حصيفة لمسار الأحداث وتطورات وقائع ويوميات الثورة – بجوانبها الايجابية والسلبية - تفضي لا محالة إلى ضرورة الاعتراف بحقيقة إجهاض واهتزاز الركن الأساس لبنيان الوحدة، وهو الشراكة الندية بين طرفيها المتعاقدين، وبالتالي الإقرار بطبيعة الخلل في علاقة الشراكة الندية بين الشمال والجنوب. ولا يستقيم هذا الاعتراف بتلك الحقيقة دون التأكيد كذلك على إن حل معضلة الوحدة، ، إنما هو الضامن الوحيد لتوفير وإنماء الشروط الضرورية للتسريع في عملية إسقاط النظام وتحقيق الانتقال الآمن إلى المرحلة التالية لإعادة البناء.)).



وعلى تلك الطريق التي سلكها الفيدراليون ، فلم ولن يفوتهم أبداً أن يؤكدوا أن شعب الجنوب هو جزءاً من العملية السياسية الجارية في اليمن ضمن العملية الانتقالية بما نتج عنها من تشكيل للمجلس الوطني الانتقالي بشكل ندي شمالاً وجنوباً ، وهذا ما توضحه الفقرة التالية :



((وبما إن القضية الجنوبية هي المهمة التالية الأكثر إلحاحا فمن الضروري التوافق بين كل القوى المنضوية تحت لواء الحراك الشعبي السلمي الجنوبي والثورة الشبابية الشعبية على المشاركة الحيّة النديّة لممثلي شعب الجنوب بكافة رؤاهم ووجهات نظرهم في العملية السياسية الجارية حاليا، وخصوصا ما يجري من مداولات وحوارات حول طبيعة المرحلة الانتقالية وأجندتها وأهدافها.)).



ويبقى القول أن الخوض أكثر في تفتيش دلائل واتجاهات مشروع الفيدراليين المدمر لمستقبل كل من ، ما يسمى الشمال والجنوب ، ليس إلا لزيادة القلق وتعميق للشعور بالخوف من المجهول الذي ينتظر اليمن ، لا يستفيد منه إلا تجار الحروب والمتطفلين على مآسي وآلام الشعوب .

وكالة انباء عدن (عنا) | المبادرة الخليجية ألغت دستور اليمن .. فماذا عن الجنوب؟

وكالة انباء عدن (عنا) | إقليمي عدن وحضرموت .. للحراك الجنوبي

وكالة انباء عدن (عنا) إقليمي عدن وحضرموت .. للحراك الجنوبي

http://www.aden-na.org/Display.asp?page=1010&NewsID=5995#.UmsOvfmiYpF

  
  
  
 
إقليمي عدن وحضرموت .. للحراك الجنوبي 
/ الاربعاء 11كانون الثاني يناير 2012
عدن (عنا)  بقلم: د. عبـيد البري -يستطيع المتابع للحراك السلمي الجنوبي خلال الخمس سنوات الماضية أن يلاحظ أن قيادات الحراك التي كان لها دوراً هاماً في تحريك الشارع السياسي الجنوبي الذي عبر عن رفضه لوجود الاحتلال الجاثم على الجنوب منذ انتهاء حرب عام 94م ، تعاني حالياً من بعض علامات "الغربة" عن الشارع الجنوبي بالرغم من أنها قد استطاعت خلال الــ 3 سنوات الأولى أن توحد الحراك على مستوى الجنوب بشكل عام .. ولكن ، بالنظر إلى التباعد الجغرافي بين المحافـظات ، فإن المجلس الأعلى للحراك السلمي الذي يقود ويجمع محافظات الجنوب الست قد يجد المهمة حالياً أصعب من السابق .

    ولذلك ، من المستحسن أن يقسـّم العمل النضالي للحراك السلمي الميداني على أساس جغرافي إلى إقليمين يخضعان لقيادة سياسية واحدة تمثلها " هيئة رئاسة " ، بحيث تشكل محافظات عدن ولحج وأبين " إقليم عدن " ، وتشكل محافظات شبوة وحضرموت والمهرة " إقليم حضرموت " ، الأمر الذي يتــطلب وجود قيادات سياسية للحراك ترتكز في نشاطها الفردي والجماعي على القواعد الشعبية المتفاعلة معها في إطار المنطقة المعينة .. لأننا كجماهير لا نستطيع أن نقبل اعتبار ، هذا أو ذاك ، قائداً في الحراك إلا عندما  يكون له  قبول جماهيري  في المدينة أو القرية أو المديرية التي يعيش فيها .

    فقادةً الحراك لن يتمكنوا أن يكونوا قادة للثورة الجنوبية إلا إذا استطاعوا القيام بدورهم السياسي الفـــــاعل بين الجماهير من خلال تلمسهم أوضاع وأحوال المواطنين المعيشية والأمنية ، وعلى مساعدتهم في قضايا التعليم والصحة وغير ذلك ، لســـد الثـــغرات الناتــجة عــــن غياب الدولة ، والمساهمة في القضاء على المظاهر الاجتماعية السلبية مثل الثأر والفساد بكل أنواعه ، وفظ النزاعات بين المواطنين ، والنظر في القضايا التي لم تجد طريقها إلى جهات عادلة ، بالإضافـــــة إلى قدراتهم في الإسهام في حشد الجماهير لتحقيق أهداف الحراك السلمي .

 على أن الجماهير تستطيع أن تختار أو تخلق قياداتــها للإقليم بنفسها من عناصر الحراك المخلصة فـــي كل محافظة ومديرية ومركز وحي سكني فيه ، الذين يبرزون من خلال تفــــاعلهم الحي مع الجماهير بشكل مباشر، لتكوين هياكل تنظيمية متماسكة للحراك في كل من الإقليمين اللذان سيسعى كل منهما بدوره إلى صنع أفضل الإنجازات الثورية للحراك في الجوانب السياسية والاجتماعية والتنظيمية والأمنية مع مراعاة خصوصية كل محافــــظة ومديرية ، للإسراع بتخطي كل سلبيات السنوات الماضية منذ ظهور الشخصيات الجنوبية في الخارج التي تدخلت في شؤون الحراك السلمي الجنوبي ، وكذلك لإعداد قيادات ميدانية وسياسية فاعلة على مستوى كل من المحافظات التي ترتبط كل منها عضوياً وتنظيمياً بالقيادة الإقليمية  الموحدة للمحافظات الثلاث المكونة لذلك الإقليم .

    كما أن الترتيب لعقد مؤتمر وطني جنوبي لا بد  أن يبدأ من المراكز والمديريات في كل إقليم ، ومن الخارج ، لكي يبدأ الشعب بممارسة الديمقراطية باختيار مندوبيه للمؤتمر من الشخصيات الوطنية الفاعلة في المجتمع الجنوبي وفي الخارج ، المواكبة بالفعل للثورة الشعبية الجنوبية وحراكها السياسي ، المؤمنة بحق الشعب بالحرية والديمقراطية ، والتي لم تقف يوماً ضد إرادة الشعب الجنوبي وحراكه السلمي ، أو تنتمي إلى أي عمل سياسي من شأنه الإضرار بالهوية الجنوبية ، أو تعمل لمصلحة أي جهة - خارج الجنوب - أو خاضعة لها .
 
 التعليق على المادة
  الاسم :
 البريد الالكتروني:
 البلد :
 
 
  Bold  Italic Underline  
  التعليق *:
 
 
  عدد الأحرف :
  
 

  
 
 

 



 
 

وكالة انباء عدن (عنا) | لماذا يستعجل عبد ربه منصور على سفك دماء إخوانه الجنوبيين !؟

وكالة انباء عدن (عنا) لماذا يستعجل عبد ربه منصور على سفك دماء إخوانه الجنوبيين !؟

http://www.aden-na.org/Display.asp?page=1010&NewsID=6126#.UmsPXvmiYpF

  
  
  
د. عبيد البري 
لماذا يستعجل عبد ربه منصور على سفك دماء إخوانه الجنوبيين !؟ 
د. عبيد البري / الجمعه 10 فبراير 2012
كان إعلان المشير عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام تدشينه لحملة الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن ليخوضها لوحده ، قبل موعد إجراءها بأسبوعين ، مفاجأة مدوية لأسباب عديدة ، أهمها : ( أولاً) أنه أكد في وقت سابق بأنه على يقين بأن تلك الانتخابات لن تنجح إذا تم إجراءها قبل إيجاد حل للقضية الجنوبية ، و( ثانياً ) أنه لم يتعلم من خبرة الرئيس علي عبد الله صالح الذي عمل نائباً له قرابة عقدين من الزمن ، فكان عليه أن يعلم أو يستفيد بأن رئاسة اليمن هي رقص على رؤوس ثعابين لا يحتمي منها القائم عليها إلا بتجنيد كل القوة العسكرية والأمنية اليمنية بدون استثناء ، و( ثالثاً ) ليس مشرفاً لأي إنسان أن يطلب من الناس انتخابه بدون منافس كديكور هزلي لم يحدث ، ولن يحدث في التاريخ ، و( رابعاً ) ليس الرجل أهلاً للغباء  بحيث يُستخدم كاداه  تنفيذية لسياسة أجنبية مفروضة على اليمن ، ولن أزيد تعليقاً على ذلك ! .

   ومع أن أسباب اندهاشنا من تعجل الرجل في المضي نحو  21 فبراير ، الذي اسماه " استحقاقاً انتخابياً " ، هي أسباب كثيرة متعلقة به شخصياً من ناحية ، وبطبيعة الوضع السياسي - الاجتماعي - المذهبي - القبلي في اليمن من ناحية أخرى ، فإن هناك تساؤلات أخرى أكثر تعقيداً ، تتعلق بثورة الشباب ( الذين رموا حجراً ضخما في مياه ظلت راكدة أمد طويل ، على حد تعبير الأخ المشير ) ، عن  ما  خرجوا من أجله إلى الشارع ، وأي نظام قصدوا إسقاطه !؟ .. هل كان النظام  ممثلا بشخص الرئيس على عبد الله صالح فقط !؟ ، وهل كانت المياه الراكدة هي الظلم الذي ارتضوه لأنفسهم عدة عقود ، أم أنها القوة العسكرية وسائر القوى السياسية التي لم تتمكن من حسم المعركة السياسية مع الثورة الجنوبية السلمية !؟ .. وهل اكتفى الثوار بتنصيب المعارض باسندوه  رئيساً لمجلسهم الوطني - رئيساً للحكومة ، وبنائب رأس النظام كرئيس توافقي يستطيع استكمال المهمة التي بدأها عام 94م !؟ . وهل سينتخبون نائب رئيس النظام - نائب رئيس حزب النظام ، بديلاً للرئيس الذي سبق أن رفعوا شعار إسقاطه !؟ . إن كل تلك الأسئلة ستجد لها الإجابة في عبارة متداولة هي : " الحفاظ على الوحدة " التي تمثل القاسم المشترك لكل من السلطة ، والمعارضة ، وشباب الثورة .. ولكن أي وحدة !؟ .

   كما أن الرجل ليس قصير النظر أو فاقد السمع والإحساس ما يجعله لا يستطع أن يدرك أن التصميم الإقليمي والدولي على المبادرة الخليجية كان يجب أن يصحبه متابعة دولية  دقيقة  لبنود الاتفاقية و آليتها  التنفيذية  نقطة  بنقطة حسب  الأولويات التي تضمنتها  آليتها "المزمنة" بالتسلسل ، بما  يكفل  الوصول  إلى  مرحلة الانتخابات بعد استكمال كافة شروط الأمن العام والأمن الغذائي والتمويني للمواطن ، وهذا ما يمكن أن يشجع المواطن على الخروج للانتخاب على خلفية سياسية وأمنية يُعتمد عليها ، وليس كما تملي عليه قوى سياسية وطنية أو دولية يهمها الجمل ولا يهمها الجمال ! .. وهل يُعقل أن يخرج من يتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية  إلى العالم ليعلن تدشين حملته الانتخابية الرئاسية غداة الهجوم المسلح على منزله !؟ .
  
   وإذا كان الرئيس صالح قد استطاع الوصول إلى كرسي الرئاسة بعد أن تعهـّد لزعماء القبائل  أركان نظام صنعاء عام 78م  بالانتقام من الجنوب بعد حربين خسرتها صنعاء ، وهذا حسب ما جاء في  تصريحات  للمرحوم عبد الله بن حسين الأحمر على القنوات الفضائية قائلاً : " قال لنا علي عبد الله ، أعطوني الرئاسة أسبوع واحد لأنتقم لكم من الجنوب " ، وقد حقق لهم ذلك ، ولو بعد حين ، واعتبروه " رمزاً ".. فالأمر لابد أن يكون مختلفاً تماماً في وضع عبد ربه منصور بالنسبة لكل من الشمال والجنوب .. ترى ما  الذي يستطيع التعهد به عبد ربه منصور لأركان نظام صنعاء حتى يقبلوا  به رئيساً عليهم !؟ ، فلم  يعد  لهم ثأراً عند أهل الجنوب ، ولم يكن الجنوبيين يوماً  أعداء  لهم ، بل مظلومين ، سُـرق منهم وطنهم وحريتهم وحقوقهم .
  
   لقد اعترف كل أركان النظام بجدية القضية الجنوبية ، وكان الجنرال علي محسن الأحمر أشجعهم بقوله أن ما حصل للجنوب كان استعماراً ، لكن الكل يريدون الحفاظ على مصالحهم الغير مشروعة في الجنوب ، و يبدو أن عبد ربه منصور هو المؤهل لذلك لأنهم لا يستطيعون إعلان حرباً أخرى على الجنوب ، خاصة بعد أن اشتد عود الحراك السلمي الجنوبي وأصبح هدفه قريب المنال ، وصارت ورقة الانتخابات هي الرابحة في لعبة الصراع السلمي من أجل تحقيق الأهداف السياسية .. فالشعب الجنوبي تعلّم أن مقاطعة الانتخابات لا تكفي لإفشالها ، ولابد من منعها ، وهو قادر على ذلك سلمياً ، والسلطة العسكرية قادرة أيضاً على استخدام القوة ضد الشعب الجنوبي .. وقد تسفك دماء جنوبية كثيرة ، ولكن لن تنجح الانتخابات ، وبذلك سيكون العدو قد نجح فعلاً في خلق عداء أبدي بين ( شمالي وجنوبي ) ، وهذا ما  لا نريد ! . فلماذا  المشير  مصر على تنفيذ مخططات عدائية ضد إخوانه الجنوبيين !؟
 
 التعليق على المادة
  الاسم :
 البريد الالكتروني:
 البلد :
 
 
  Bold  Italic Underline  
  التعليق *:
 
 
  عدد الأحرف :