الجمعة، 13 أبريل 2018

هل اسقاط الحكومة هدفاً من أهداف المجلس الانتقالي الجنوبي



حدد المجلس الانتقالي الجنوبي أهدافه في نظامه الأساسي ، (نشير إليها هنا باختصار) كالتالي: تتمحور أهداف المجلس حول الهدف العام لشعب الجنوب وثورته التحررية المتمثل في استعادة سيادته ونيل استقلال دولته الكاملة السيادة ... وذلك من خلال تحقيق الأهداف المرحلية الآتية:
(1) تحرير الأرض من قوات الغزو والاحتلال. (2) حشد الجهود والإمكانات الوطنية المتاحة وتنسيقها في سبيل إدارة الأرض المحررة وإعادة بناء مؤسسات الدولة. (3) انجاز مقتضيات الاستقلال الإداري والمالي والسياسي عن صنعاء. (4) الحفاظ على وحدة النسيج الوطني الجنوبي. (5) مكافحة التطرف والإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة بالشراكة مع المجتمعين الإقليمي والدولي. (6) تعزيز العلاقة والشراكة مع دول التحالف العربي.

إن هذا الهدف الوطني المحوري المتمثل باستعادة الاستقلال والسيادة لدولة الجنوب المحتل هو الهدف العام منذ احتلال الشمال للجنوب عام 1994 الذي لم ولن يتغير طالما هو هدف كل الشعب الجنوبي على الرغم من تغيُّر الظروف واتساع التحديات الأمنية من المستوى المحلي إلى المستوى الإقليمي والعالمي خلال الفترة التي تبنى فيها المجلس الانتقالي الجنوبي هذا الهدف بتفويض من الشعب الجنوبي . فتلك الظروف والتحديات قد غيرت في وسائل وإمكانات تحقيق الهدف الوطني ولم تؤثر في إرادة الشعب لتحقيقه.

وتبعاً لتغيُر تلك الظروف نتيجة الحرب ، أصدر الحشد الشعبي الجنوبي غير المسبوق في 4 مايو 2017 قراره في "بيان عدن التاريخي" الذي جاء فيه : "إن الإرادة الشعبية الجنوبية الجمعية قررت ما يلي : (أولاً): يسمى هذا القرار (إعلان عدن التاريخي) ويحمل القوة القانونية للنفاذ المستمدة من الإرادة الشعبية الجنوبية. (ثانياً): تفويض القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته. ويخول القائد عيدروس قاسم الزبيدي بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الاجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان. (ثالثاً): يجدد الحشد المليوني التأكيد إن الجنوب كوطن وهوية في حاضرة ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه وإن جنوب ما بعد  4 مايو 2017م ليس كجنوب ما قبل هذا التاريخ على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية. (رابعاً): إن الحقائق الواقعة على الأرض أثبتت عمق متانة الشراكة بين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ممهورة بالدم المشترك والتضحيات المستمرة وصولاً للارتقاء بهذه الشراكة الاستراتيجية لإنجاز الأهداف المشتركة للتحالف العربي لصد خطر المد الإيراني التوسعي ومكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل حاسم لأمن المنطقة"... (أنتهى الاقتباس).

وعند النظر إلى ما ورد في الفقرة "رابعاً" من إعلان عدن التاريخي ، وإلى الأهداف التي وضعها المجلس الانتقالي ، سنجد تطابقاً في الأسس التي بنيت عليها تلك الأهداف بالشراكة والتعاون بين الشعب الجنوبي وشعوب المنطقة بشكل عام ، الأمر الذي يؤكد أن تحقيق الأهداف العامة لدول التحالف هو الضامن لاستعادة الشعب الجنوبي لسيادته على وطنه ، وبالتالي ستمثل دولة الجنوب المستقلة عاملاً حاسماً لأمن المنطقة.
وفي هذا السياق فإن الشعب الجنوبي كان ولا يزال يدرك تماماً أنه ليس بإمكان القائد عيدروس الزبيدي تشكيل قيادة سياسية لإدارة وقيادة الثورة الشعبية الجنوبية التي أصبحت تُعرف بـ"المجلس الانتقلي الجنوبي" دون وجود أي داعم إقليمي ودولي تربطه بالمجلس أهداف ومصالح مشتركة ، وأن أي مصالح مشتركة لابد أن تتحقق على أساس الشراكة والتنسيق والتعاون المتبادل بين المجلس وتلك الأطراف الخارجية لإنجاز كل هدف وطني إو إقليمي في وقته المناسب تبعاً لنضوج الظروف الموضوعية والذاتية التي تساعد على ضمان نجاح الهدف وتكفل تحقيق نتائجه على الواقع.

وبناءاً على كل ذلك لابد من الإجابة على السؤال الأساسي : كيف يتحقق هدف الشعب الجنوبي –المتمثل باستعادة استقلال وسيادة دولة الجنوب- الذي لا مفر منه ، ولابد من الإعتراف به على مستوى كل من الإقليم اليمني والإقليم العربي وعلى المستوى الدولي ؟! .. أليست دولة الجنوب محتلة من قبل دولة الشمال بسياسة الضم على مرحلتين: (الأولى) مرحلة تهديد دولة الجنوب بوجود نصف الجيش الجنوبي في الشمال ، الذي نتج عنه إعلان الوحدة في عام 1990 تجنباً للحرب . (الثانية) مرحلة إفشال الوحدة والاستعداد للحرب ، الذي نتج عنه غزو الشمال للجنوب عسكرياً عام 1994 واستخدام قوة الاحتلال لإقصاء وتهميش الشعب الجنوبي وطمس كل ما له علاقة بدولة الجنوب ؟!.... ألم تكن حكومة الشرعية امتداداً لنظام الاحتلال الواقع على الجنوب منذ انتهاء حرب الاحتلال في يوليو 1994 ؟! ... أليس الغرض من دعوة البعض –التابعين للشرعية- إلى اسقاط الحكومة هو الإيقاع بالمجلس الانتقالي واعتباره مجرد قوة معارضة للحكومة ينافسها على الحكم بهدف تأكيد إنكارهم لوجود احتلال واقع على الجنوب ؟!.

وبالعودة مجدداً لما ورد  في الفقرة "رابعاً" من إعلان عدن التاريخي التي يعمل المجلس الانتقالي بناءاً عليها ، لا يستطيع المجلس الانتقالي الجنوبي أن ينقض شراكته مع دول التحالف العربي التي لا غنى عنها للوصول إلى الهدف الوطني الجنوبي ... فطالما التحالف والمجتمع الدولي يعترف بأن هناك حكومة شرعية متواجدة في عدن ، فإنه من غير المنطقي أن يحاول المجلس اسقاط تلك الحكومة بحجة فسادها لتأتي بدلاً عنها حكومة أخرى فاسدة في ظل بقاء وضع الاحتلال كما هو ... ذلك الوضع الذي يعتبر المجلس الانتقالي أن التحرر منه هو الهدف الذي سيؤدي إلى تحقيق الاستقلال الوطني الجنوبي.
د. عبيد البري

الرمزية والدلالة في علم دولة اليمن الجنوبي



تميز العلم الوطني الجنوبي برموز ودلالات وطنية وقومية عربية وإسلامية فريدة باحتفاظه بأهم الألوان المتفق عليها في الرايات الثورية العربية منذ قيام الثورة العربية التي مثلت اتجاهاً واحداً نحو التحرر والاستقلال ، على الرغم من أنه مر بمرحلتين مختلفتين عن بعضهما:
(الأولى) هي مرحلة الثورة المسلحة ضد الاستعمار: وفيها كان يعتبر علماً للجبهة القومية للتحرير (NLF) ، ويتكون من ثلاثة مستطيلات متساوية ومتوازية لكل منها لون من ثلاثة ألوان مرتبة من الأعلى إلى الأسفل: الأسود ، الأبيض ، الأحمر .. ليرمز الأسود إلى الاحتلال ، والأبيض إلى المستقبل المشرق ، والأحمر إلى الحرية والثورة .
(الثانية) هي مرحلة الاستقلال: تحول العلم منذ يوم الاستقلال إلى علم الدولة المستقلة مع تعديلات جوهرية المعنى ، حيث انعكس ترتيب الألوان الثلاثة ليدل الأسود في الأسفل على ماضي احتلال ، وأضيف اللون الأزرق في مثلث قاعدته إلى السارية ورأسه يشير إلى الاتجاه ليدل على السمو والاتساع ، وتتوسطه نجمة حمراء ... والرمزان معاً (المثلث والنجمة) يدلان على الاتجاه الواحد للثورات العربية .
ويدل اللون الأحمر في النجمة والمستطيل على الثورة والحرية وعلى تخليد دماء شهداء الثورة ... وترمز خماسية الأضلاع المنتظمة في النجمة إلى أركان الإسلام الخمسة وإلى الصلوات الخمس ، حيث لم تظهر النجمة الخماسية إلى الوجود إلا في الحضارة الإسلامية على يد العلماء المسلمين في الفلك والهندسة الذين اعتمدوا رسمها بتنسيق منتظم لأضلاعها الخمسة بحيث يشير أحد رؤوسها الخمسة إلى الأعلى ليرمز إلى التوحيد . وترمز النجمة بشكل عام إلى العلياء والتفوق.
ولما كان من واجبنا التمسك بشرعية استقلال وطننا ، وشرعية هويتنا ، وشرعية ثباتنا على أرضنا ، وشرعية علمنا الوطني الذي يحمل رمزية الإسلام ودلالة الثورة والحرية والمستقبل المشرق ، فعلينا أن نظل نعتز بعلم دولتنا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بما احتواه من رموز ودلالات للدولة منذ قيامها في 30 نوفمبر 1967م.
وللعلم الجنوبي مقاسات رسمية كالتالي:
- الطول يساوي ضعف الإرتفاع.
- تقع قاعدة المثلث الأزرق على السارية ورأسه في نهاية الثلث الأول من المسافة الطولية للعلم.
- النجمة الحمراء تتوسط المثلث الأزرق لتملأ الثلث الأوسط من المسافة بين قاعدته وراسه.

د. عبيد البري

الأربعاء، 4 أبريل 2018

الرمزية والدلالة في علم دولة اليمن الجنوبي


تميز العلم الوطني الجنوبي برموز ودلالات وطنية وقومية عربية وإسلامية فريدة باحتفاظه بأهم الألوان المتفق عليها في الرايات الثورية العربية منذ قيام الثورة العربية التي مثلت اتجاهاً واحداً نحو التحرر والاستقلال ، على الرغم من أنه مر بمرحلتين مختلفتين عن بعضهما: 
(الأولى) هي مرحلة الثورة المسلحة ضد الاستعمار: وفيها كان يعتبر علماً للجبهة القومية للتحرير (NLF) ، ويتكون من ثلاثة مستطيلات متساوية ومتوازية لكل منها لون من ثلاثة ألوان مرتبة من الأعلى إلى الأسفل: الأسود ، الأبيض ، الأحمر .. ليرمز الأسود إلى الاحتلال ، والأبيض إلى المستقبل المشرق ، والأحمر إلى الحرية والثورة .

(الثانية) هي مرحلة الاستقلال: تحول العلم منذ يوم الاستقلال إلى علم الدولة المستقلة مع تعديلات جوهرية المعنى ، حيث انعكس ترتيب الألوان الثلاثة ليدل الأسود في الأسفل على ماضي احتلال ، وأضيف اللون الأزرق في مثلث قاعدته إلى السارية ورأسه يشير إلى الاتجاه ليدل على السمو والاتساع ، وتتوسطه نجمة حمراء ... والرمزان معاً (المثلث والنجمة) يدلان على الاتجاه الواحد للثورات العربية .
ويدل اللون الأحمر في النجمة والمستطيل على الثورة والحرية وعلى تخليد دماء شهداء الثورة ... وترمز خماسية الأضلاع المنتظمة في النجمة إلى أركان الإسلام الخمسة وإلى الصلوات الخمس ، حيث لم تظهر النجمة الخماسية إلى الوجود إلا في الحضارة الإسلامية على يد العلماء المسلمين في الفلك والهندسة الذين اعتمدوا رسمها بتنسيق منتظم لأضلاعها الخمسة بحيث يشير أحد رؤوسها الخمسة إلى الأعلى ليرمز إلى التوحيد . وترمز النجمة بشكل عام إلى العلياء والتفوق.
ولما كان من واجبنا التمسك بشرعية استقلال وطننا ، وشرعية هويتنا ، وشرعية ثباتنا على أرضنا ، وشرعية علمنا الوطني الذي يحمل رمزية الإسلام ودلالة الثورة والحرية والمستقبل المشرق ، فعلينا أن نظل نعتز بعلم دولتنا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بما احتواه من رموز ودلالات للدولة منذ قيامها في 30 نوفمبر 1967م.
وللعلم الجنوبي مقاسات رسمية كالتالي:
- الطول يساوي ضعف الإرتفاع.
- تقع قاعدة المثلث الأزرق على السارية ورأسه في نهاية الثلث الأول من المسافة الطولية للعلم.
- النجمة الحمراء تتوسط المثلث الأزرق لتملأ الثلث الأوسط من المسافة بين قاعدته وراسه.

د. عبيد البري


 من عدن الغد | الرمزية والدلالة في علم دولة اليمن الجنوبي http://adengad.net/news/311109/#ixzz5Bi9IQltD

من يستطيع النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي


المجلس الانتقالي الجنوبي توسَّع وتقوَّى ، وأصبح على وشك الوصول إلى كل حارة وقرية في بنائه التنظيمي وتمثيله الجماهيري .. وعلى كل عاقل أن ينصح الذين يدَّعون أنهم مكونات تابعة للحراك بالالتحاق بهذا المجلس برضا وقناعة إذا أرادوا أن يخوضوا نضالاً منظماً ضد كل أشكال الاحتلال ، وضد كل ما ترتب عنه من نتائج في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فضلاً عن أهمية تنظيم دورهم في النضال ضد الظواهر الخطيرة التي يغذيها الاحتلال مثل الإرهاب والفساد وإثارة النعرات والصراعات المذهبية والطائفية والفتن والثارات وغير ذلك من السياسات الاستعمارية الاستبدادية ، كالتجهيل والإفقار والتجويع وقطع الخدمات الأساسية والرواتب والمعاشات ...إلخ .
نقول هذا لأن الشعب الجنوبي يعرف أن هناك مكونات حراكية لم تكن فقط رافضة الالتحاق بالمجلس الانتقالي ، بل أصبحت تجري خلف الشرعية الاحتلالية ، تأتمر بأمرها وتعيش في كنفها وتتنقل بين العواصم بتوجيه منها لتبدي عداءاً واختلافاً غير مبررين مع المجلس الانتقالي الجنوبي على الرغم من عدم قدرتها على معارضته باسم الحراك . ومعروف أيضاً أن هناك من أصبح يغرد خارج السرب ، باسم الحراك ، في محاولة لنقل الصراع الإقليمي الجاري بالوكالة في اليمن عموماً ، إلى صراع بالوكالة داخل الجنوب حصرياً .
وإذا كان المجلس الانتقالي - بعد تشكيل هيئته القيادية - قد حظي بدعم معنوي ومادي محدود من قبل دول التحالف لإدارة دولة الجنوب المحتلة التي فشلت الشرعية في إدارتها كما كان يفعل أي احتلال استعماري في القرن العشرين ، فإن قبول المجلس للدعم من قبل دولة أو مجموعة دول من التحالف العربي بشكل علني وواضح - في إطار مقاومة شعبية جنوبية معروفة ، ومساهمة "إقليمية" متفق عليها دولياً لحماية الجنوب من التهديدات المستمرة من قبل غزاة الجنوب وقواهم الإرهابية - لا يعني بأي حال ، أن التحالف العربي منقسم على نفسه فيما يتعلق بالرؤية والإستراتيجية تجاه اليمن عموماً وتجاه دولة الجنوب التي لا تزال محتلة من قبل الشمال بشكل خاص .
وبالمقابل فإن دعم دول التحالف العربي للمجلس الانتقالي كممثل للجنوب وشريكاً لها في التحالف يعبر عن اعتراف دول التحالف به ككيان سياسي وبالتالي اعترافاً باستراتيجيته الوطنية الجنوبية التي تختلف -بالضرورة- عن استراتيجيات كل دول التحالف ، مجتمعة أو منفردة . وهذا ما يغيض الاحتلال من المجلس الانتقالي ، الأمر الذي جعله يدفع ببعض الأقلام المأجورة - باسم الحراك - إلى محاولة التشويه بالمجلس بتبريرات واهية ، ومنها -على سبيل المثال- أنه يخضع لإحدى دول التحالف العربي دون غيرها .
د. عبيد البري


من عدن الغد | من يستطيع النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي ؟! http://adengad.net/news/309539/#ixzz5Bi8gkh9h

من يستطيع النيل من الرئيس عيدروس الزبيدي


يتكون المجلس الانتقالي الجنوبي من الأعضاء الذين يشكلون البناء الهيكلي للمجلس بدءاً من نائب الرئيس ورؤساء الدوائر القيادية وجميع أعضاء هيئة الرئاسة ، مروراً بالقيادات المحلية في المحافظات والمديريات ومكاتبها التنفيذية ، وانتهاءاً بأعضاء الفروع في المستويات الأدني (في المراكز والأحياء والقرى لاحقاً)....
وعضوية كل هؤلاء جاءت بقرار من الرئيس عيدروس اسماً اسماً ، بناءاً على قرار الشعب في 4 مايو الذي كلف عيدروس بأن يقوم هو - شخصياً - بإنشاء كيان سياسي تحت رئاسته . وبالتالي فالعضوية التي جاءت بقرار يمكن إلغائها بقرار آخر ، والعضو الذي لا يصلح للمهمة أو لا يحترمها يمكن استبداله بشخص آخر يثق فيه الرئيس الحاصل على كامل الشرعية في التصرف بتركيبة المجلس من خلال التفويض الشعبي له.
وعليه ، فهذا الكيان السياسي المتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي هو عبارة عن منظمة سياسية تضم طيفاً سياسياً واسعاً لنضالات الجنوبيين ضد الاحتلال ، تستمد شرعيتها من شرعية رئيسها ، ويجب أن تخضع لقيادته كفرد ... أي أن هذا الكيان لا يشبه الأحزاب السياسية ، لا في الجانب التنظيمي ولا في الهامش الديمقراطي الذي تتمتع به الأحزاب التي تعمل على مبدأ مركزية القرار. وهذا لا يعيب المجلس الانتقالي بشي طالما اقتضته الضرورة لإنجاز مهام الثورة ؛ وحتى لا يتفاجأ الشعب يوماً ما في المستقبل أن تفويضه للرئيس قد تمت مصادرته بالتمرد من داخل المجلس الانتقالي نفسه باسم الديمقراطية أو بغيرها.

ما هو التوصيف العادل لقضية الجنوب مع الشمال


أنا لست مع من يبحث عن حل لـ"القضية الجنوبية" ، ولا مع من يقول : حل "القضية الجنوبية" بما يرضي الشعب الجنوبي ، ولا مع من يقول : حل "القضية الجنوبية" بما ينسجم مع تطلعات الشعب الجنوبي ، ولست مع من يطالب بانفصال الجنوب عن الجمهورية اليمنية .فكل ذلك قد شوَّه بقضيتنا في مؤتمر الحوار الشامل في صنعاء ، وسمح لأعداء دولة الجنوب السابقة بمناقشتها على طريقتهم ، بل أنهم قد صاروا يبحثون عن جذور لما أسموه بـ"القضية الجنوبية" .

وحيث أن القبول بتوصيف قضيتنا كما يشاء أعداءنا ، ليجعلوا منها مجرد قضية نزاع في إطار التاريخ الواحد والشعب الواحد ، كما يدعون ... فإن ذلك لا يعبر فقط عن غباء من يأخذ به ، بل سيؤدي إلى تعقيد التفاوض الشمالي-الجنوبي المرتقب في الفترة القريبة القادمة .

أليست قضيتنا هي قضية احتلال الشمال للجنوب وما لحقه من ممارسات الإقصاء والنهب والظلم والإذلال وإفقار المجتمع الجنوبي وتجهيله وتشريده وتمزيق نسيجه الاجتماعي أكثر مما فعله أي احتلال عنصري استيطاني ؟!..

ولهذا ، لا بد أن يكون التفاوض على "قضية احتلال الجنوب" وعلى نتائجه ، وليس تفاوض لإيجاد حل لما يسمى بـ"القضية الجنوبية" أو تفاوض على انفصال الجنوب . فلا حل إلا باعتراف المحتل باستعادة استقلال دولة الجنوب وتعويض الشعب الجنوبي عن نتائج الاحتلال .

وعلى الرغم من كل هذا ، قد يقول عملاء الاحتلال بأن ما حصل هو نتيجة خطأ تاريخي ارتكبته قيادة الجنوب السابقة بموافقتها على إعلان وحدة اندماجية بين الدولتين أثبتت فشلها في عامها الأول ، إلا أنهم لا يستطيعون إلا الاعتراف بأن الاحتلال هو الواقع الملموس منذ 7 يوليو 1994 كما اعترف به المحتلون أنفسهم .

 من عدن الغد | ما هو التوصيف العادل لقضية الجنوب مع الشمال ؟! http://adengad.net/news/302986/#ixzz5Bi5jxSaE