الاثنين، 29 ديسمبر 2014

مقومات عقد مؤتمر جنوبي جامع



للحديث عن مشروع مؤتمر وطني جنوبي ناجح لا بد من وجود كافة العناصر التي تسهم في قبول الدعوة إليه وتكفل فاعلية المشاركة فيه ؛ وكذلك وجود العوامل الأساسية لنجاحه ، بحيث تمثل مخرجاته الأهداف التي وُضع المشروع من أجل الوصول إليها بأعلى نسبة ممكنة ، وبالتالي تتحقق بها - أو من خلالها - أهداف وطنية سامية .
ويناءً على ذلك ، فإن مشروعاً وطنياً مثل المؤتمر الجامع الذي ننشده ، يتطلب أن يكون واضحاً أمام جماهير الشعب وضامناً لمشاركتها فيه ، باعتبارها المعنية أولاً وأخيراً بكل من مدخلاته ومخرجاته ، وليست الأحزاب أو التنظيمات السياسية أو المجتمعية وحدها ؛ لان أياً منها أو كلها ، لا تستطيع أن تعبر عن مشروع وطني إلا من خلال مصالحها ، مهما أدعت "وطنية الأهداف" التي قد تتبناها .
وكمحاولة مني للتعريف ببعض المقومات اللازمة لعقد مؤتمر جنوبي جامع ، سأشير في السطور التالية إلى بعض عناوين ورقة العمل التي قدمتها للجنة التحضيرية لمشروع المؤتمر الجامع :
(أولاً)  وضوح الهدف : (أي الهدف العام والأشمـل لعقد المؤتمر)
لا يكفي قناعة أو إيمان جماعات أو أفراد في الداخل أو الخارج بضرورة عقد المؤتمر للمساهمة في انعقاده أو الاستعداد للمشاركة فيه ما لم يتم استيفاء الشروط اللازمة لتحقيق الهدف منه ، وأهمها :
(1)  تعيين الهدف الوطني بشكل واضح لا يشوبه أي غموض ولا يتطلب الاستفهام عنه ؛ والتحديد بالضبط ما هو المطلوب من المؤتمر ، لأن أي تشويش في الرؤية أو غموض في تحديد الهدف وأبعاده هي أول خطوة في طريق الفشل وتشتيت الجهود . وبتحديد الهدف نضمن تفاعل الآخرين معنا ومساهمتهم في النجاح .
(2)  جمع الكل وإتاحة الفرصة لإسهام الآخرين في المؤتمر ..  أي أن لا نفكر بأن المؤتمر يخصنا نحن  ومن يستجيب لنا فقط  بدون جهد مبذول لجذب كل الأطراف ، أو نسمح لآخرين باقتناص فرصة أخرى ينتظرونها لعقد مؤتمر آخر  ويسحبوا معهم كفاءات كثيرة نحن في أمس الحاجة إليها مثلما حصل في تجارب سابقة . كما أن علينا أن نثق أن للآخرين من التجارب  والقدرات ما يضفي على المؤتمر الكثير من الإيجابيات .
(3)  ينبغي أن نضع بعض الأصول (المبادئ) الأساسية أمامنا ونحن نتعامل مع الآخرين لنعود إليها عند ظهور أي توتر في الأجواء أو اختلاف في الآراء ، أو ربما في المواقف .  ويمكن اختصار أهم تلك المبادئ  الأساسية الكفيلة بالحفاظ على الأجواء السليمة والتماسك العضوي بين الجماعات النضالية بالآتي :
(أ)  أصالة الحوار والتفاهم مقابل الاختلاف والتنازع ، وهو ما يقرب الأفكار ويجمع الرؤى وبالتالي يوجد الانسجام الفكري المطلوب .
(ب)  أصالة التعاون والتنسيق مقابل التفرقة والفردية بما يُكمِل النواقص ويسد الفراغات في العمل ويدفع بالجميع نحو أفضل النتائج .
(ج)  أصالة التسامح والعفو مقابل تصفية الحساب أو مقابلة الفعل بالمثل ، لما لهذا المبدأ من أهمية في تصفية الأجواء وتطهير النفوس من أي رواسب أو تداخلات في بعض الأمور.
(د)  ينبغي أن لا ننسى دائماً رابطة الانتماء ووشائج الأخوة ووحدة المصالح والأهداف والمصير الواحد .
(ثانياً) : عوامل نجاح المؤتمر :
(1)  توفر العمل المؤسسي في عمل اللجنة التحضيرية ، وابتكار الآليات السليمة المبسطة واستثمار الفرص المهيأة والطاقات المتوفرة .
(2)  يتطلب من رئاسة اللجنة التحضيرية الإمساك بجميع خيوط إدارة القوى المشاركة في المؤتمر وأن توفّر في نفسها المؤهلات الكافية للسيطرة والتوجيه ، فإنها إذا لم تتفهّم ما يجب عليها فعله تجاه فعل أو رد فعل ، فإنها ستفقد القدرة على التأثير في العمل التحضيري  .
(3)  التحضير الجيد للمؤتمر ببذل جهد حثيث لتنظيم جدول أعمال يرضي جميع الأطراف المشاركة ، حيث أن للتحضير المسبق والتنظيم الكاف  الذي يطّلع عليه المشاركون قبل انعقاد المؤتمر، أهمية قد لا يدركها البعض . ولذلك فإن عدم التحضير المسبق قد يجرّ المؤتمر إلى أمور لم يحسب لها ، وبالتالي ستؤول النتيجة إلى خسارة الفرصة المتاحة للمؤتمر ، وهذا ما قد يحقق فائدة لبعض الأطراف .
(4)  أهمية المكان الذي ينعقد فيه المؤتمر لضمان المساهمة الفعالة والتفاعل الإيجابي مع المؤتمر .
(ثالثاً) وسائل التحضير وآلياته :
(1)  تأمين التمويل اللازم للإعداد ولانعقاد المؤتمر في المكان والزمان المحددين وفقاً لخطة واضحة ، مع ضرورة وضوح مصدر التمويل ، فضلاً عن أهمية تشكيل لجنة مالية للصرف على كل من أعمال التحضير والمؤتمر ، وضمان تحقيق النزاهة والشفافية في جانبي التمويل والصرف .
(2)  تأمين مقر مناسب ودائم لعمل اللجنة التحضيرية وتوفير كافة الأجهزة والأدوات اللازمة للعمل داخل المقر وخارجه .
(3)  توفير أدوات ووسائل الدعاية والإعلام والإعلان على المستويين الداخلي والخارجي .
(4)  إعادة تكوين لجنة تحضيرية ذات كفاءة وخبرة يكون نصفها من قيادات المكونات الرئيسية للحراك السلمي والنصف الآخر محايداً ؛ على أن يراعى وجود نسبة عالية من الانسجام بين أعضائها ، وتعمل بشكل مؤسسي ووفق خطة عمل مزمّنة وتخضع لقيادة صارمة ومخلصة للعمل الوطني وتتكون أساساً  من لجنة عليا ولجان تنظيمية ومالية وإعلامية وفنية .  .
وتستند خطة اللجنة التحضيرية على أساس العمل في الاتجاهين التاليين :
(الأول)  العمل مع مكونات الحراك ومكونات المجتمع :
1.  إعداد المكونات للمشاركة في المؤتمر وعلى الأخص العمل مع تلك المكونات التي تعاني من الانشقاقات من أجل توحيدها ، مثل : مجلسي الحراك (الأعلى والثورة) ، حزب تاج ، اتحاد الشباب ، الحركة الشبابية ، مكونات المرأة ، وكذلك تكتل الأكاديميين ، وغير ذلك من المكونات النوعية . واعتبار هذا العمل شرطاً ضرورياً للمضي نحو عقد المؤتمر .
2.  إجراء ندوات وورش عمل وحوارات مع المكونات وبين المكونات بغرض إشراكها في الإعداد للمؤتمر والأخذ بآرائها ، وضمان مشاركتها فيه ، وعقد اجتماع خاص بقيادة كل مكون للأخذ بخلاصة الآراء إلى المؤتمر .
3.  الإطلاع على برامج عمل المكونات السياسية وعلى هياكلها التنظيمية لتطبيق معايير تمثيل المكونات في المؤتمر .
4.  الاتفاق مع كل مكون أو شريحة اجتماعية على كيفية إعداد قوائم المندوبين من كل منها ، وعلى آلية اختيارهم وعددهم وفقاً لمعايير اللجنة التحضيرية .
(الثاني)  العمل مع الجماهير : من خلال برامج للنزول الميداني للجنة مع قيادات المكونات المشاركة في المؤتمر – يرافقه برنامج عمل للجنة الإعلامية - إلى جميع المحافظات والمديريات يتحقق من خلاله حشد الجماهير لتأييد المؤتمر وجمع آراء ومقترحات كافة فئات وشرائح المجتمع من مختلف المديريات ، وللتعريف  بمعايير وآليات اختيار الممثلين عن كل مديرية ، بالإضافة إلى المساعدة والإشراف - من قبل الفرق المكلفة - على إعداد قوائم المندوبين من المديريات وتحديد آخر موعد لتسليمها إلى اللجنة التحضيرية .
وأخيراً ، إذا كانت هذه النقاط المذكورة هي بعض من المقومات اللازمة لعقد مؤتمر جنوبي جامع ، فإنني أستطيع القول - كعضو في اللجنة التحضيرية – أن معظمها ، إن لم تكن كلها ، غائبة عن اللجنة التحضيرية التي تكونت للإعداد لـ "المؤتمر الجامع لقوى الثورة السلمية الجنوبية على قاعدة التحرير والاستقلال" . وفي الوقت نفسه لا توجد في الأفق أي مقومات أخرى للنجاح ، وهذا ما يستلزم إعادة النظر في اللجنة التحضيرية الحالية وفي موعد انعقاد المؤتمر .

د. عبيد البري

23 ديسمبر 2014م

http://adenalghad.net/news/140323/#.VJk9eF4UBg

الرابطة والاشتراكي ... ألعبوا بعيداً عن ميدان الثورة الجنوبية

 

يستطيع المتابع لنشاط كل من حزبي الرابطة والاشتراكي منذ اندلاع الحراك الثوري الجنوبي أن يلحظ التقلبات في مواقف كل منهما تجاه الحراك وأيضاً تجاه ما يسمى بـ "الهوية" التي اختلط عليهم فهمها – للأسف – بين الدافع للاستحواذ  والدافع للتبعية .
ومنذ ذلك الحين أمرت قيادة الرابطة الأعضاء بعدم الاشتراك في فعاليات الحراك الجنوبي ... ربما يعود ذلك لاعتبارها تمثل رابطة أبناء اليمن ، أو ربما لسبب آخر ، بينما اعتبر الاشتراكي - كحزب يمني ضمن تكتل "المشترك" - بأن الحراك الجنوبي رافداً مهماً لحملة المعارضة اليمنية لإسقاط الرئيس التي بدأت عام 2006م .  .وكلاهما اعتقدا بأن وجود كلمة "اليمن" في اسم كل منهما يدل على هوية حزبية أوسع وأكبر شأناً من تلك المرتبطة بالهوية الجنوبية .
أما الفرق بينهما ، فلم يظهر إلا في 1 فبراير 2014م عندما أصدرت قيادة الرابطة بياناً عن تغيير اسم الحزب إلى "رابطة الجنوب العربي الحر" متنصلة بذلك عن الهوية الحزبية اليمنية ، وفي الوقت نفسه تحاول أن  تنسب إلى حزبها اسم دولة "الجنوب العربي" !! ... في حين لا يزال الحزب الاشتراكي يدافع عن أهمية سعيه إلى الوحدة والحفاظ على هويته الحزبية اليمنية .
وفي ندوة نظمها حزب الرابطة في 12 يناير 2009م حول الوحدة اليمنية وإمكانية تصحيح الأخطاء التي رافقتها ، دلّت مداخلة السيد عبدالرحمن الجفري على أن حزب الرابطة كان أكثر حرصاً من الاشتراكي على وضع الأساس القوي للوحدة اليمنية قبل إعلانها ، حيث أكد فيها أن حزبه جاء إلى اليمن قبل الوحدة
وطلب من القيادة آنذاك أن تعمل على وحدة "الشعب في الجنوب" ليكون الأساس في وحدة اليمن شمالاً وجنوباً !! .
والمعروف أن حزب الرابطة وجبهة التحرير كانا أهم الأحزاب التي تصارعت مع الجبهة القومية (تمثل جزءاً من الحزب الاشتراكي بعد عام 78م) أثناء الكفاح المسلح في الستينيات قبل الاستقلال وبعده .. وقد عاد حزب الرابطة إلى اليمن بعد انشقاقه إلى حزبين ، أحدهما هو حزب رابطة أبناء اليمن (رابطة الجنوب العربي الحر حالياً) برئاسة الجفري ، والآخر ظل محافظاً على اسم رابطة الجنوب العربي برئاسة الشيخ بن عجرومة . ومع ذلك يبدو أن الحزبين - الرابطيين – متفقان على المشاركة في المؤتمر الجامع لقوى الثورة السلمية الجنوبية .
لكنه يبقى السؤال : هل يدفع حزب الرابطة - حالياً - نحو مؤتمر جنوبي جامع (عاجل !!) قبل أن يعلن الجنوبيون في الحزب الاشتراكي عن عودة "الحزب الاشتراكي الجنوبي" بحيث "لا يجمع" معه – في المؤتمر - أياً من جنوبيي الاشتراكي ، كمغضوب عليهم ، حتى وإن كانوا لا ذنب لهم ؟ . !


د. عبيد البري

http://www.yafa-news.net/archives/131792