الأربعاء، 15 يناير 2014

عن محاولات عرقلة المؤتمر الجنوبي الجامع لقوى الثورة الجنوبية


قبل أيام ، ظهر للجنوب مكون جديد ، باسم "البرلمان الجنوبي" الذي قال عنه الدكتور عبد الرحمن الوالي في يوم الإعلان عن تأسيسه ، بأنه المكون الوحيد الذي يضم كل المكونات الجنوبية .

واليوم يطلب الدكتور الوالي من الرئيس علي ناصر - في رسالة وجهها إليه - لإدراج البرلمان ضمن اجتماع "عاجل" دعا إليه ليضم مختلف القوى السياسية والاجتماعية والدينية والقبلية التي ستتصرف بقضية الجنوب بناءاً على الفكرة الواردة في بيان علي ناصر يوم 12 يناير 2014 ووصفها الوالي بــ "ممتازة" .

أما عن "التصرف بالقضية" ، فقد دلت عليه الفكرة "الممتازة" في البيان الذي ينص على : (تدارس الوضع واتخاذ المواقف والقرارات اللازمة حيال قضية شعبنا الجنوبي والدفاع عنها وإيصالها إلى مرفأها الآمن) . وأما عن التعجيل فلا ندري ما هي "العلاقة" بين كل من التأسيس العاجل للبرلمان ، والدعوة العاجلة للاجتماع ، والمقترح العاجل بالأسماء التي يقول عنها الوالي : " لا مفر منها لإنجاح اللقاء في القاهرة" ؟! .

وأما عن اقتراحاته في الرسالة الموجهة لعلي ناصر ، فإن لي أيضاً ملاحظات وتساؤلات أخرى ، أستطيع إيجاز أهمها بالآتي :

(أولاً) لقد حدد الوالي عدد القوى الجنوبية بأسماء كالتالي : (1) مؤتمر القاهرة (2) قوى الثورة السلمية (3) قوى الحراك السلمي (4) حزب الرابطة (5) البرلمان الجنوبي (6) المؤتمر الجنوبي الجامع .
وبصرف النظر عن تغيير وصف هذه المكونات في سياق مقترحاته من "قوى جنوبية" إلى "فئات" ، كان عليه العودة إلى قراءة نص تلك الفكرة "الممتازة" التي شملت : (مختلف القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية والقبلية) .

(ثانياً) "المؤتمر الجنوبي الجامع" لم يعقد بعد ، أي أنه غير موجود في الواقع ولن يكون له أهمية لديهم طالما لقاؤهم الميمون كفـيل بالتصرف بالقضية إياها .

(ثالثاً) أن قوى الحراك السلمي تتمثل بكل ناشط جنوبي "يريد" تحرير واستقلال الجنوب - بقوة كلمة "يريد" كمفهوم نضالي - وأن جماهير الجنوب تدرك أن الثورة السلمية هي نفسها الحراك السلمي على الرغم من وجود فصيل أراد أخذ صفة الثورة وآخر يحمل صفة المجلس الأعلى للحراك .. على أساس خلافات غير ثورية معروفة !.

(رابعاً) إذا عرفنا أن هناك قوى للحراك الثوري الجنوبي تناضل منذ العام 2007م من أجل التحرير والاستقلال كحامل لقضية الشعب ومعبر عنها بوضوح ، فكيف تتساوى مع غيرها من القوى الأخرى - في التمثيل إلى ذلك اللقاء الذي يدعون إليه - كمكونات قديمة أو حديثة ؟!.

(خامساً) لم يعلن مؤتمر القاهرة بعد تراجعه عن مشروع الوحدة الفيدرالية بين ما يسمى الشمال والجنوب ، وعن اكتفاؤه بالمطالبة بوضع فقرة في الدستور اليمني تحتوي على "حق شعب الجنوب" في تقرير مصيره ، فعن أي قرارات ومواقف يتحدثون للدفاع عن القضية في لقاء مكون من 18 اسماً مقترحة ؟!.

وأما الخلاصة ، فالظاهر أن هناك مساعي من الخارج الجنوبي لعرقلة عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع لقوى الثورة السلمية للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة المستقلة كاملة السيادة على أرض الجنوب ، حيث سيمثل المؤتمر كل مناطق الجنوب وكل شرائح المجتمع وسينتج عنه قيادة جنوبية موحدة وبرنامج سياسي موحد .. وهذا ما لا ترضى به القيادات الحزبية الجنوبية .

د. عبيد البري

14 يناير 2014