الأربعاء، 26 يونيو 2013

العصيان المدني الهادف .. والعصيان المدني في تقرير بن عمر

            

العصيان المدني ليس عملاً حماسياً ، بل هو عمل شعبي واعي وهادف ، وليس هناك  من لا يعرف الأسباب والضرورات السياسية التي تستدعي القيام بالعصيان مدني .. ولذلك ليس صادقاً من يدعو إلى عصيان مدني بدون تحديد الهدف المباشر لهذا النشاط الجماهيري .
ولكن كيف يتحدد الهدف ؟!
يختلف العصيان المدني عن الإضراب الذي تدعو إليه النقابات العمالية لتحقيق مطالبها ، فعندما يتعصى العمال ، مثلاً ، على صاحب المصنع الظالم فهم يهدفون إلى تعطيل عمل المصنع وبالتالي  إغلاقه .
ما دور الوعي بعملية العصيان ؟! ..
يدرك جميع العمال بأنهم ملتزمون أخلاقيا أمام بعضهم البعض بتحملهم النتائج المباشرة لقرارهم في ما يخص مستقبل وضعهم المعيشي كجزء من المجتمع .. وأهمية ألا يبقى منهم من يقوم بتشغيل المصنع .. وهكذا يتعطل عمل المصنع فيتحقق الهدف المباشر لتلك الجماعة .
وبالمثل ، هناك أهداف أخرى مباشرة للعصيان المدني أهمها : تعطيل نشاط الشركات التجارية الكبرى ، والموانئ البحرية والجوية  ومؤسسات النقل والمواصلات والسكك الحديدية ، والمناجم  واستخراج وتكرير النفط ، والبنوك الكبرى ، بالإضافة إلى مقاطعة شعبية تامة للبضائع المحتكرة للسوق .
وماذا عن الهدف الغير مباشر إذاً ؟!
عندما يسود الوعي الجماهيري وتتوحد الإرادة الشعبية بضرورة إجبار النظام المستبد على تسليم السلطة  أو إجبار المستعمر على الرحيل ، فإن إحداث شلل تام  لحركة الاقتصاد الذي ترتكز عليه تلك الدولة سينتهي مبرر وجودها كدولة مستبدة ، وبالتالي تتلاشى سلطاتها التي (كانت) تقوم بدور الحماية لمصالحها الاقتصادية ، فتضطر مُجبرة لتسليم السلطة للشعب .
وفي هذا السياق ، هل يهدف العصيان المدني في الجنوب إلى التحرير أم  إلى الضغط على السلطة لتلبية مطالب محددة ؟! ..
أشار السيد جمال بن عمر في سياق تقريره الأخير إلى مجلس الأمن الدولي ، إلى العصيان المدني في الجنوب وكأنه نوع من نشاطاًت المعارضة لغرض استبدال العمل الثوري الجنوبي بـ" أعمال عصيان مدني" ، وحاول أن يبيّن أيضاً بأنه عملية ضغط  منظمة لغرض معالجة مظالم رئيسية على الجنوب في إطار تلك الدولة الفاشلة قائلاً :
" لوحظت أعمال عصيان مدني منظمة أسبوعياً ، ينجم عنها أحياناً جرحى  وقتلى . كان تشكيل لجنتين لمعاجلة قضايا الاستيلاء غير القانوني وغير المشروع على الممتلكات ، وقضايا الفصل التعسفي من الجيش والخدمة المدنية ، خطوة أولى بالغة الأهمية على طريق معالجة المظالم الرئيسة ".
ورأى السيد بن عمر أنه يمكن الحد من تصاعد العصيان المدني بمد السلطة بالمزيد  من المال لتقديم علاجات فعالة لتلك المظالم ، حيث أضاف : " لكن ، بينما تواصل اللجنتان مساعيهما الحثيثة لجمع الشكاوى والحالات وتوثيقها ، فإنهما ستحتاجان موارد أكبر بكثير لإنجاز مهامهما وتقديم علاجات فعّالة . علاوة على ذلك ، إن لم تتخذ الحكومة مزيداً من إجراءات بناء الثقة أو تحدث تحسيناً ملموساً في الحياة اليومية للناس ، ستزداد الأصوات الغاضبة وتتقلص مساحة الحوار" .
وأخيراً ، دعونا  نسأل أولئك  الداعين  إلى "عصيان الحياة المدنية في الجنوب" ، لماذا  يستهدف عصيانهم الطرقات والمدارس والمستشفيات والمحلات التجارية الصغيرة ؟! .. وما أهمية  ما  قاله جمال بن عمر أمام مجلس الأمن الدولي عن العصيان المدني الجنوبي ؟! .
والله المستعان .

د. عبيد البري


الاثنين، 24 يونيو 2013

مساحة للتفــــكير

                               

(1) مقارنة بين ظهور ضرس العقل وظهور القيادات الجنوبية السابقة
يرتبط ظهور ضروس العقل بالعمر ما بين الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين ، ففي نهاية هذه الفترة يكون عقل الإنسان قد وصل إلى مرحلة من التمام والنضوج واكتساب الوعي ؛ لكن الواقع أنه ليس كل من ظهر له  ضرس العقل صار راشداً عقلياً .
في الفكين الطبيعيين يظهر ضرسان من ضروس العقل  في كل منهما - بحكمة الخالق سبحانه وتعالى - لتؤدي دورها في  ضم جميع الأسنان إلى بعضها لمنع تراكم الطعام بينها فتحد من تسوسها ، وأيضا لزيادة القدرة على طحن الطعام . أما إذا كان أحد الفكين أو كلاهما غير طبيعيين في الشكل ، فقد لا يجد ضرس العقل مكاناً كافياً له في الفك في نهايتي صف الأسنان ، وفي هذه الحالة إما أن يظهر جزءاً منه فقط  أو يظهر في اتجاه غير طبيعي مسبباً - في كلتا الحالتين - الكثير من الإزعاج لصاحبه ، مثل :
تغيرات في رائحة وطعم الفم ، وعض جدار الفم ، وآلام في الفك والعين والأذن والرأس وجروح اللثة وتورمها ، ثم التهاب تقيحي للثة تصاحبه حمى وصعوبة  في فـتح الفم  وتعب وإعياء وغيرها  من الأعراض التي غالبا ما  تـأتي وتذهب مراراً على مدى شهور .
والأخطر أن عدوى البكتيريا التي " تعشعش " حول ضرس العقل تنتقل إلى الرقبة والرأس وأجزاء أخرى من الجسم أو تتحول إلى التهاب مزمن فيبقى الدم ملوثاً بها مما يجعل الجسم عرضة لأي مضاعفات تلوث لأعضاء أخرى في أي وقت .
وفي حالات النساء الحوامل ، يؤدي ضرس العقل الغير طبيعي إلى حدوث أخطار على المواليد مثل عدم اكتمال نمو المخ والقلب وبعض أعضاء أخرى من الجسم ، وبالتالي فقد يعيشون في مستقبل غير سعيد  لعدم خلع ضروس العقل المائلة لدى أمهاتهم !!.
والحال كذلك بالنسبة للثورة الجنوبية ، فالحراك الجنوبي قد انتظر القيادات السابقة عند نضوجه كما تنتظر الأسنان المتباعدة دور ضروس العقل لضمها إلى بعضها ومنع أسباب تسوسها ، لكن تلك القيادات لم تأخذ مكانها كما يجب ، فكان ظهورها على الحراك - الواعي ثورياً - كظهور ضروس العقل لدى إنسان ناضج لا يحتمل فكه - من حيث الشكل - أن يتزاحما عليه ضرسان في وقت واحد ، وبالتالي يضيع وقتاً ثميناً من مرحلة نضجه بحثاً عن علاج لذلك الوضع الصحي السيئ !.
(2) أكبر رؤساء العالم سناً
في زيمبابوي لم تستطع اللجنة المسئولة عن كتابة الدستور في العام الماضي العمل بمقترحات تحديد سن رئيس البلاد بسبعين عاماً لاعتراض حزب الرئيس روبرت موجابي (89عاما ، ورئيسا منذ عام 1980) على تلك الفكرة ، بل سمح الدستور للرئيس بالبقاء في منصبه حتى التاسعة والتسعين من عمره .
كيف نفسر رتابة رد الفعلٍ في أي مجتمع قبلي يثق بالولاءات أكثر من ثقته بالقانون ؟! .. وهل ستصعب علينا  أي تأويلات أو قول بأن تحديد السن هو إقصاء متـعمد ضد فلان أو جماعة الفلاني ؟! ..
ألا يجب على أي لجنة مكلفة بصياغة الدستور أن تفكر بهذا الأمر لأهمية وضرورة أن يكون الرئيس أو الوزير أو النائب في وضع صحي يمكنه من أداء مهامه السياسية بعقلٍ سليمٍ  وجسمٍ سليمٍ ؟! ..
لماذا تـتـناسى شعوب العالم الثالث أن من تجاوز الستين عاما من العمر قد يصير مشغولاً بأموره الصحية أكثر من انشغاله بأمور البلد ومعيشة المواطن مهما كانت خبرته السياسية ؟! .. ألا تضمر خلايا المخ وتضعف الذاكرة مع التقدم في السن ، فضلاً عن أمراض القلب والضغط  والسكري والمفاصل وغيرها من الأمراض المصاحبة للشيخوخة ؟! .
وما الذي يجب أن نفكّر بـه اليوم  من أجل قيادة جديدة لوطنٍ جنوبيٍ جديدٍ ؟! ..


د. عبيد البري

زحفاً أو على الأقدام !! .. قبل الإعلان عن "أزمة حضرموت"

    

مثّـل الجرح النازف في حضرموت أقدم الجروح الجنوبية منذ غزوها في يوليو 1994م بدءاً باستشهاد  الأبطال الذين دافعوا عنها أثناء الغزو واستشهاد كبار قادتها ، مروراً بشهداء الانتفاضة الشعبية ، أبرزهم بن همام وبارجاش في ابريل 1998م ، وانتهاءً باستشهاد المئات من أبطال الحراك الثوري السلمي الجنوبي الذي كان آخرهم شهداء الحملات العسكرية العدوانية الأخيرة التي تقوم بها سلطات صنعاء ضد مدن حضرموت بغرض ضرب الحراك الجنوبي لإجهاض الثورة  وخلط الأوراق ، بحيث تجعل من حضرموت قضية منفصلة ، لتـنفرد بها - أي حضرموت - بمعزل عن بقية الجنوب وقضية شعب الجنوب الموحد ، فتستمر في نهب ثرواتها لأطول فترة ممكنة في ظل سياسة قد يسمونها غداً - مع من لهم مصلحة في ذلك - بـ : "أزمة حضرموت/أو الأزمة الحضرمية" .

وليس غريباً أن تكون حضرموت هدفاً  لهيكلة الجيش اليمني بالقرار الرئاسي الشهير الذي بموجبه تمت الهيكلة قبل  تشكيل  لجنة الهيكلة في مؤتمر الحوار اليمني .. حيث وزع القوات المسلحة  على المناطق حسب الأهمية والخطة المعدّة سلفاً . وليس غريباً - بحسب القرار - أن نجد نحو ثلثي الجيش اليمني في أرض حضرموت . فهل ذهبت للدفاع عن الحدود الدولية ؟ .. بالطبع لا ، لأن الحدود آمنة عسكرياً لكنها ستظل مفتوحة للإرهاب والمخدرات ؛ ولا هي لحماية حقول النفط  ،  فالعصابات المتشاركة في تلك الحقول تعرف كيف تحميها وتحجبها  عن عيون أبناء حضرموت ؛ وبالتالي ليس هناك من هدف للقوات المسلحة إلا لضرب شعب حضرموت والثورة الجنوبية .. وربما بعد انتهاء الفترة الزمنية المقررة للحوار اليمني .

وحتى تتهيأ الظروف المناسبة لتـنفـيذ المخطط ، تراهن سلطات صنعاء والموالين لها على : (أولا) محاولة تفكيك الحراك في حضرموت بتقسيمه إلى تيارات ، كل منها يتبع أحد الأسماء  الحضرمية من القيادات الجنوبية السابقة . (ثانيا) الاستفادة القصوى من بعض الأفكار الغير وطنية التي تدعو إلى جنوب ما قبل اتحاد الجنوب العربي بغرض الاستفراد بكل محافظة أو منطقة على حده  وإثارة الفتن والمشاكل الاجتماعية والسياسية ، وبالذات حضرموت الثروة . (ثالثاً) زرع جماعاتها الإرهابية  للترويج  لوجود "القاعدة"  في وضع " كر  وفر"  إلى أن تهِّيئ السلطة لتلك الجماعات فرصة الإعلان عن حضرموت ولاية إسلامية ، فتصبح حضرموت أزمة تستدعي تدخلاً عسكرياً دولياً لمساندة الجيش اليمني .

ولكن ، ترى هل تستطيع  سلطات صنعاء - في وضعها الحالي - أن تشكل خطراً على الجنوب لولا المساعدة من الخارج ، ولولا  شراء ذمم البعض من ضعفاء النفوس بالمال العائد من ثروات حضرموت ؟! .. وهل يستطيع الجانب الخارجي أن يتوغل في وطننا الجنوبي على الصعيد السياسي أو العسكري إلا بمساعدة عناصر جنوبية ؟! .. وهل تجرؤ السلطة على القيام بأعمال القتل لشعبنا الجنوبي بدم بارد  لولا  وجود غطاء العنصر الجنوبي سواءً في وزارة أو في محافظة أو على أي مستوى آخر ؟! . وبهذا فإننا سنظل أمام تحدي خطير جداً ما لم نتفق على الوسيلة المناسبة لتفكيك هذا الحلف الثلاثي على الجنوب .. الأمر الذي يوجب علينا الحفاظ على وحدة وتماسك الشعب على طول وعرض الوطن الجنوبي .

ولكل ذلك وغيره ، نتوقع أن الكثير من الجنوبيين سيسعون - ولو  زحفاً أو على الأقدام - للوصول إلى حضرموت باعتبارها  بطن الجنوب وعمقه التاريخي والحضاري ،  للمشاركة في تظاهرتها المليونية  في  7 يوليو 2013م  ، ولمؤازرتها والتعبير عن حق حضرموت على الكل في الدفاع عنها في وجه المؤامرات التي تستهدف إسقاطها ، ولصد  الحملات العدوانية القائمة على مدنها .. وحضرموت ليست فقط  أهم وأكبر أجزاء الجسد الجنوبي ، بل هي بالفعل العمق الإستراتيجي الهام  للثورة التحررية الجنوبية الحديثة .


د. عبيد البري

الجمعة، 21 يونيو 2013

"علماء الأمة" .. ودعوتهم المسلمين إلى النفرة لقتل بعضهم بعضا !!



في بيان ما يسمى "علماء الأمة" الصادر بالقاهرة يوم الخميس 4شعبان1434 هـ الموافق 13/6/2013م ، أستدل أولئك المؤتمرون في مستهل بيانهم  بما رواه أبو داود عن جابر وأبي طلحة رضي الله عنهما  أن نبي الرحمة رسول الله محمد علية الصلاة والسلام  قال : (ما من امرئ يخذل إمراُ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) .
لقد  بيّن "علماء الأمة" في قرارات مؤتمرهم ما لم نسمعه أو نراه منهم منذ ما قبل نكبة فلسطين عام 1948م وما تلاها في العالم العربي والإسلامي من صراعات على أساس طائفي داخل دول عربية ، وبين  دول عربية لا تزال أحداها في وضع احتلال طائفي .. وأهم من كل ذلك سكوتهم على مدى الصراع الدائر بين اليهود والمسلمين . أولم يكن هذا هو الخذلان بعينه ؟! .
وإذا كانت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تدعوا إلى السلام ، فإن السلام هو سمة الإسلام وأساسه المتين بين المسلمين أنفسهم ومع الأمم الأخرى ، حيث سبق الإسلام العالم المتحضر في الدعوة إلى السلام بعشرات القرون من الزمن ؛ لكننا لاحظنا الأمم المتحدة ومجلس الأمن كانوا هم السباقون دائما في محاولة فظ النزاعات التي دارت ولا زالت تدور في الأقطار العربية والإسلامية ، بالإضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي دون أن نسمع عن أي دور لمن يسمون أنفسهم "علماء الأمة الإسلامية"  - في كل تلك الصراعات - على مدى عشرات العقود.
صحيح أن ما يحدث في سوريا من أعمال قتل وتشريد وتدمير يستدعي تدخل فوري وعاجل من قبل المسلمين لإيقافه وحفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشام عموما ، ولكن  ما نوع هذا التدخل ؟! .. هل يُعقل أن ندفع بالمسلمين لمقاتلة مسلمين في سوريا على الأساس الطائفي الذي تداعى "علماء الأمة من أجله ؟ حيث أشار البيان إلى ذلك بوضوح :
" وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي" ..
فأي دليل في الكتاب والسنة يجيز للمسلم قتل أخيه المسلم في أرضه وداره ؟! .. ولماذا استدل "علماء الأمة" بالآيتين التاليتين في بيانهم ؟ : " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " .. هل هذا لتكفير إخوانكم المسلمين يا "علماء الأمة" ؟! ..
وأيضا لماذا لم تقُل تلك الجماعة : "وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بأنفسنا وأموالنا وسلاحنا" إن كانوا لا يقصدون دعوة غيرهم للقيام بمهمة قتل المسلمين في سوريا ؟.. فأي جهاد هذا ؟ وأي طريق ستُفتح أمامهم إلى سوريا ؟ .. وهل يدعون لقتالٍ معدّ على الطريقة الإسلامية أم على طريقة الحرب الحديثة ؟!.
وأخيراَ ، أليس الأجدر بـ"علماء الأمة" أن يدعون المسلمين إلى جعل أنفسهم حواجز بشرية تحول دون الاقتتال بين المسلمين بدلاً من الدعوة للتضحية بـ"الأنفس" لقتلهم ؟.. أليس الواجب الدعوة للتضحية بـ"المال" لإغاثة المشردين بدلاً من استخدامه لتشريد من تبقى من السوريين ؟.. أليس أشرف للمسلمين إغلاق السوق العربية أمام "السلاح" - الذي تفرضه عليهم الدول العظمى مقابل الثروات العربية – بدلاً من الدعوة لاستخدامه ضد بعضهم البعض ؟! .

د. عبيد البري