الجمعة، 28 سبتمبر 2012

الرد على رسالة الرئيس البيض من الواقع والوثائق


التاريخ : الخميس/27/9/2012م

 الرد على رسالة الرئيس البيض من الواقع والوثائق



أثارت الرسالة التي وجهها الرئيس علي سالم البيض إلى المجلس الأعلى للحراك الجنوبي استياءً واسعاً في أوساط الشعب الجنوبي حيث جاءت على غير ما وعد به من قبل بقوله : " أنا معكم ولست مسلطاً عليكم " ، وبينت الرسالة أن الرئيس كان خلال الفترة الماضية بعيداً عن ما يعتمل من فعل ثوري وسياسي في الجنوب ، وعن الوضع السياسي المحيط بالثورة الجنوبية . فكان موضوع الرسالة  تأجيل انعقاد مؤتمر مجلس الحراك الاعلى إلى أجل غير مسمى ! ، وتم نشرها على قناة عدن لايف في 26 سبتمبر ، قبل انعقاد المؤتمر بـ4 أيام فقط ، ومؤرخة 17 سبتمبر 2012م .
يقول البيض في رسالته أنه استخلص واستنتج حقائق موضوعية بعد إطلاعه على كل ما جرى خلال الفترة الماضية وكذا إطلاعه على وثائق متعددة من " أطراف مختلفة " في المجلس الأعلى .
 وحدد الحقائق الثلاث في :
 (أولا) عدم الجاهزية  التنظيمية لعقد المؤتمر .. حيث أشار أن ذلك يتجلى من خلال ضعف التحضير وغياب الارشاد التنظيمي .
 (ثانيا) عدم وضع لائحة لصلاحيات المؤتمر العام وكيفية انعقاده .
 (ثالثا) ان الاجواء السائدة في قيادة المجلس الاعلى للأسف الشديد لا تؤهل لعقد مؤتمر للمجلس اطلاقا . ويؤكد أنها تؤهل سلبا لإعادة انتاج ثقافة الاقصاء والتناقضات والانقسامات .

وأشار السيد البيض إلى 8 نقاط حرصا منه الى عدم تمزيق المجلس الأعلى للحراك ، أكد فيها على : (1) ضرورة تأجيل المؤتمر  "المزمع التحضير له !" . (2) العمل على تعزيز دور القيادة المنظمة والعمل المؤسسي في فروع المجلس الأعلى . (3) استمرار العمل النضالي في المجلس الأعلى على ضوء مشاريع الوثائق السياسية . (4) تعزيز علاقات المجلس الأعلى بقوى التحرير والاستقلال واستمرار الحوار مع كل هذه القوى . (5) تشجيع منظمات المجتمع المدني حتى تعقد لقاءاتها واجتماعاتها وفك ارتباطها بمنظمات الاحتلال وإشراكها في الحوارات . (6) العمل على تشكيل مجموعة أكاديمية وقانونية تشرع في الإعداد لمشروع دستور دولة الجنوب القادمة . (7) العودة الى تنفيذ اتفاقات بيروت التي وقع عليه اغلبية قيادات المجلس الأعلى والتي تؤكد الى عقد اجتماع موسع لإعادة تنظيم هيكلة قيادة المجلس . (8) العمل مع المكونات الشبابية وإعطاء الشباب مسئوليات تنظيمية في العمل الميداني .

وبالنظر إلى ما أسماها السيد البيض "حقائق موضوعية " ثلاث ، مبنية على اطلاعه بالتلفون ووثائق من أطراف مختلفة ، فإن ذلك يذكرنا بضياع الحقيقة عن الشعب ابتداءً  من يونيو 1969م ، مروراً بيناير 1986م ومايو 1990م ، ويوليو 1994م ، وانتهاءً بظهور شخصيات جنوبية لاستقطاب جماعات من الحراك الشعبي الثوري الجنوبي . وبصرف النظر عن كل ذلك ، فالحقيقة الموضوعية هي التي يدركها الانسان بواسطة حواسه الخمس ، وقد يحتاج استخدم أدوات ووسائل علمية متطورة لرفع مستوى الحواس . أما الحقيقة المرتبطة بالظواهر الاجتماعية فإنها ترتبط بالوعي الاجتماعي وناتجة عنه .. وبذلك يرى (س) من الناس الحقيقة غير الحقيقة التي يراها (ص) من الناس .

أما إذا نظرنا إلى ما أورده في (أولا) و (ثانيا) فإنهما يشيران إلى أمر واحد ، يزعم فيهما البيض غياب الارشاد التنظيمي الذي هو نفسه "لائحة لصلاحيات المؤتمر العام" ، وهذا امر مفروغ منه وتم الاتفاق عليه في اجتماع المجلس الأعلى في 15 أغسطس 2012 في عدن وصدر عنه " بيان سياسي هام صادر عن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب يؤكد فيه على عقد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي في موعده المحدد 1/9/2012 " .. حيث أشار البيان إلى التوافق والتوقيع على النقاط التي أقرها فريق العمل الواحد  الذي وقف إمام النقاط المقدمة من قبل رؤوسا المحافظات .. وبيّن أن النتيجة التوافقية التي خرج بها فريق العمل الواحد قد رحب بها سيادة الرئيس علي سالم البيض وباركها وشارك في إنجاحها وأنها هي صمام أمان نجاح المجلس في مهامه .

وجاء في البيان : " قام فريق العمل المكون من: نواب رئيس المجلس والمستشار السياسي للمجلس والأمين العام للمجلس والناطق الرسمي للمجلس وأمين سر المجلس ورؤساء المحافظات للمجلس والشخصية القيادية في المجلس رئيس الدائرة المالية في مجلس الحراك الأعلى بمحافظة أبين ورئيس تيار مثقفون من اجل جنوب جديد والمشرف العلمي لصيانة الثورة الجنوبية ، وبحضور بعض الشخصيات الاجتماعية والقيادية في الثورة الجنوبية وبروح وطنية عالية عقد فريق العمل اجتماعين في تاريخ ( 7-8 – 8-2012م) في العاصمة عدن .
إذ وقف الجميع إمام النقاط المقدمة من قبل رؤساء المحافظات ، وبعد حوار جاد ومسئول خرج الجميع بحلول توافقية تجاوزت كل الإشكاليات ، وقع الجميع على وثيقة تاريخية مفصلة سميت بوثيقة( محضر اجتماع فريق العمل المكلف من قبل الزعيم باعوم والمبارك من قبل الرئيس البيض) اللذين أشادا بها وباركاها بمجرد توقيع الجميع عليها ".

ومن بين الـ15 نقطة التي تم التوافق عليها ، جاء في النقطة الثانية : " الاتفاق على الصوت المقرر ممن سيحضرون المؤتمر سواء من الداخل أو من الخارج مع تحديد الكيفية التي سيتم التعامل بها مع كلا من ( الضالع و حضرموت و عدن) كما تم الاتفاق على نسبة إلـ(50%للشباب)) على إن يتم تحديد واختيار حصتهم من قبل قيادة الحركة الشبابية بكل قواها و بالتنسيق مع رؤساء مجالس الحراك في المحافظات وكذا نسبة الشرائح الاجتماعية في الداخل والخارج وفقا وتحديد الجنة التحضيرية ". 

وإذا كانت (ثالثا) هي حقيقة يعترف بها السيد البيض على نفسه باعتباره حالياً رئيساً للجنوب لأكثر من 3 سنوات ويذكـّر فيها ثقافة الإقصاء في فترة ماضية تزعّم فيها الجنوب أكثر من 4 سنوات ، فإن الأمر يحتاج مراجعة للذات! . لكن الواقع ليس كذلك في المجلس الأعلى ؛ فإلى جانب ما بيـّناه آنفاً حول التوافق في المجلس ، يمكننا تذكير البيض بالاجتماع العام للمجلس في المكلا ، والبيان الصادر عنه  في 11 يوليو 2012 ، بما فيه القسم المهيب للحضور وكذلك القرارات ، ومن الذي أثار الخلافات فيه ، وكيف استطاع حسن باعوم تلافيها في اجتماع عدن  في 15 أغسطس (مشار إليه آنفاً) ، وتذكير البيض باجتماع اللجنة التحضيرية في 6 سبتمبر التي حضر اعضاؤها من جميع المديريات ، فأقرت يوم 30 سبتمبر موعداً للمؤتمر ، بتوافق تام .

لكن السؤال المهم للسيد البيض : ما هو سر اللقاء - بعد اجتماع 6 سبتمبر - الذي صدر عنه  بيان سُمّي  " بلاغ صحفي صادر عن / اعضاء رئاسة الأعلى ورؤساء مجالس المحافظات في 7 سبتمبر  2012م ، العاصمة عدن " ؟! .. جاء فيه : " ونزولاً عند رغبة السيد /الرئيس علي سالم البيض الرئيس الشرعي للجنوب في وحدة قوى التحرير والاستقلال والجهود المتواصلة التي يبذلها سيادته في هذا الشأن وما يقوم به القائد احمد عبد الله الحسني من جهود في رأب الصدع داخل وخارج المجلس الأعلى ، فإننا نؤكد لجماهير شعبنا حرصنا الشديد على وحدة الصف سائرين نحوا تحقيق طموحات وتطلعات شعبنا في سبيل نيل والحرية والاستقلال لأرضنا المحتلة ، وإعطاء قوى التحرير والاستقلال دفعه وزخم جديد في تحقيق العديد من الانجازات على طريق عقد المؤتمر الاول للمجلس الأعلى خلال الفترة من 12- 14 اكتوبر 2012م ".

وأستطيع القول أن النقاط الثمان التي أشارت إليها رسالة البيض قد احتواها البرنامج السياسي للحراك الجنوبي يمكنه الاطلاع عليها إذا وجد لذلك ما يكفي من الوقت ، لكن يبقى السؤال : لماذا يريد البيض اعداد الدستور قبل مؤتمر المجلس الاعلى للحراك الذي يهدف إلى إيجاد عمل مؤسسي يكون من ضمن مهامه كتابة دستور ؟! .

السياسي برس | الرد على رسالة الرئيس البيض من الواقع والوثائق

الخميس، 27 سبتمبر 2012

المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي .. ومشكلتنا مع الكهول


 المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي .. ومشكلتنا مع الكهول

الأربعاء 26 سبتمبر 2012 01:37 مساءً


 
يتطلع الشعب الجنوبي بشغف نحو إيجاد قيادة جنوبية جديدة لتحقيق هدف الاستقلال المباشر الكامل الذي لا لبس فيه ، وفق المعايير والمبادئ الثورية  التي عبـّر عنها المناضلون في الحراك الجنوبي من مختلف شرائح المجتمع  في كل مديريات جنوبنا الغالي ، وعلى الأخص منها الشباب والشابات الذين شكلوا خلال سنوات النضال السابقة أساس الحراك الثوري وطاقته المتفجرة ، ويشكلون اليوم الوجه الحقيقي  للثورة ، وسيشكلون غداً العمود الفقري للدولة الجنوبية القادمة .. فالحراك الجنوبي سيدخل خلال الايام  القادمة في رهان على استمرار الزخم الثوري الذي يحاول أعداء الثورة اضعافه بشكل محموم كلما اقترب ميعاد انعقاد المؤتمر الوطني الأول للحراك الثوري الجنوبي بقيادة المجلس الأعلى للحراك .


إن الاعتماد على نضال الشباب تفرضه طبيعة المرحلة السابقة من الحياة السياسية التي اصبح فيها " الساسة الكهول " عامل معرقل ، وأقصد بالكهول أولئك الذين جربهم الشعب الجنوبي ، فقادوه إلى هذا الوضع المزري ، سواءً قبل إعلان الوحدة أو بعدها . والأدلة على سلبيتهم كثيرة وصارخة ، بل أن أسئلة بسيطة تحوي الأدلة  بكل وضوح .. مثل : لماذا ضاعت دولة الجنوب ؟ .. أو لماذا انهزم الشعب الجنوبي الأبي ؟ .. أو ماذا كان يعني لهم  الجنوب عندما كانوا موزعين ما بين ذئاب مع النظام إلى أخرى متربّـصة الفرصة من مخابئها ؟  .. أو لماذا ظهر البعض برؤى وتيارات معاكسة لنهج الحراك الثوري ؟ ... وعلى الجانب الآخر ، ما الذي يريده  مناضل الربع ساعة الأخيرة ؟ .

أليس المناضل الشريف هو من يقف مع قضية الشعب موقفاً صادقاً وممارسة أخلاقية ؟! .. ألم نلتمس هذا  في الواقع من قائد الحراك الجنوبي المناضل حسن باعوم ؟! .. فالزعيم باعوم ليس فقط استثناء ، بل هو في نظر الجماهير رمز الثورة والأب الروحي لشبابها وشاباتها .. وسيبقى كذلك طالما بقي مع الشعب كمناضل صلب بصدر رحب ونظيف القلب . ولأن الأمر كذلك ، فإن أعداء الاستقلال يوجهون سهامهم نحو رمز الثورة والأب الروحي لها  باعوم سواءً من خارج الحراك او من عناصر محسوبة على الحراك . وقد عرفنا أنه زعيم يقبل الكل ويحب الكل ، إلا انه لا يهادن بالمبادئ الوطنية ولا يتهاون بإرادة الشعب الذي أولاه الثقة علناً : " يا باعوم نحن جيشك للتحرير " .

إن إثارة بلبلة وشكوك حول وحدة الصف الجنوبي ما هي إلا حرب نفسية من صنع السلطة بأدوات جنوبية دخيلة على الحراك الجنوبي مستغلة حاجة الجماهير الى وجود قيادة للحراك ذات خبرة ، ولكن للأسف كانت خبرة سياسية سلبية . كما ان ظهور أي خلاف مع قيادة المجلس الأعلى للحراك هو خلاف على المبدأ الذي يتمسك به المجلس بقيادة باعوم ، وكشفاً مبكر لتلك العناصر .

ألم يكن لأولئك الكهول النصيب الأوفر في تمزيق الشعب الجنوبي سابقا ؟! .. ألم يرون أن الشعب صار موحداً بالظلم ، وموحداً بتصميمه على الانتصار لإرادته من خلال حراكه  السلمي ؟! .. وهل يجوز لأحد أن يستقطع جزءً أو أجزاء من الحراك ليكون تابعاً له ، ولو كان الزعيم باعوم نفسه ، الذي لا زلنا نثق بإخلاصه ؟! .
فهبوا يا شباب لإنجاح مؤتمر الحراك الجنوبي وتحملوا مسئوليتكم ، ودعوا الكهول ورائكم .. فالوطن للجميع .


اقرأ المزيد من عدن الغد | المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي .. ومشكلتنا مع الكهول http://adenalghad.net/news/33515/#.Ui8FKcbWMrx#ixzz2eUOEin4U



الجمعة، 21 سبتمبر 2012

حربان زيديتين متشابهتان .. وموقفان جنوبيين مختلفان


عدن الغد | آراء واتجاهات | حربان زيديتين متشابهتان .. وموقفان جنوبيين مختلفان

الجمعة 21 سبتمبر 2012 11:33 صباحاً
 في 1 ديسمبر 1967 ، أي اليوم التالي لإعلان ما سمي ( دولة جنوب اليمن ) ، كدولة وليدة نالت استقلالها من بريطانيا ، خصصت صحيفة الاهرام المصرية مادة صحفية مطولة على صفحاتها عن تلك المناسبة ، وعن الخلفية التاريخية لنضال الشعب الجنوبي ضد الغزاة  ، فاقتبست منها جزءاً تحت عنوان ( صراع الامبراطوريات ) في الصفحة رقم 4 .

ومن هذا الاقتباس سيعرف القارئ عن الاحتلال الزيدي الأول للجنوب الذي لا يزالون يدّعون أنه مثـُّـل وحدة اليمن في يوم ما . ولعل ذلك يبين مدى الاهتمام الذي كان يوليه الزعيم عبد الناصر في توحيد العرب على أساس القومية ، وهذا من وجهة نظري الشخصية فقط بناءاً على التحليلات التي يمكن لأي مهتم الاستفادة منها من خلال البحث المستمر عن اسباب الادعاء بـ( إعادة توحيد اليمن) التي لم نجد لها أي أصل تاريخي ، عدا ما كتبه اليمنيون عن التوسع الامبراطوري لدولتي سبا وحمير منذ عشرات القرون قبل التاريخ ، تبعاً لقراءات المستشرقين لكتابات ونقوش على الأحجار ، أو وجود آثار - بما فيها سد مأرب - لا ترتقى إلى مستوى الدليل على دولة امبراطورية ، بالرغم من أن هناك دراسات عربية تشير إلى أن سلطان دولة معين قد امتد إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وشواطئ الخليج العربي وبحر العرب .

وليس خافياً على أحد مدى الدعم السياسي والعسكري الذي قدمه عبد الناصر لثورتي سبتمبر في صنعاء ، وأكتوبر في عدن ، على أساس أيدلوجية القومية العربية ، التي تراجعت عن تطبيقها سورية عام 1961 ، بتراجعها عن الوحدة مع مصر . لكن عبد الناصر لم ييأس من حلمه في الوحدة العربية ، ومن البحث عن أسباب وعوامل للتقارب فيما بين كل مجموعة عربية على حده ؛ وظلت هذه الأيدلوجية مرتبطة بشخصه وبأحزاب يسارية عربية ، دون أي من الأنظمة العربية .

وقد شكل تنظيم القوميين العرب في الجنوب ، النسبة الأكبر التي كونت الجبهة القومية للتحرير ، التي تسلمت السلطة في عدن من بريطانيا في 30 نوفمبر 1967 بعد كانت  قيادتها قد تحاورت مع عبد الناصر قبل توجهها إلى جنيف للتوقيع مع بريطانيا
على وثيقة الاستقلال ، فكانت الدولة العربية الوحيدة التي التزمت بالفكر القومي العربي أثناء وجود عبد الناصر وبعد مماته .


صراع الإمبراطوريات [  "الاهرام"  المصرية   ]

منذ أن خرج الأتراك من اليمن سنة 1636 ظلت القوة الرئيسية الحاكمة في اليمن هي الدولة القاسمية الزيدية بينما كان جنوب اليمن ، محميات عدن ، قد أصبح مجزئاً الى سلطنات وإمارات في يافع والفضلي والواحدي والرصاص والعوالق ودثينة ولحج والصبيحة وعدن وحضرموت  .
غير انه في أيام (( المتوكل على الله إسماعيل )) تسنى للدولة الزيدية أن تسيطر على اليمن كلها تقريبا حتى حدود عمان ، ودخل أمراء الجنوب تحت لوائها واستمرت سيطرتها فعاله وقويه نحو اربعين عاما .
ومرة أخرى طغت الخلافات الطائفية على السطح ، فقد تعاهد امراء المناطق الجنوبيه على محاربة الدوله الزيدية ، ودارت معارك مريرة طويلة انتهت بانفصال تلك الأطراف من الدولة الأم  .

وكانت تلك الحرب ذات طابع طائفي لديهم ، حيث كانت المناطق الجنوبية من اليمن تنتمي الى المذهب الشافعي بينما كان المذهب الزيدي يقتصر على المناطق الشمالية ، وأصبحت الفرصة مواتيه ، أنذاك ، لغزو تركي جديد ، اتاح له الانقسام الداخلي احتلال ما كان يطلِق عليه العثمانيون (( اليمن الأسفل )) كله وجزء كبير من اليمن الأعلى ، واستمر هذا الوضع الى ان دخل الانجليز كعامل رابع في المنطقة لاحتلالهم عدن في 19 يناير عام 1839 .


ما الذي استنتجه القارئ الكريم من هذا ؟! 

أنظر إلى الخريطة .. هل محمية عدن تقع في جنوب اليمن ؟





خرج العثمانيون بعد مقاومة الزيود القاسميين لهم على أرض اليمن وليس على الجنوب ، ثم  تسنى لهم غزو  إمارات الجنوب بالاستفادة من خبرات العثمانيين منذ دخولهم اليمن عام 1538م .. ألا تلاحظ أن الأمر  في طرد الزيود من الجنوب ليس فقط على أساس واحديه الانتماء الطائفي للجنوبيين ، وإلا لامتدت المعارك المريرة لمقاومة الزيود  إلى مناطق اليمن الأسفل ؟!

ألم  تكن مصر هي من جلبت مفهوم ( الدولة الأم ) ، رغم أنها تعترف بأن الجنوبيين قاوموا الزيود 40 عاماً منذ أن بدأ احتلالهم ليافع إلى أن تم تطهير السلطنة الكثيرية منهم ؟!

إن الشيء اللافت للنظر  هو  في ما يخص ما كان من وجود عثماني في اليمن والعالم الاسلامي ؛ فعند الحديث عن اليمن ، نجدهم يسمونه احتلال عثماني تقاسم اليمن مع الاحتلال البريطاني ، ولكنهم من الناحية التاريخية والإسلامية ، يسمونه فتح عثماني ، بل أن الإسلاميين اليوم يتوقون إلى إعادة الخلافة العثمانية .. ولكن ترى ما وجه الشبه في حلمهم مع حلم  إعادة السيطرة الزيدية على الجنوب كما كانت في عهد المتوكل على الله إسماعيل ؟!

وماذا أيضاً ؟!   ...

 وحدة الجنوبيين كما كانوا موحدين عند مقاومة الاحتلال الزيدي الأول !!   ...

فما الفرق ؟!




اقرأ المزيد من عدن الغد | حربان زيديتين متشابهتان .. وموقفان جنوبيين مختلفان http://adenalghad.net/news/33462/#.UFxLUoQD75Q.blogger#ixzz2eUOncbQ0

السبت، 15 سبتمبر 2012

وهل للحراك الجنوبي سفراء؟!



وهل للحراك الجنوبي سفراء؟!

السبت 15 سبتمبر 2012 10:57 صباحاً
لربما يفتكر القارئ لعنوان مقالي هذا بأن الموضوع قد يتعلق بالإخوة الذين انضموا إلى النشاط السياسي للحراك الجنوبي كأسماء نالت قدراً كبيراً من الشهرة في الحراك الجنوبي ونعول عليهم كثيراً أن يستمروا  في القيام بدورهم الوطني والأخلاقي في العمل بأقصى طاقاتهم وقدراتهم وما يمتلكونه من خبرة لإنجاح المؤتمر الوطني الجنوبي الأول ، كمؤتمر لكل الجنوبيين الذين يؤمنون بحق الشعب الجنوبي في الحصول على الحرية والكرامة من خلال استعادة وطنه المفقود منذ أكثر من 18 عاماً ، وقدم من أجل ذلك تضحيات جسيمة . ولربما يكون القارئ قد أدرك بأنه نفسه هو المعني بهذا!.

لكن الأمر يتعلق بالمواقف والممارسة .. فليس كل من أظهر موقفاً ايجابياً من القضية الجنوبية يبقى على موقفه ، والعكس .. وليس غريبأ أن نلاحظ ذلك طالما الحراك الجنوبي يعمل في وسط  تحيط به سلطة صنعاء التي كسبت نصرها العسكري على الجنوب عندما كانت الغالبية لا تزال تحلم بالوحدة القومية ، أما وقد انهزمت معنوياً ، فشراء الذمم صار عندها أسهل أمراً . وسيكون المؤتمر الجنوبي الأول للحراك الجنوبي هو المحك الأول .. مؤتمراً للشعب الجنوبي ، سيقدّم للفرسان الفرس والميدان ؛ وحينها سيميز الشعب الجنوبي بين الحابل والنابل ؛ ويفرق بين الثوريين والمتسلقين ، وسيظهر جلياً أبطال الحراك الحقيقيين من أولئك المندسـّين.

أقول ذلك  كمواطن جنوبي ، لي ما لأي مواطن جنوبي ، وعليّ ما عليه  حاضراً ومستقبلاً  في وطننا الجنوبي ، لأن المؤتمر الجنوبي ليس حكراً على أفراد أو جماعات أو أحزاب أو مناطق .. ولأن المؤتمر هو محصلة نضالات الشعب الجنوبي بكل فئاته خلال السنوات الماضية ؛ ولأن قيادة الحراك الممثلة في المجلس الأعلى للحراك ، الداعية كل الوطنيين للانضمام إلى المؤتمر ، كانت ولا زالت في طليعة نضال الشعب الجنوبي بكل أشكاله على امتداد ساحات الوطن الجنوبي ، ولأن قيادة الحراك لم تجيء بمجرد رؤية سياسية لتــدّعي بأن صحتها تكمن في قبول ودعم الدول الاقليمية وغيرها ، بمثلما يبرر تيار "الوحدة الفدرالية" بأنه يمكنه حل مشكلة الوحدة الاندماجية الفاشلة  بـ "الوحدة الفدرالية الأكثر قبولاً" مثلما هي الإمارات العربية أو الولايات المتحدة ، على اعتبار أن ذلك جاء بعد مساع على الصعيد الدبلوماسي! .


اقرأ المزيد من عدن الغد | وهل للحراك الجنوبي سفراء؟! http://adenalghad.net/news/33411/#.UFRZcRbVRro.blogger#ixzz2eUQdTgAK

الخميس، 13 سبتمبر 2012

المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي .. وتحديات ما قبل انعقاده



المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي .. وتحديات ما قبل انعقاده

الخميس 13 سبتمبر 2012 01:40 صباحاً
منذ مايو 2009م الذي استطاع فيه الحراك السلمي الجنوبي ان يوحّد صفوفه تحت قيادة المجلس الاعلى للحراك السلمي بزعامة رمز الثورة الجنوبية المناضل حسن باعوم ، والتأكيد على أن الرئيس الشرعي للجنوب هو السيد علي سالم البيض وفقاً لإعلان 21 مايو 1994م وشرعية انتخابه حينها بإجماع الهيئات القيادية في مؤسسات الدولة الجنوبية السابقة والأحزاب السياسية الجنوبية والمنظمات الجماهيرية وكل الشخصيات السياسية والقانونية والعسكرية الجنوبية التي شاركت في الدفاع عن الجنوب أثناء الغزو العسكري على أرض الجنوب عام 1994م . فكان اعلان زنجبار محصلة لحوارات مستفيضة بين جميع مكونات الحراك الجنوبي التي كانت تعمل في ظروف غاية في التعقيد ، وبالأخص على الصعيد الأمني في المناطق الجنوبية التي ركزت فيها السلطة كل أدواتها القمعية ضد الشعب الجنوبي الثائر من أجل استعادة دولته المسلوبة بالقوة العسكرية .

ومن نافل القول ، فإن عناصر الدولة الجنوبية السابقة وممثلي القوى السياسية الجنوبية التي شاركت في اعلان الوحدة الاندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية هي نفسها التي اعلنت الانفصال عن دولة الوحدة أثناء الحرب على الجنوب وأقرت بشرعية دولة جمهورية اليمن الديمقراطية في 21 مايو ، التي أصبحت دولة محتلة بنهاية الحرب ؛ ولذلك لا نتوقع من أي جنوبي تسري في دمه  ذرات من الحرية أن يسلك منحى آخر غير الاستعادة الفورية للدولة الجنوبية بنظام جديد يتجاوز الاختلالات في النهج السياسي السابق ؛ وهذا لن يتأتى إلا بتنظيف الشوائب التي علقت في الوعي لدى البعض من أبناء الشعب الجنوبي بما فيها النزعات المناطقية خلال المراحل السابقة واللاحقة للوحدة بتأثير نظام صنعاء . كما إن الحراك السلمي الجنوبي هو ثورة شعبية لتحرير الجنوب الذي بدأ بتنظيم نفسه من وسط النضال الشعبي كقائد ميداني للاحتجاجات والمظاهرات وغيرها ، وكحامل سياسي لقضية احتلال الجنوب منذ الاجتماع العام لمجالس تنسيق الفعاليات الجماهيرية والسياسية لعموم محافظات الجنوب عام 2008م ، فأكتمل تنظيمه في لقاء 9 مايو في زنجبار . ولذلك فإن أي تيارات جنوبية تم تفريخها لاحقاً دون الاستناد إلى قاعدة شعبية ، لا تستطيع أن تدعي انتمائها للحراك السلمي الجنوبي إلا إذا كان لها صدى جماهيري .

وإذا كان الزعيم حسن باعوم والمجلس الأعلى للحراك السلمي قد كرر غير مرة ، الدعوة إلى كل التيارات السياسية الجنوبية التي ظهرت بعد توحيد قيادة الحراك ، للانضمام إلى المؤتمر الجنوبي الأول الذي يعمل المجلس الأعلى طوال الــ 3 سنوات الماضية على الإعداد له ليكون مؤتمر لكل الجنوبيين من خلال المشاركة الديمقراطية في المؤتمر الذي من المتوقع أن يعكس إرادة الشعب الجنوبي وتطلعاته لاستعادة بناء دولة جنوبية ديمقراطية حديثة يسودها العدل وتحافظ على أمن مواطنيها وأمن الإقليم بشكل عام ؛ فأننا لا نستطيع أن نتصور بأن هناك تيارات جنوبية سترفض المشاركة في انجاح المؤتمر الوطني الجنوبي للحراك السلمي بمشاركة فعالة في الرأي والرؤية ، وبالقرار والاختيار ، بكامل الحرية وصحة النظرية لتحليل القضية الجنوبية ووضع مشروع سياسي وطني متكامل للاستقلال ولمستقبل الجنوب يُعبر عنه في " مشروع البرنامج السياسي للحراك الجنوبي " ، إلا إذا كانت تلك التيارات لا تهدف إلى تحرير الجنوب وتعمل في معزل عن الشعب وثورته ، أو تحمل أجندات أخرى تخدم الطامعين بالجنوب ، أو لتكريس ما تروّج له السلطة بـ " عدم قدرة الجنوبيين على توحيد صفوفهم " . وبذلك ، هل يجوز لمن يرفض المشاركة في مؤتمر الشعب الجنوبي - ساعياً لعرقلته – أن يعقد في وقت لاحق مؤتمراً آخر باسم الحراك الجنوبي ؟! .


اقرأ المزيد من عدن الغد | المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي .. وتحديات ما قبل انعقاده http://adenalghad.net/news/33392/#.Ui8H88bWMrx#ixzz2eURFDFbU